السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ما تريد يا ولدي. طلقها واتركها لأبنائها فهم أولى بها.
للحظات ظل طارق يحدق في والده بذهول قبل أن يقول باستنكارللمرة الثانية تطلب مني نفس الطلب وكأنني لست ولدك. دفعتني إلى تطليق سمر في البداية لأنها لا تنجب. وهاهي هالة تحمل طفلي ومع ذلك تطلب مني أن أطلقها لماذا
أجابه والده بهدوء حازم لأنني لا أستطيع المخاطرة بفقد أحفادي وأمهم. يكفيني فقدان ابني البكر ولابد أن أعتني بأمانته. لقد سلمتك هذه الأمانة بثقة لكنك لم تجد رعايتها.
حينها فقد طارق سيطرته على أعصابه تماما وهو يهب ثانية من مقعده ويحرك ذراعيه في الهواء قائلا بحنق لا تستطيع المخاطرة بأمانة ابنك الراحل لكنك تستطيع المخاطرة بابنك الباقي أليس كذلك تتحدث عن أمانته وكأنها صندوق ثمين وضعته أنا في ركن مهمل حتى كسته الأتربة وليس كأنها مسؤولية أرغمتني عليها آنذاك. أرغمتني على الزواج من أرملة شقيقي وأطعتك كيلا ابتعد عن أبنائه. أطعتك وأجلت حلمي في أن تكون لي زوجتي الخاصة. وجدتني أهتم بزميلة على النقيض تماما من هالة لأعيش معها حياتي باختياري. ربما كنت معجبا بسمر قبل ۏفاة حازم وأردت أن أخطبها بالفعل لكنني ازددت تعلقا بها منذ فاتحتني في أمر زواجي من أرملة أخي بمجرد انتهاء عدتها. لم استسغ تحول علاقتي بهالة من خانة زوجة الأخ إلى خانة الزوجة وظلمتها كثيرا رغما عني. أتدري لماذا لأنه من الصعب أن يجبر رجل بالغ مسؤول على شيء ما حتى وإن أراده في زوايا قلبه. لكنني أقنعت نفسي بهذه الحياة وتعايشت معها بشكل أفضل بعدما صارحت هالة بحقيقة علاقتي بسمر.
صمت قليلا ليزدرد لعابه الذي جف من التوتر قبل أن يضيف في ألم كنت مستعدا للبقاء مع سمر حتى بعد معرفتي بعقمها. كنت ألهي نفسي عن عقمها بوهم الحب. لكنها كانت تتوقع موقفك لذا أصرت على الطلاق. أصرت عليه بطريقة جعلتني أوصد قلبي في وجهها. كلاكما أصر على الطلاق دون أن يهتم بما يعنيه ذلك لي. ذبحتني أنصالكم الباردة بلا رحمة وأنا ممزق بينكما حتى كدت أفقد مستقبلي. واليوم بعد أن وجدت طريقي مع هالة وتعافيت من صدمتي السابقة تكرر طلبك لأطلقها على چثتي.
ذهل الحاج حفني من لهجة ولده العصبية التي لم يشهدها من قبل لكنه هتف به في حزم ماذا تعني
خلل طارق شعره بأصابعه كعادته وقت التوتر قائلا أعني أنه يؤسفني أن ارفض طلبك ولكنني لن أتنازل عن هالة إلا في حالة مۏتي.
عقد والده حاجبيه قائلا بحيرة ماذا دهاك يا طارق إنك لم تعص لي أمرا قط.
لاح شبح ابتسامة ساخرة على طرف شفتي طارق وهو يجيبه بمرارة من الطبيعي أن أتمرد. دخلت كلية الطب بناء على رغبتك بعدما أصر حازم رحمه الله على دخول كلية الهندسة. تخصصت في الجراحة بناء على رغبتك رغم موافقتك على إصرار حازم على دراسة هندسة النفط. رفضت بعثة إتمام دراستي في الخارج بناء على رغبتك رغم موافقتك على سفر حازم للعمل بالخارج. تزوجت هالة بناء على رغبتك وطلقت سمر أيضا بناء على رغبتك. دائما كنت تسمح لحازم بما يريد وتجبرني أنا على ما تريد. بالله عليك ما الذي فعلته في حياتي بناء على رغبتي أنا باستثناء زواجي من سمر لماذا تحرمني الآن من حقي في الاعتراض وأن أعيش حياتي كما أريدها كيف يعقل أن أقترب من منتصف الثلاثينات دون أن افخر باختياراتي وحريتي وأنا رجل بينما تتمتع فتيات بحرية أكبر من ذلك

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات