رواية دمعات قلب الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رباب فؤاد
يقول بهدوءبارك الله فيك يا بني. سأذهب الآن واعتن انت بأسرتك.
رافقه طارق حتى سيارته ولم يتحرك من موقعه إلا حينما غابت السيارة عن ناظره
حينها عاد ثانية إلى الشقة وعلامة استفهام كبيرة فوق رأسه
ترى لماذا يريدني أبي في القرية!!!!
الدمعة الرابعة والثلاثون
34
انطلق طارق يقود سيارته بشرود في طريق العودة من قرية والده إلى القاهرة وصدى حديثهما الأخير يتردد في ذهنه ويطبق على أنفاسه حتى يكاد ېخنقه
وهناك أصر والده على أن يتناولا الغذاء أولا من يدي زوجة السائق
وكأنه كان متأكدا أن الحديث قبل الغذاء سيقضي على ما تبقى من شهية ولده
وبعد أن وصل ترقب طارق إلى مداه تحدث العمدة أخيرا
حينها أدرك طارق أن الهدف من هذه الزيارة هو مناقشة حياته الخاصة وقفز إلى ذهنه تساؤل مفاجئ عما إذا كان والده رأى ما فعلته هالة بالأمس أم لا.
لكنه أجاب والده بكل الهدوء الذي توافر لديه في تلك اللحظة قائلا لا شيء. لقد تركت لها المنزل منذ عودة والدتها لأمنحها فرصة تهدأ فيها قبل أن...
اتسعت عينا طارق پصدمة وحار للحظات في الرد على والده قبل أن تعود إليه الكلمات باهتة وهو يقول بشرود ألهذا قلت لي إنني أضعت أهم مشهد
قاطعه طارق بحدة تختلف عن طبعه الهادئ واحترامه لوالده وهو يهب من مقعده هاتفا هالة لم تعد زوجة حازم. إنها زوجتي أنا وتحمل طفلي أنا. علاقتها بحازم كزوج انتهت منذ ۏفاته.
غامت عينا والده بسحابة حزن قاتمة انعكست على صوته الذي تهدج لمجرد ذكر ولده الراحل وهو يقول بخفوت رحمه الله.
ربت والده على كفه قائلا بتفهم أدرك يا ولدي صعوبة الموقف. لكنني لا أستطيع الوقوف صامتا أمام ما يحدث. ألم تلحظ كيف اختلفت هالة عن ذي قبل ألم تلحظ اختفاء ابتسامتها وتزايد نظرة الحزن في عينيها. لقد منحها الهم عمرا يفوق عمرها بعشر سنوات على الأقل بعد أن كانت تبدو كفتاة لم يسبق لها الزواج. هالة في تدهور جسدي ونفسي مستمرين ولن أسمح بالمزيد من ذلك. وإذا حدث لها مكروه فلن تخسر زوجة وطفل فحسب بل ستخسر أبناء أخيك أيضا لأنهم سيلقون عليك باللوم في ذلك بشكل أو بآخر.
قال والده بنفس الضيق لكنك ستضطر إلى ذلك بشكل أو بآخر.
عقد طارق حاجبيه بتساؤل وهو يراقب شفتي والده التي ألقت قنبلة شديدة التفجير في وجهه
فقد أضاف والده بحزم امنح هالة