رواية بيننا شي خرافي الفصل الثاني والثلاثون بقلم سنيوريتا
ابيها
_ إلياس عدى مالوش دعوه بأبوه وما تفتحش هنا كلام عايزين نقضى يوم حلو
رأت عينه التى أظلمت وشعرت بأن لسانه يستن داخل حلقه ليرد عليها بهمجيه فهتفت قبل أن
ينال منها
_ انا هدخلهم
هرولت سريعا وفعلت الاصلح إختفت من تحت عينه وإن كانت تشعر أنه من الممكن أن يأتى
خلفها ليعاقبها على ما قالته هى دقيقه واحده غابت بها فى المطبخ وجلس هو على الاريكه
عادى وإبتسامه صافيه لكن من جانب إلياس انتفض من مكانه غاضبا لأول مره
يفقد اعصابه لهذه الدرجه اندفع إليه وامسك بعنقه مما جعل إبراهيم يفزع وينهض
هو الاخر كالملسوع هتف عدى بأنفاس لاهثه ليهدئه
_ انا ما أعرفش حاجه صدقنى موضوع جواز بابا من أمك كان مخبيه علينا
تدخل ابراهيم ليباعد يده التى قبضت على عنق عدى هامسا بصوت
حازم رغم خفوته
_ سيبه ونتكلم بالعقل بلاش اللى جوه يسمعه حرام نكسر فرحتهم
تدارك إلياس نفسه وتركه بسرعه قلة النوم والضغط العصبى الذى عاشه من أمس
إلى الآن جعلته يصرف بهمجيه مسح وجهه پعنف والتف وهو يقول لنفسه
_ ما كانش المفروض أجى
_ فى إيه إنت عملتله إيه
همس عدى فى أذن إبراهيم بحذر وبصوت يكاد يسمع خشية من سماع إلياس
ودفعه للجنون مره أخرى
_ بابا إتقدم لأمه
كان إلياس يكرر دون وعى وهو يحاول إفاقة نفسه
_ ما كانش المفروض أجى
شعر بيد إبراهيم تمسح بلطف بالغ على قلبه وصوته الهادى الرتيب يقول
مسح على قلبه ثلاث وهو يقول
_ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
دعا له بصوت هامس وكأنه يروضه ويطرد الشيطان من صدره
_ اللهم إمسح على قلبه بالراحه وكن معه وزوده قوة وصبر اللهم أزل الضيقه عنه فى صدره
اللهم إبعد عنه كل ضيق يشعر به وكل ما يشغل باله ربى أرح قلبه وإجبر قلبه وهون عليه
منه
لم يسمع إلياس دعائه لكنه شعر بالرحه والسکينه كنسيم بارد هب على قلبه فى أحد الليالى الصيفيه
كان هادئ تماما مسترخى قابل التفاهم والحديث راضيا بإلقاء الحمل عن قلبه لأى عابر
ويعود خفيفا كما يأمل لا يحمل للدنيا هم ولا يشغل عقله فكر
_ مالك بقى يا إبنى
اجفل عيناه وزفر انفاسه ببطء وبدى كأنه حپسها لمده طويله ثم تبع هذا ب
_ الدنيا مزعلانى اوى نقت اكبر هم وشيلتهولى
هتف ابراهيم ليخفف عنه
_ هم الدنيا سهل الهم الكبير فى الاخره
نبث فم الياس بابتسامه لم تكتمل ورد عليه
_ هم هيشيلنى ذنب فى الاخره برضوا
بلطف شديد امسك أبراهيم يده ليتجه به نحواحد الغرف تجاوب معه إلياس
دون عناد أو مقاومه بعدما إنسحب عدى من مده طويله
دخل معه الغرفه فأوصدها ابرهيم عليهم جلس إلياس واجفل عيناه متعب من كثرة
التفكير ومن ألم البوح أصعب جلس إلى جواره ابراهيم وسمح لنفسه بأن يضع يده على فخذه
ليطمئنه لكن هذا لم يجدى نفعا مع إلياس سوى أنه طال صمته وإغماضه لعينه دائما وفى
كل أوقات حياته كان قوى الشخصيه لكن فى هذا الموقف يشعر بالعجز تماما
ظل ابراهيم صامتا ليتيح وقتا ليرتاح يبدوا أنه متعب من الاحاديث والاسئله ومن الناس جميعا
حتى هتف هو دون إراده وكأن الكلام تسرب من بين شفتاه رغما عنه
_ تعمل إيه فى حاجه مش حرام بس كارها
