رواية صرخات انثى الفصل السادس والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
جميع أصناف الطعام الذي يحبه ابنها وما ان انتهت حتى وجد زوجها يدفع باب المنزل مرددا ببسمته البشوشة
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قابلته بابتسامة تناهز خاصتهوبحب عظيم لبت سلامه
_وعليكم السلام ورحمة الله.
جذبت المقعد للخلف لتستقبل ابنها الذي يتابعهما بابتسامة مشتاقة استجاب لها وجلس بمقعدهفبدأت بسكب الطعام بطبقه وهي تردد بفرحة
ضحك بصوت مسموع وشاكسها
_ليه يا حاجة هو أنا كنت في الجيش!
أشمر الشيخ مهران كم جلبابه الأبيض ليشرع بتناول طعامه فتابع حديثهما ببسمة ظهرت على شفتيه المحاطة بلحية وشارب أبيض ينم عن وقاره
_براحة على الولد يا حاجة.. سبيه يأكل براحته متضغطيش عليه بالشكل ده.
استدارت إليه بابتسامتها التي عرفت طريق قلب عشقها لسنوات طويلة وقالت بدهاء الأنثى الماكرة
تعالت ضحكاته وهو يشير مبتسما
_خليكي جنب ولدك الحيلة أكليه وغذيه براحتك.
وأشار باصبع تحذير لأيوب
_اسمع كلام ولدتك يا أيوب.. مقدرش على زعل خير وصية رسول الله.
_عليه أفضل الصلاة والسلام.
وعادت بوجهها لآيوب فتناول ما تضعه وهو يشير لأبيه بأنه من المحال النفاد من بين يدي الحاجة رقية فأشار له الاخير بقلة حيلة وعجزه التام عن مساعدته!
تمدد علي بإرهاق على فراشه بعدما ظل لثلاثون دقيقة يتحدث لفاطمة وها هو الآن يحظى بفترة راحة بعد رحلته الشاقة استسلم للنوم سريعا وبعد دقائق من غفوته القصيرة شعر بثقل جاسما فوق رأسه فتح عينيه بفزع تلاشى حينما وجدها تتطلع له بعينيها الواسعة وتخبره بوداعة كادت باسقاطه ضاحكا
مال على جانبه ولف ذراعيه من حولها قائلا بضحك أنفلت رغما عنه
_وبعد الجواز هتأخديني أنام في النص ولا أيه النظام
ضحكت شمس ورددت بمزح
_مش هجي معاه هنا أصلا.. عايزيني يتجوزني ويعيش معايا في لندن أنا مقدرش أبعد عنك ولا عن عمران وفريدة هانم.
تحرك جسدها صعودا وهبوطا من فرط الضحك وقال ساخرا
وبعد وجهه عن رأسها ليمنحها نظرة مشككة من عينيه الشبه مغلقة
_عمران الوقح اللي مديكي الدفعة دي!
هزت رأسها عدة مرات تؤكد له وأضافت كمن يبلغ باخلاص عن مچرم حكم عليه بالاعډام شنقا
صدم علي وسألها بدهشة
_عشان كده جاية تستخبي في حضڼي!
عادت تهز رأسها عدة مرات فصاح باندفاع
_خايفة من آدهم!! ده شخص متربي سبعين مرة!
أغلقت عينيها تستجيب للنوم ورددت بتثاؤب
_عارفة بس عمران قالي الشيطان هو اللي مش متربي!
ربت عليها بحنان وقد نجح بكبت ضحكاته مجددا فما أن استسلمت للنوم حتى همس بسخط
_هيعقد البنت المتخلف ده!!!
زفرت بيأس من اقناعه بأن يصلها للمنزل صمم باصرار أن يجعلها تنتظر بأحد غرف المركز الطبي الخاص بعلي لحين أن ينتهي يوسف وأحد أطباء المعمل بفحص عينة الډم الخاصة بها.
نهضت مايسان عن الفراش بملل وفتحت باب الغرفة ثم خرجت تستكشف المكان بنظرة متفحصة حيث كان يضم عددا ضخما من الموظفين يستعدون لاطلاق افتتاح ضخما يليق بمركز هام كذلك وبالرغم من إنه لم يكن على أتم الاستعداد لاستقبال المرضى الا أن علي أطلق تعليمات حازمة بعدم قفل المشفى بوجه المرضى حتى وإن لم يكن الفريق مكتمل وجاهز يكفي