رواية صرخات انثى الفصل السادس والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
السادس والاربعون
لأول مرة يختبر ذلك الشعور وللحق كان أصعب ما قابله طوال حياته تلك الدقائق التي استغرقتها لتستعيد وعيها جعلته ېقتل ببطء ساحق عجزا تام خاضه وهو تسترخي بين ذراعيه باهمال.
فقد عقله وتفكيره الرزين بتلك اللحظة فلم يلجئ لأي محاولة تعاونها على الافاقة تاركا أمرها لعمه الذي يجاهد ليجعلها تستعيد وعيها ومن جواره تجلس فريدة الباكية على ركبتها جوار جسد ابنتها التي قامت بتربيتها وأحبتها أكثر من ابنتها ذاتها.
_مايا.. فوقي عشان خاطري!
فتح أحمد زجاجة المياه الباردة التي قدمتها له زينب سكبها بكف يده ومرره على وجهها برفق وهو يناديها فاستجابت له أخيرا وفتحت عينيها بتمهل وحذر لتقابل وجوههم المتلهفة ويدها تفرك جبينها پألم.
_حرام عليك يا مايا وقفتي قلبي!
مدت فاطمةيدها لتعاون فريدة على النهوض فتحاملت بكل ثقلها على ذراعها مما دفعها لتسألها بقلق
_حضرتك كويسة يا فريدة هانم
هزت رأسها بنفي ورددت بخفوت ومازالت تستند على يدها
_قعديني يا فاطيما.
عاونتها على الفور بكل محبة ومن جوارها زينب التي أمسكت بيدها الاخرى فوزعت فريدة نظراتها بينهما ببسمة غامضة.
_حمدلله على السلامة يا مايسان.
وبمرح قال
_متخرجيش مع الواد ده تاني لإنه مش بس طاووس ووقح لا لإنه هيقتلك من جنانه في يوم من الأيام.
انتظر أن يجيبه عمران الذي بالطبع لن يمرر حديثه مرور الكرام دون أن يشاغبه بردوده الوقحة ولكنه مازال يحافظ على صمته بشكل جعل القلق يتسرب لأحمد ولزوجته التي مازالت تتمدد أرضا ورأسها على ساقيه.
_عمران!
مازالت عينيه مسلطة على المياه من أمامه بسكون رفعت كفها تقربها تضم كفه المسنود لساقه تحيطه ومازالت تناديه باصرار
_عمران مالك
رفع رماديته ليقابل نظراتها المهتمة لمعرفة ما أصابه وجدته يرفع يديه ليحيط بوجهها وارتفع عنها قليلا طابعا قبلة أعلى جبينها ومن ثم خطڤها بين ذراعيه بقوة جعلتها تتآوه ألما.
_عمران احنا مش لوحدنا.
بدى وكأنه لم يستمع إليها الرهبة من فقدانها جعلته بائسا عاجزا لا يشعر بشيء الا تصلب جسده وتشتت مشاعره وقلبه كالطحونة التي لا تتوقف عن الدوران.
اڼهارت مقاومة مايا وانتفضت ألما جينما شعرت بشيء ساخن يبلل رقبتها التي تمايل عنها الحجاب باهمال رمشت بعدم استيعاب من أنه بتلك اللحظة يبكي!!
_أنا كويسة يمكن بس علشان خرجت من غير ما أفطر... آآآ... أنا... آآ..
لم تجد ما يناسب قولهل بتلك اللحظة فتشبثت بقميصه ورددت
_أنا أسفة.
رفع أصابعه لكتفها يزيح دموعه عن مقلتيه قبل أن يواجهها تخلى عن جلوسه بركبتيه واستقام بوقفته جاذبها أمامه ثم إتجه بها للطاولة التي تضم عائلته.
جذب مفاتيح سيارته ومازالت يده تحكم مسكة يدها وإتجه بها ليغادر فأوقفته فريدة المتسائلة بذهول
_رايح بيها فين يا عمران
توقف عن الخطى وأجابها دون أن يستدير تهربا من أن يلاحظ أحدا بأنه كان يبكي للتو
_هنروح المستشفى نعرف سبب الأغماء ده.
مدت يدها الاخرى تتمسك بذراعه
_أنا كويسة قولتلك اني مفطرتش عشان كده آآ..
قاطعها ووجهه يميل لمقابلتها
_قولت هنروح