أجاب ببساطه
_ الصح ما يتكرهش
فتح عينه أخيرا وضم حاجبيه مستنكرا إجابته وهتف بنره متحشرجه وعينه تقطر ألم
_ أى الصح فى إن أمى تتجوز وهى هتحتاج أيه اكتر من اللى بقدمهولها
نهض من مكانه منزعج مما قاله بدأ يزمجر وهو يدور فى الغرفه بضيق يبحث
عن شئ يتصارع معه لينفض عن قلبه كل هذا ويعود كما كان حر طليق لكن هذا
ابدا لن يفيده صوته الهادى الذى يوحى بأنه عاشا سنوات كثيره من الخبره
صوتا يبعث الامل ويرج النفس جعل الضجيج الذى بداخله يصمت حين قال
_ الست مهما كبرت هى صغيره تحتاج كتير عطف وحنان ووقت فى ستات
بتقف حياتها وبترضى بنصيبها ودول قليلين وست تانيه تعوض نقصها بالغيره
والغيره من أى حد إن شاء الله لو كان بنتها وفى ست تحب تبدأ من جديد
اقترب منه ليمسك بكتفه مستغلا سماحه لهذا حتى وإن كان مؤقتا وأردف
_ حتى لو كاره بس هى لو عايزه يبقى حرام عليك تمنعها
مهما وفرتلها الاهتمام والراحه وكل شئ لكن فى جزء مش هتقدر توفرهولها
زى الراجل بالظبط لما بتوفى زوجته بيحتاج ونيس الونس بيكون ساعات أهم
من كل حاجه
التف اليه بعنقه وحدق إليه بصمت عينه لا يفهم منها إن كان يتقبل هذا أولا لا لكن
يتضح من أنفاسه المنظمه أنه هدء قليلا تحمحم ليقطع نظراته نحوه وبدل
حديثه تماما وكأنه فاق من نوبة إعترافاته وسأله فى أمر آخر
_ إنت ليه وقفت فى صفى لما كنا فى البيت
أنزل ابراهيم يده عنه وإستسلام لتغير الامر مجيبا بوضوح
_ انا مش بقف فى صف حد أنا فى صف الحق مع مين يكون ودا على الكل
حتى لو على بنتى
استدار إليه بكامل جسده وظل يتفرسه يحاول إكتشاف إن كان حقيقى أم متصنع
لم يخطئ إلياس فى قراءة البشر بفراسه لكن هذا تحديدا يتحير فى أمره ربما
لانه لم يألفه لكن دوما الطبع يغلب الططبع سيرى اليوم حقيقته بالكامل سأله بأسلوب ملتوى
_ دى مبادئك ولا مبادئ الجماعه الارهابيه اللى إنت منتمى لها
تمتم أبراهيم مستغفرا
_إستغفر الله العظيم
قالها حتى يهدأ فلو فى وقت آخر ما تحمله أستطرد موضحا
_ يا إبنى انا مش منتمى لجماعه انا رئيس جمعيه خيريه لو إنتوا بتسموا
مساعده الناس إرهاب يبقى أنا إرهابى وأمرى لله
تحرك حوله بخطوات بطيئه وهو يقول مستخفا
_ ماهى مساعدة الناس ستار لكل الارهاب اللى بتعملوه
لقد جائت الفرصه لإبراهيم لتوضيح نفسه من هذا الاشتباه الذى طالما عانى منه
دون حتى إنتمائه له هتف بهدؤء
_ أنا ما أعرفش غير كتاب الله يعنى معقول ناخد الناس بالذنب وبالشكل مش كل واحد
دخل الجامع قولنا عليه إرهابى يبقى ما حدش هيدخل الجامع وهنمسح دينا بأستيكه
وبدل ما بنحارب الارهاب هنحارب الاسلام
إختم كلامه ب
_الارهابى يا ابنى بيدارى فى الدين بس ما يعرفش عنه حاجه
ظل إلياس صامت يحلل كلماته وهو ينظر إليه هذا الرجل ليس بأمثال من يقابلهم فى حياته
المهنيه فى وجه نور مختلف عن ظلام وجوهم يعرف دينه جيد ويحفظ كتابه بعكس من كانوا
لايلفظوا حتى الشهاده وهم فى لحظاتهم الآخيره العاقل فقط من يميز بين هذا وذاك
ضجر إبراهيم من طول صمته ونظراته الشك نحوه فهتف بنفاذ صبر
_ يلا يا ابنى نروح نساعدهم فى المطبخ بدل وقفتنا إلى مالهاش لازمه