رواية صرخات أنثى الفصل الثامن والاربعون بقلم آيه محمد رفعت
بعينيه الغائرة بالدموع.
قلبه يخفق بقوة ويعلمه بأنه بالفعل يحمل قطعة من أخيه ملامحه تشربت من يونس وارتوت من صفائه.
تابعته خديجة ودموعها لا تتوقف على خدها أعاده للفراش وطرح من فوقه الغطاء ثم أخفض رأسه للأرض ووجه حديثا صارما لها
_من النهاردة إنتي وفارس مسؤولين مني أنا.. بكره الصبح هأخدك لمحامي زميل ليا هنرفع القضية.
_هيعيد الزمن نفسه والمرادي هو اللي هيتخلع.
اتسعت ابتسامة خديجة ورددت بصعوبة بالحديث
_هفضل عمري كله مديونة ليك لو خلصتني منه يا آيوب..
هز رأسه بوعد قاطع لها ثم رفع عينيه لوالده يخبره بايجاز
_أنا هأخد مفاتيح شقة يونس وهقعد فيها عشان خديجة تاخد راحتها.
ربت على كتفه بحنان
تركهما وغادر للأعلى بۏجع يختزل روحه ولكنه سيتجه بطريق مضمونا للاڼتقام لا ينكس وعده لأبيه.
توقفت سيارة الأجرة أمام القصر فهبطت زينب على استحياء واتبعها سيف الذي منحها ابتسامة هادئة
_حمدلله على السلامة.
اكتفت بهزة رأسها وضع يده بجيب سرواله بيأس وتنهد وهو يخبرها
_بقالي ساعتين بحاول أقنعك إني بحبك وجاهز أكون معاكي لأخر الطريق وبردو لسه ساكتة... وبعدين يا زينب أخرة عنادك ده أيه
_زينب أنا مقيد مش عارف أقربلك ولا أتكلم معاك بشكل اوضح... علاقتنا مينفعش تكون معلقة بالشكل ده.. انا وأنا بستأذن من دكتور علي كنت محروج ومش عارف أقوله أيه وسبب قبوله إنه بيدينا الفرصة اللي بياخدها أي عريس بيقعد مع عروسته قبل قراية الفاتحه بعد كده مش هقدر... إنتي مصممة ليه تصعبيها عليا.
_أنا واثق إن في جواك مشاعر ليا.
وابتسم بمكر وعينيه تتعلق على ما يخصه
_والا مكنتيش احتفظتي بالخاتم بتاعي حولين رقبتك.
أخفت بيدها طوقها سريعا فاستند على السيارة يتابع بتسلية
_مفيش داعي أنا لمحته من أول ما شوفتك يا دكتورة.
حاولت الفرار من أمامه فلحقها وهي يهددها بتهور
توقفت محلها واستدارت له تزفر بيأس فغمز بمشاكسة
_شكلك عايزاني أقلد حركات الأفلام الفاكسانه وماله نعملها حتى وأنا متكسر كده.
وانحنى قبالتها على ركبتيه يردد ببسمة ساحرة
_دكتورة زينب تقبلي تكوني زوجة لدكتور وسيم وجذاب وآنيق ودمه شربات وبيحبك جدا والله ومبيتمناش غيرك..موافقة أكون في قلبك بدل خاتمي اللي محتفظة بيه ده.
_زينب ردي بسرعة رجلي مبقتش شايلاني.. راعي أني لسه مش بصحتي.
تخلت عن صمتها أخيرا قائلة بحزن
_مش هقبل إني أكون السبب في أذيتك يا سيف أرجوك افهمني.
انتصب بوقفته بوجوم تاما وبحزم أردف
_هو إنتي ليه مصرة تكوني جبانه يا زينب... ليه عايزة تثبتيله إن اللي بيعمله بيأثر فيكي وجايب نتيجة.
واستطرد بجمود
_عموما الكلام مبقاش له لزمة.. أنا عملت كل اللي أقدر عليه عشان مخسركيش بس الظاهر إن أنا بس اللي بحاول.
وتركها وإتجه للسيارة التي بانتظاره فتح بابها وكاد بالولوج ولكنها أسرعت بالحديث
_هتجيب دكتور يوسف وتيجي تقابل علي أمته
استدار لها بابتسامة أربكتها وخاصة حينما قال
_حالا لو تحبي.
هزت رأسها نافية
_ لما علي يرجع من السفر تقدر تيجي وتحدد معاد كتب الكتاب.
وهرولت سريعا للداخل تاركة الابتسامة ترفرف على وجهه العاشق فصعد للسيارة وسعادة العالم تلتف من حوله.
طرق باب غرفتها وهو يناديها وحينما لم يستمع رد فتح الباب وولج يكرر ندائه بقلق
_شمس!!
انزوى حاجبيه بدهشة حينما وجدها تجلس بمنتصف الفراش محاطة بوشاح طويلا يخفي
وتساءل پصدمة