رواية بيننا شي خرافي الفصل الرابع بقلم سنيوريتا
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الحلقه الرابعه تهور
ذهبت مرام
الى مكتب ذلك المحامى الذى أكد لها محمود انه هو المنقذ والطريق الأقرب للحصول
على معلومات عن اختها فهو يستخدم علاقات والده الطائله بالسلطه لخدمه الشعب دون أى استغلال
حتى أنه اتخذ مكتب صغير فى احد الاحياء الشعبيه لمساعدة الغير قادرين بعيدا عن مكتب والده
استمعت قبل أن تدلف الى مكتبه صوت ضحكات ومدخلات عديده من أطراف مختلفه وكأنه قهوة شعبيه
لا مكتب محاماه خطت الى الداخل لترى بعينها ذلك الفارس الذى استمعت عنه حكايات كثيره ومغامرات
أكثر من قبل محمود ومعاوناته للبسطاء ضد السلطه التى حفزتها لرؤيته وإطمئن قلبها قليلا أن من الممكن
كان عدى يجلس على طرف مكتبه يمسك بساعده المكسور ويتحاور ببساطه بالغه مع مجموعه
من الرجال كبار السن ومن بينهم شباب اتو خصيصا للسؤال عن حالته وسط مرحه ح
وابتسامته ناصعه يمتلك عينان مختلفة اللون عن كل الالوان التى رأتها من قبل
فى وسط حاره شعبيه اخيرا ازحت عينها عنه وهى تتمت بانزعاج من نفسها
_ استغفر الله العظيم
انتبه عدى الى وجود غرباء معهم فى المكان رفع وجه نحوهم فإلتفت من معه نحو ما انتبه هدر محمود
_ السلام عليكم احنا كنا عايزينك فى شغل يا استاذ عدى
_ اهلا وسهلا اتفضلو
هم الموجودين بالخروج وهم يهتفون
_ طيب نسيبك بقى تشوف شغلك
كرر ابتسامته التى ټخطف الانظار وهو يجيب
_ بجد فرحتونى كتير ونورتونى انهارده
ودعه الجميع بالترتيب بود غير مزيف
من جانبها هى كانت تدرس كلماتهم وتزداد طمئنينه أنها فى المكان الصحيح مع الرجل المناسب
_ اتفضلو
جلست مرام وامامها محمود والذى ناب عنها فى الحديث قائلا
_ الموضوع ان أخت حضرتها خرجت الصبح على شغلها وكان فى اخلاء للعماره
بالكامل عشان فى عناصر إرهابيه وكانت القوات موجوده وبعدين اختها خرجت من المبنى
قضب عدى حاجبيه وهدر ببساطه
_ طيب سألتوا عنها فى المستشفيات القريبه من الحاډث
اجابه محمود وهو يمسح كفيه ببعض
_ مالهاش أثر
سال متعجبا
_ طيب المفروض تستنوا الاربعه وعشرين ساعه يعدو عشان نعمل محضر اختفاء
بحث عدى عن احد الاوراق الفارغه على سطح مكتبه الفوضوى والتقط واحده وامسك القلم
قائلا
_ طيب انا ادينى اسمها بالكامل وبمواصفاتها وانا هعمل اتصلاتى
تبادل كلا من مرام ومحمود النظرات بارتباك رفع عدى وجهه عن الورقه عندما عام
الصمت عض طرف شفاه لاحظ ان هناك شئ أخر يخفيانه ترك ما بيده
وهتف مستسلما
_ طيب يا جماعه نبدأ الموضوع بالصراحه.... فى ايه
تفحص وجه مرام الذى تشبع بالحمره وضيق عينه فى محاوله لقراءه عينها
الواسعه لونها يشبه العسل المصفى والتى ظهر عليها القلق والارتباك بشكل ملحوظ
اشاح وجه عنها ونفخ بتافف
_ تؤ يا جماعه مش هينفع كدا لو على مساعده انا ما عنديش مانع بس افهم برضوا
ايه السبب
اشار محمود الى مرام وهدر اسفا
_ الحقيقه إن والدهم فى شبهه عليه إنه منتمى لجماعه الاخوان
لوحت مرام فى سرعه تنفى
_ لاء والله انا بابا امام مسجد ومدير جمعيه خيريه ومالوش دعوة بالسياسه خالص
لوى عنقه يسألها بوجوم
_ اومال ليه مشتبه فيه إنه من الاخوان
أطرقت رأسها للاسفل وهى تشعر بالخجل ليس لانتمائه من عدمه لكن ما عاناه فى الفتره الاخيره كان مخزى
مهما حاولوا نفي هذه التهمه إلا ان تدين والدها وارتباطه بشخص واحد من هذه المجموعه جلب لهم الكثير من المتاعب
ووضعهم فى نقطه محظوره تشدقت بأسف
_صاحب الجمعيه عضو كبير فى جماعة الاخوان عشان كدا فى شبهه عليه
لم يحتاج عدى للتفكير كثيرا ولم يعارض شكه بأن هذا المبربر خاطئ تواجدها فى مداهمه
لعناصر ارهابيه مع ارتباط اسم والدها بجماعه محظوره كان ينذره بالخطړ ربما كانت صادقه لكن
لن تظلم الظروف الى هذه الدرجه لوضع اسم جماعه محظوره مع عناصر ارهابيه فى مكان واحد هذا
سؤء حظ غير مسبوق
ووجه كلامه ل محمود وتسأل
_ انت قولتلى العماره كان فيها عناصر ارهابيه
التف اليه محمود وهو يجيبه مؤكدا
_ ايوا دا مكان شغلى بس الصراحه انا مش عارف مكه ازاى قدرت تدخل
ران الصمت واستمر عدى فى التحديق اليهم دون اجابه لكن عينه لم تخلو من الشك البته
التدخل فى امر كهذا لم يكن سهل ابدا ووجود مكه فى المبنى المحصن من قوات الامن
يدعو لتسائل فى ظل أن الحكومه تلقى كل إتهامتها نحو تلك الجماعه المحظوره وتشير
دوما اصابع الاتهام نحوها مما يعنى أن تنسي تلك العائلة ابنتها لانها لن ترى ضوء الشمس مرة أخرى
شق الصمت وهو يمط جانب فمه بيأس
_ مافيش أمل
ثلاث كلمات قطعت وتين مرام زاد الشعور بالقلق عند نطقهم كانت تتمنى عكس ذلك رغم صعوبه الموقف
رغبة فى أى شئ يطمئنها وتمنت أن يكن من جانبه حتى تخمد نيرانها المشتعله بفقدان اختها
لم تتمالك دموعها التى انهالت رغما عنها واستسملت لنوبه البكاء التى اجتحتها بلا رحمه
نهض عدى من مكانه متجها نحو ثلاجه صغيره فى مكتبه واخرج منها زجاجه مياه
وتحرك صوبها ومن جانب محمود فقد شعر بالاسف حيالها إلا انه لم يكن بيده ما يفعله
هدر عدى وهو يقدم لها ما استطاع مساعدتها به الآن
_ اتفضلى هدى اعصابك انا هحاول أكلم حد
كففت دموعها بظهر يدها قبل أن تمسك من يده الزجاجه رفعت وجهها الى وجه تهتف برجاء
_ اتصرف ارجوك اختى لو مارجعتش ابويا ممكن يروح فيها
نظر اليها بصمت محاولا ايجاد حل لتلك المعضله ثم اشاح وجهه ليخفى ضيقه وهو يهدر
_ المشكله ان البلد حاليا مش مستحمله تسمع كلمه اخون
ثم إستأنف بأمل غير واثق من وجوده
_ هحاول اوصل لحد يساعدنا
يشعر انه مكتف الايدى امام هذه القضيه الصعبه إن زج اسمها فى قضيه ارهاب ليس بالامر السهل ابدا
فى هذا التوقيت
فى منزل منار
جلست اعلى فراشها والى جوارها ورد التى الټفت لها تسألها بعد صمت
_ انتى هتفضلى قاعده كدا
اجابتها منار بلا مبلاه
_ اعمل ايه ادينى مستنيه شريف يطردهم
اعتدلت ورد فى جلستها وهتفت تسألها غاضبه
_ هو انتى ما بتحسيش يا منار
اجابتها بضيق مماثل
_ لى بقى ان شاء الله
كانت ورد مغتاظه من بروده مشاعرها تجاه اخيها الذى يظهر لها حبا كالشمس لكنها
دوما لا تلاحظ وتتعامل مع الامر بمنتهى البساطه صرت على اسنانها كى تخفى حنقها من غباؤئها
_ بتسالى ليه هو انتى مش ملاحظه حاجه خالص شريف بيطردلك العرسان ليه يا منار
نفضت كتفيها بخفه وضحكت ساخره على سؤالها