اړتعبت بذعرٍ وأصبح قلبها مثل طبول الحړب يدق بسرعة، حاولت التقدم إلى الأمام بسرعة.. كيف تصل إلى الشاطئ وهي في قلب الدوامة، شعرت بيدٍ تسحبها بقوةٍ وانتشلتها من دوامتها. أمسكها "رام" من يدِها وسحبها بقوةٍ وهو يقاوم قوة الأمواج، وعيناه تراقبان سمكة القرش التي تقترب ناحية الجمع المذعورين بكل قوة، تفتح فمها الكبير المرعب بغضبٍ لافتراس من تطوله، وتلك الأمواج العارمة تنجرف من أعلى إلى أسفل كالجبال، تقترب تدريجيًا من خلفهم، لحسن حظهم ضربتهم موجة بقوةٍ وألقتهم على الشاطئ، استلقوا يلتقطون أنفاسهم.. لكن "رام" صړخ فيهم بقوةٍ وهو يرى أن المكان خطړ، وطلب منهم الركض والدخول للاختباء بين أشجار الغابة الكثيفة.
ركض "رام" وهم خلفه بحذرٍ لا يعرفون وجهتهم، تعمقوا وسط الغابة، توقف "رام" وهو ينظر إلى كل مكان، المكان متشابه لا يوجد مخرج، الأشجار كثيفة والأصوات مخيفة، أصبحوا يجهلون المكان الذي دفعتهم إليه العاصفة، هل هي جزيرة، أم إحدى الغابات على الشاطئ، صفير الرياح يدور في المكان. تحدث "جان" بقلقٍ وهو يرى المكان: رام، أنا مبقتش عارف هنخرج منين أو دخلنا منين.
نظرت إليهم "ماريا" برعبٍ وهي تسمع تلك الأصوات، بلعت ريقها وتحدثت بصوتٍ مرتجف: ازاي هنخرج من المكان دا، مفيش مخرج؟! نظر إليهم "رام" بنظراتٍ مطمئنة ثم تحدث: مفيش داعي لكل التوتر دا، خلونا نمشي شوية يمكن نلاقي مخرج من هنا، أكيد هيكون للغابة دي نهاية.
تحركوا وهم ينظرون في كل مكانٍ حولهم، على أمل أن يجدوا مخرجًا، مرت الدقائق والساعات وهم يمشون.. وفي كل مرةٍ يجدون أنفسهم في المكان نفسه.. توقفت "ماريا" وهي تلهث، كانت تشعر بالتعبِ الشديد وترتجف من البرد، نظرت إليها "دينيز" بشفقة، فهي تبدو متعبة لكن لم تتحدث.
رام، خلينا نرتاح شوية، البنات تعبوا واحنا مشينا كتير وملاقيناش مخرج، نرتاح شوية وبعد كدا ندور ثاني. "جان" مؤكدًا كلام "دينيز": دينيز عندها حق، خلينا نرتاح شوية، ونفكر في حل علشان نخرج من هنا. جلسوا وكل واحدٍ منهم ينظر إلى الآخر، تفحص "رام" المكان جيدًا، ولأنه يعرف هذه الأصوات جيدًا، فكر قليلًا وطلب من صديقه أن يجلب له عمودًا من الخشب؛ كي يصنع رمحًا يحمون به أنفسهم، ومن حسن حظهم كان "جان" يحمل سكينًا معه، فهذا سيساعدهم ولو قليلًا، أصبحت أصواتٌ غريبة تعلو وتختفي، تحرك "جان" يبحث عن قطعة خشب، تحدثت "دينيز" قائلة:
رام، أنا هروح مع جان علشان نرجع بسرعة. بسرعة قبل ما الدنيا تظلم.
تحرك "جان، ودينيز" بسرعة، نظر "رام" إلى "ماريا".. كانت تحتضن أختيها والخۏف ظاهرٌ عليها وهي ترتجف من برودة الصباح، تحدث بكلماتٍ مطمئنة يحاول تهدئتهن، فما حدث ليس بسهلٍ على أي شخص أن يتحمل كل هذا، ما حدث في هذه الليلة المرعبة. ماريا، مټخافيش، إن شاء الله هنطلع وتوصلي...