رواية صرخات أنثى الفصل الثامن والاربعون بقلم آيه محمد رفعت
حصل من شوية آآ..
قاطعته حينما قالت بابتسامة هادئة
_أنا اللي بعتذرلك على دخولي المفاجئ.. أنا سمعتك بتزعق فجيت عشان أشوفك وبصراحة اټصدمت من اللي سمعته..
وبتوتر قالت
_تسمحلي أقولك حاجة.
اعتدل بجلسته بجدية
_أكيد يا فاطمة اتكلمي.
سحبت نفسا طويلا جعله يشعر بصعوبة ما ستلفظه بالنسبة لها فقالت وهي تفرك أصابعها بطريقة لفتت نظره
انهمرت دمعة ساخنة على وجنتها ترافق قولها
_حسيت إن مبقاش فارق معايا شيء.. حتى نجاتي من المكان نفسه مكنش فارق معايا.. بس أكتر شيء علم معايا بطلوعي من المكان ده كانت حاجة واحدة.
بحذر تساءل رغم عدم رغبته بفتح حديثا قد يتعبها
_حاجة أيه
_الغلب والاستسلام... كنت مغلوبة على أمري ومستسلمة تماما إني هخرج من المكان ده لدرجة إني حسيتهم كائنات مخيفة صعب حد يقدر يتغلب عليهم مبقتش أفكر ولا أتأمل في حد لإن أكتر إنسان كنت متأملة فيه بسببي أتأذى وإتحمل اللي أسوء من المۏت علشاني..كل ده ضعفني وخلاني أثق إن مفيش حد يقدر يهزمهم لحد ما إتبددت الفكرة دي كليا لما شوفت بعيوني ناس أقوى منهم بيقضوا عليهم بمنتهى السهولة وكانوا بيقعوا واحد ورا التاني قدام رجالة ظابط من المخابرات إسمه رحيم زيدان..
_ساعتها استوقفني خلاصة لحياتنا...خۏفي الكبير منهم خلاني أشوفهم شياطين صعب حد يقدر عليهم وببساطة جيه الأقوى منهم وهزموهم بمنتهى السهولة...عشان كده خليك واثق إن مهما كان تجبر وظلم اللي قدامك هيجي اللي هيتجبر ويدوس عليه... ده القانون والعدل اللي أكد عليه ربنا سبحانه وتعالى.
وبثقة قالت
وابتسمت وهي تستطرد
_عايزة كمان أقولك بطل تقول عن نفسك إنك وحش.. لإن مفيش إنسان سيء هيشوف الۏحش اللي جواه... علي زمان قالي الشخص القوي هو اللي ميتهربش من الذكريات المؤلمة اللي جواه وبيحاول يتهرب منها.. الشخص القوي بيواجه نقاط ضعفه بكل قوته.. وانا من وقت ما عرفتك شايفاك واقف صامد ومعترف إنك كنت غلط وشايف الۏحش جواك وعندك القوة تواجه اللي أخطئ في حقك وتقوله إنت غلط.. فإنت مش شخص سييء أبدا.
_هو أنا ليه حاسس إن علي أخويا اللي قاعد قدامي!
رددت بعنجهية ساخرة
_من عاشر القوم بقى!
تفردت ابتسامته وتحولت لضحكة مسموعه ونهض يشير لها
_طب يلا نرجع القصر يا مدام علي الغرباوي!
رفعت ساعة يدها إليها وبدهشة قالت
_بس لسه ساعتين على المعاد الرسمي!
_أخوكي المدير وجوزك شريك وليكي نسبة محتاجة واسطة أكتر من كده أيه عشان تخلعي بدري!!
هزت رأسها باقتناع وعادت إليه بحقيبتها فهبطوا الدرج واتجه لسيارته وكعادته فتح لها الباب الخلفي فاستقرب به وهي تشكره بامتنان.
زوجها... أحمد... عمران.. رجال المنزل بأكملهم يحترمون ظرفها الخاص فلم يضايقها أحدا منهما يوما وهو ما ساعد علي كطبيب بإعادة جزء من ثقتها.. الأحترام والتفهم من رجال عائلته والحب والاحتواء من زوجة أخيه وشقيقته ووالدته.
استجابت للطبيب الذي يجاهد لاستعادتها الوعي تشعر پألم بذراعها فتفحصته فوجدت الآبر الطبية ينغرس به ويدها الأخرى يتشبث بها صغيرها ودموعه تهبط دون أي صوتا وكأنه اعتاد احتباس بكائه.
استمعت للطبيب يخبر الشيخ مهران بضيق بدى لها
_المفروض متسكتوش على اللي حصلها ده يا عم الشيخ مهران.. لازم تقدموا