السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بيننا شي خرافي الفصل الواحد والثلاثون بقلم سنيوريتا

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الوحد وثلاثون
عاد ريان برفقة تمار كما ذهب كما أتى طوال الطريق لم ينبث فمه بكلمه أوضح لها
غضبه دون أن يحادثها بعدما سمحت لرأفت بهدم فرحتهم وهى لم تحاول بأى شكل بفتح
أى بابا للحديث ويستحسن أن يظل صامتا حتى يهدأ وحتى تجد لفسها قابليه ووقت للتفكر
فيما قالوا والدها
وفى نفس الطريق كان عدى والى جواره مرام الجلسه النفسيه مع الطبيبه فادتها قليلا

لكنه يعلم أن أمامه وقت طويل فالعلاج النفسي لا يبدى نتائجه من أول مره لكن ما هون عليه
أنها هدئت وبدأت التجاوب معه بشكل طبيعى بعد نوبه الهلع التى إنتابتها
مال إليها يسألها بأسف 
_ زعلانه عشان رجعنا 
رفعت كتفيه وهى تجيب دون اكتراث 
_ لاء أى مكان معاك حلو
نبث فمه مبتسما من قولها وهتف 
_ انا مستعد اكون مكانك وأمانك وطبيبك وكل حاجه تحبيها
خفق قلبها بشده من كلماته الرقراقه ذات المشاعر الفياضه والصدق المتناهى وسارعت بالقول 
_ انت فعلا كل دول وأنا مش عارفه أوصلك حاجه من الشعور اللى جوايا عارفه إنى مقصره
بس بعد اللى بتعملوا معايا أنا مستعده أفديك بروحى
قال متحمسا وهو يوزع نظره بينها وبين طريقه 
_ انا دلوقتى مش طالب حاجه غير إنى أمسك إيدك حاولى بجد نفسي بعد كلامك الحلو دا
أحس بيكى
لم تعرف من أين أتى كل هذا التعرق الذى انتشر على جبهتها لم تشاء أن ترد طلب صغير كهذا
وهو فى مكانه تسمح له بالكثير أخفي خيبته فى النظر للطريق و تراجع قائلا رغما عنه 
_ مش مهم ما فيش داعى
ترك يده التى كان املا فى إحتضانها لكن قدر لها أ ن تبقى وحيده بارده الى جواره
دقائق عدة مرت وهى على نفس الحاله
حتى حاوطها دفئ عجيب فجأه شملها جعله لا يصدق أن يدها حطت على يده التف لينظر
موضعها واتسعت عينه وفرح قلبه حتى كاد يقفز من كرسي وهو يقول غير مصدقا 
_ بجد
كانت وجنتها مخضبه بالحمره جاهدت كثيرا وبذلت مجهود مضننى حتى فعلتها يستحق
ويستحق الكثير
جمال 
لدى إلياس
الجو كان كئيب ومحبط نسبه الى إعتناق الياس الصمت إتخذ ركنا مميز امام شرفه زجاجيه
كبيره تطل على السماء كون الشقه فى أحد الابراج السكنيه العاليه الى جواره بعض الشجيرات
الخضراء التى تعيش بالظل يمدد قدمه على طاوله بوجه جامد لم يؤثر بوسماته وبعض الشعيرات
الطويله التى تسقط على جبهته بالامس كان أسود ذو شارب كثيف واليوم هو حليق الشارب بشرته صافيه
ومتوهجه كالشمس هو بألف وجهه لكن جميعهم رائعون
على بعد امتار كانت تجلس مكه عينها لا تتحول عنه جلسه عاديه تماما لكن تعبيراتها وجهها
المعقد جعلت الجلسه كئيبه عينا تلمع ببريق متوهج وهى تحدق إليه فمها مضموم يقطر منه حزن
وجنتها اكتزت بفعل قبضت يدها التى تستند عليها كانت الهام تجلس بوجهها تتصفح احد المجلات
وتبدل نظراتها الخاطفه بينهم قاطعت الصمت المخيم على المكان بسؤال صارم 
_ بتحبيه 
الټفت لها مكه وكأن لدغها عقرب وحدقت إليها ثوان قبل أن تمسك لسانها من الاجابه التى لفظها
القلب لا إراديا تذكر فى اللحظه الاخيره ان هذه ليست شخص عادى بل هى مثيلتها على الجانب الآخر
اخرجت الهواء المثقل فى رئتيها وهى تحاول أن تبعد ناظرها عنه مؤقتا ولكن كان هذا صعبا
وظلت عينها تسترق النظر ضد رغبتها قالت مغيره لموضوع 
_ مش بيتكلم من إمبارح تفتكرى زعلان مننا ع اللى عملناه
اغلقت إلهام المجله التى بيدها وهى تهتف بسخريه 
_ مننا إنتى بتقارنى نفسك بيا
كلماتها صدمت مكه وتفاقم الڠضب بداخلها وهمت لترد عليها لكنها إبتلعت إھانتها
و ردت دون أن تقف بنظرها نحوها 
_ إنتى اللى قولتى إنى بفكرك بنفسك
نظرت نحو إلياس وكأنها تلومه على موقفها هذا
أضلمت عينها الهام الفيروزيه تحت خصلاتها المتدليه وهى تقول 
_ فعلا حكايتنا مشابه انا كمان اتغصبت على الجواز وعشت سنين پعانى
ولو كانت جاتنى فرصه زى اللى جاتلك كنت مشيت من غير ما ابص ورايا
عادت مكه بنظرها نحوها وقد ومض عقلها بما تقول حاولت الاستيعاب أن
حبيبها قد فعل الشئ نفسه معها نفضت رأسها غير مصدقه ورفضت التصديق
هذه اكثر فكره سخيفه من الممكن ان تصدقها إلياس لم يفعل هذا سوى معها
سألت بشك 
_ مستحيل إلياس اجبرك على الجواز منه
ابتسمت الهام من داخلها فالغبيه تعتقد أنها زوجته ولا بأس بذالك ورغم إشفاقها
عليها تريثت فى اخبارها الحقيقه حتى ترجع لألياس لكن تعاطفها الذى إذداد تجاها جعلها
تهم لتخبرها الحقيقه الكامله غير آبها بشئ إطلاقا همت بالحديث لكن ناد الياس قائلا
بخشونه وهو يقف بينهم 
_ هنتغدى إنهارده عند ريان السعدى حضروا نفسكم
استدار وهو يستطرد 
_ مكه تعالى عشان تحضريلى هدوم
تبعته بتلهف اخير سمعت صوته على الاقل بالاخير نادها وشعرت أنها مفضله لديه
دخلت الى الغرفه وكان يقف خلف الباب ينتظرها توجهت صوب الخزانه وفتحتتها
بكلتا يدها شرعت فى تنظيم طقم كامل متناسق الالوان وحاولت أن يكون مناسبا للغداء
هتف هو بنبره عاديه من ورائها 
_ الغداء هيكون عند أختك
الټفت سريعا لتطالعه غير مصدقه 
_ بجد هشوف مرام
سألها بوجه غامض 
_ يعنى هيفرق معاكى
أومأت بسرعه وكل إنشئ فى وجها يفضح سعادتها وهتفت 
_ ايوا كتير
أبتسم ابتسامه لعوب متسائلا بشئ من المرح 
_ يعنى ما أستحقش 
فى فيلا رأفت
نفد السهم وعاد الجميع إلى هنا تركت تمار يد ريان وركضت يساورها القلق
صوب غرفة والدها تبعها ريان بخطوات كسوله والى جانبه كان عدى يهرول مع مرام
نحو نفس المكان هذا الاندفاع الحميمى من تمار عقبه دموع وشهقات عاليه استمع اليها
الجميع قبل أن يصلوا مما دفع الكل الى الركض نحو الغرفه ليروا ما الامر
كان جسده مسجى على فراشه ويظهر على وجهه علامات التعب إضافه إلى جهاز التنفس
الموصول بفمه كان الحديث الاول والسؤال لعدى المبهوت بحالته التى تدهورت فى يوم واحد 
_فى إيه يا بابا حصل ايه 
إيماء صغير أصدره رأفت حاول أن يكون مطمئن ليتولى عنه الاجابه الممرض الذى يقف بجوار فراشه 
_ إطمنوا عندوا الضغط عالى والحمد لله لحقناه بس لسه معرض انه يحصله جلطه
ردد ريان معه الجمله وهو يحرك رأسه بسخريه 
_وممنوع عنه الزعل والاجهاد وراحه تامه
نظرت له تمار فهتف بنبره مشدده وموجه لرأفت شخصيا 
_ الف سلامه عليك يا عمى والله زعلنا أووى اصلا ما كناش عارفين نقعد هناك من غيرك
إظاهر دى لعڼة الحموات
كان عدى يقدر غضبه لكن لم يرضى عن اسلوبه الخشن مع والده خاصتا وهو يمر بهذه المحنه
هتف وهو يدفعه للخارج 
_ ممكن كلمتين مع بعض
تحرك معه للخارج بخطوات ثقيله فقد كان منزعج بشده من تكاهن رأفت وافتعاله هذه الحيله
الرخيصه هتف عدى من جديد عندما تأكد ابتعاده عن والده 
_انا مراعى مشاعرك ولو سمحت انت لازم انت كمان تراعى مشاعرنا مهما كان الخلاف
دا فى النهايه والدنا إدينا فرصه نطمن عليه
الوحيد الذى كشف حيلته واكتشف أن الالم
أن ترى لكن الالم الحقيقى أن تكون الوحيد الذى يرى سحب انفاسه واخذلها ليخرجها وهو يقول 
_ أنا عارف إنه بيمثل تعال ناخده لدكتور وهثبتلك دا حالا
نفض عدى رأسه يأسا وهو يرد عليه

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات