رواية دمعات قلب الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رباب فؤاد
ما تريد يا ولدي. طلقها واتركها لأبنائها فهم أولى بها.
للحظات ظل طارق يحدق في والده بذهول قبل أن يقول باستنكارللمرة الثانية تطلب مني نفس الطلب وكأنني لست ولدك. دفعتني إلى تطليق سمر في البداية لأنها لا تنجب. وهاهي هالة تحمل طفلي ومع ذلك تطلب مني أن أطلقها لماذا
أجابه والده بهدوء حازم لأنني لا أستطيع المخاطرة بفقد أحفادي وأمهم. يكفيني فقدان ابني البكر ولابد أن أعتني بأمانته. لقد سلمتك هذه الأمانة بثقة لكنك لم تجد رعايتها.
خلل طارق شعره بأصابعه كعادته وقت التوتر قائلا أعني أنه يؤسفني أن ارفض طلبك ولكنني لن أتنازل عن هالة إلا في حالة مۏتي.
عقد والده حاجبيه قائلا بحيرة ماذا دهاك يا طارق إنك لم تعص لي أمرا قط.
لاح شبح ابتسامة ساخرة على طرف شفتي طارق وهو يجيبه بمرارة من الطبيعي أن أتمرد. دخلت كلية الطب بناء على رغبتك بعدما أصر حازم رحمه الله على دخول كلية الهندسة. تخصصت في الجراحة بناء على رغبتك رغم موافقتك على إصرار حازم على دراسة هندسة النفط. رفضت بعثة إتمام دراستي في الخارج بناء على رغبتك رغم موافقتك على سفر حازم للعمل بالخارج. تزوجت هالة بناء على رغبتك وطلقت سمر أيضا بناء على رغبتك. دائما كنت تسمح لحازم بما يريد وتجبرني أنا على ما تريد. بالله عليك ما الذي فعلته في حياتي بناء على رغبتي أنا باستثناء زواجي من سمر لماذا تحرمني الآن من حقي في الاعتراض وأن أعيش حياتي كما أريدها كيف يعقل أن أقترب من منتصف الثلاثينات دون أن افخر باختياراتي وحريتي وأنا رجل بينما تتمتع فتيات بحرية أكبر من ذلك