السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون والاخير بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

حالة فريدة من نوعها فالمعتاد أن يتصارع العقل والقلب لا أن يتصارع القلب مع نفسه.
لكنهالة اعتادت أن تكون مختلفة فلم تعر بالا لهذه الحالة النادرة ربما لأنها لم تعتبرها نادرة كما نراها نحن.
فقلبها هو الذي أحبطارق وكان ضحېة هذا الحب.
قلبها هو الذي ذرف دمعاته حين كانطارق بعيدا عنه وذرفها أكثر حين اقترب.
قلبها هو الذي عشقطارق حين لم يكن له ويرفض الآن أن يكون له شريك فيه.
يااه إنه قلبها ثانية قلبها ثانية يوقعها في المشاكل بل هو أصل المشاكل.
هو أصل الخلاف بينها وبينحازم رحمه الله
والآن...هل ستتركه يعمق المشاكل بينها وبينطارق حتى يصير هو الأخر في رحمة الله
وفي حزم شديد فتحت باب الغرفة لتنهي الصراع صراع قلبها.
الدمعة السادسة والثلاثون الاخيره
36 
رغم برودة مقبض الباب المعدني لم تشعر بهاهالة 
ربما لأن كفها كان أكثر برودة منه وهي تدلف إلى غرفةطارق تقدم خطوة وتؤخر أخرى ورائحة مطهر قوية تزكم أنفها وتثير أعصابها. 
واستغرقتها مشاعرها للحظات جعلتها تجفل حين همسسامي قائلا كما اتفقنا حافظي على هدوء أعصابه وسأنتظرك بالخارج.
أومأت برأسها في صمت وبصرها معلق بفراشطارق أقصد بوجهطارق.
فالوجه الذي طالما عشقت عيناه وابتسامته الصافية كان شاحبا مسبل الأجفان. 
لم يكن شاحبا فحسب بل ناحلا أيضا.
لم يكن ذات الوجه المضيء 
كان وجها آخرا وضعته الهموم والأحزان بدلا من وجهه المألوف.
واليد التي طالما استعذبت لمستها الحانية كانت راقدة إلى جواره وقد غرست فيها أنابيب المحلول والدم لتعيد إليه بعضا مما فقده.
وقفز إلى عينيها مشهده وهو يضع أنبوب المحلول بهدوء ورقة في ذراعها حينما فقدت الوعي آخر مرة أمامه. 
لقد حملها بين ذراعيه إلى فراشها وظل إلى جوارها حتى أفاقت. 
كان يتعامل معها بكل رقة وحنان رغم عنفها معه.
الحنان....
طالما كان الحنان نقطة ضعفها 
كما كان نقطة ضعفها أمامه
طالما افتقدت حنان الأب واعتادت ذلك وكان أملها في زوج حنون
لكنها لم تجد مبتغاها في حازم
وحينما أقنعت نفسها بأن تكون مصدرا للحنان بدلا من أن تتلقاه
اقتحمها طارق بحنانه الفطري وقلبه الكبير
اقتحم كل حصونها دون أدنى مقاومة منها
ووجدت نفسها فجأة أسيرة حنانه وصوته الدافئ
وجدته نبعا صافيا تنهل منه دون ارتواء
نبعا عوضها حنان كل الرجال
حنان الأب والأخ والصديق
وجدت في حنانه عوضا عن ابتعاده عنها كرجل وارتضت ذلك
وتأقلمت معه
بل وساعدته بطيب خاطر كي يحقق حلمه في زوجة تخصه وحده
وظلت طيلة زواجه المرفأ الذي يلجأ إليه كلما كان ضائق الصدر
لم تحاول اجتذابه إليها والحصول على حقوقها كاملة رغم حاجتها إليه
وارتضت أن تكون أخته وصديقته والكتف الذي يتكئ عليه كما كان هو الكتف الذي تتكئ عليه
وأخيرا أتاها
أتاها معترفا بحبه وحاجته إليها
ولمحت الصدق في عينيه
وحتى لو لم تلمحه كانت ستستجيب له
كيف لا وحلمها يتحول إلى حقيقة
كيف لا وهو يطلب منها أن يكون زوجا وحبيبا وهو في الأساس حبيبها الوحيد
كيف لا وهي تتوق إلى أن يصبح نبع حنانه ومعين قلبه ملكا لها وحدها
هل كانت أنانية
ألا يحق لها أن تستمتع بحبه ودفء قلبه
أليس زوجها وأول من أحكم سيطرته على قلبها
ليس قلبها فحسب
بل قلب أبنائها أيضا
قفزت ذاكرتها إلى يوم بعيد...في بداية زواجهما
يومها كان صړاخ ابنتها الصغيرة يرج أرجاء المنزل وهي لا تدري ما بها
حاولت هي وأمها إسكات الصغيرة بشتى الطرق دون جدوى
حتى شقيقاها ظلا يتقافزان أمامها لإلهائها عن البكاء دون جدوى
إلى أن وصل طارق
حينما لمحت انعقاد حاجبيه بمجرد دخوله المنزل هوى قلبها بين ضلوعها
توقعت أن يهتف بها أن تخرس طفلتها وتتوقف عن إزعاجه
أو أن يتأفف ويلعن حظه السيئ الذي أوقعه في أرملة وثلاثة أطفال
أي أب في موقفه سيفعل

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات