الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى أنه اقترب كثيرا من منزله
وبالفعل لم تكد تنتهي خمس دقائق حتى كان يوقف سيارته أمام المبنى الذي توجد به شقته الخاصة مع سمر.
وفي تكاسل ارتقى درجات السلم وأنامله تعبث بسلسلة مفاتيحه بشرود حتى اقترب من باب الشقة وفتحه ليجد أمامه مفاجأة
فأمامه وجد طارق حقيبة ملابس كبيرة وبضعة صناديق كرتونية فوق بعضها تسد_تقريبا_ طريق الدخول والخروج.
وفي دهشة_ وبعد محاولات عدة لشق طريقه_ هتف بسمر قائلا ما كل هذا هل سنترك هذه الشقة إلى مكان آخر دون علمي
خرجتسمر من غرفة النوم وهي تحمل في صعوبة حقيبة ملابس أخرى وضعتها أرضا وهي تلهث قائلة حمدا لله على سلامتك. كنت أنتظرك منذ الصباح.
اقترب منها عاقدا حاجبيه وهو يسألها بقلق خيرا ماذا حدث
أزاحت خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها وهي تحاول التغلب على لهاثها قائلة لا شيء. أعتقد أنه حان وقت حديثنا المؤجل.
تجاوزها طارق إلى الردهة وجلس في إرهاق على أول مقعد صادفه وعيناه تجوبان أرجاء الشقة وتلاحظان اختفاء ما يخص زوجته من مقتنيات ثم رفع عيناه إليها قائلا ماذا تفعلين
جلست على مقعد مواجه له وحاولت أن تبدو طبيعية وهي تقول طلبت منك أن نتحدث سويا منذ فترة ولكنك لم تكن مهيئا للحوار وأنا لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك. لذا أرجوك دعنا نتحدث الآن.
تراجع في مقعده محاولا الاسترخاء وأشار بيده قائلا تحدثي أنا لا أمنعك. رغم أنك اخترت توقيتا سيئا.
تنهدت في عمق وهي تقول بخفوت ومنذ متى لم يكن التوقيت سيئا
عقد حاجبيه مستفهما دون أن ينطق فعادت تقول بضيق طارق..لقد انتهى السبب الذي أعدتني لأجله.
لم يجد بدا من الاعتدال في جلسته وهو يسألها باهتمام ماذا تقصدين
تنهدت ثانية وهي تقول بحزن وانكسار لا داعي للتظاهر بعكس الحقيقة. فأنا أدرك جيدا أن عودتي إلى بيتك موقوتة وأن الهدف منها أن يتم الطلاق بشكل صحيح وبلا رجعة.
هم طارق بالاحتجاج لكنها أشارت إليه بالصمت وهي تضيف پألم لا داعي للإنكار يا طارق. لقد رأيت ذلك جليا في عينيك منذ كنا معا في دار الإفتاء. كنت مرغما على إعادتي بل وظللت تنام على الأريكة أو غرفة الضيوف ولم تدخل غرفتنا ولو مرة واحدة. لم يخف علي تجاهلك لي ورفضك الاقتراب مني وتعاملك الجاف معي. في البداية ظننت أنك لا تزال غاضبا مني بسبب غبائي السابق ولكن بعدما رأيت هالة وعرفت بأمر حملها أيقنت أنه لم يعد لي مكان في حياتك بعدما أضعت اتفاقنا.
تأملها للحظات قبل أن يتنهد في عمق ويقول بضيق أنت التي أضعت مكانك في حياتي. كنت تعلمين جيدا أنك وحدك زوجتي وأنني مستعد للتضحية بكل شيء من أجلك ورغم ذلك تركتني...بل وأهنتني أمام الجميع. أتنكرين أنني كنت نعم الزوج لك حتى يوم طلاقنا
اختنق صوتها پألم وهي تقول بمرارة كنت نعم نصف الزوج. كنت معي بجسدك فقط لكن عقلك و روحك كانت هناك معهالة وأبنائها.
لوح بإصبعه محذرا وهو يقول بحزم لا تنس أنهم أبناء أخي الراحل أيضا وأقسم لك أنني لم أفكر فيهالة كزوجة إلا بعد انفصالنا.
هتفت بمرارة لماذا إذا كنت تقارنني بها دوما مجرد محاولة لإغاظتي
أشاح بذراعه قائلا لقد كنت أحاول أن أجعلك...
قطع عبارته فجأة حينما لم يدر كيف يكملها وأكملتها هي بسخرية تقطر مرارة قائلة أن تجعلني مثلها. قد رأيت فيها الزوجة المثالية وكي لا تفعل ما يعاقبك ضميرك عليه حاولت أن تجعلني مثلها كي أروق لك لكن في أعماقك كنت معجبا بكل ما تفعلههالة. لقد

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات