هو أنني حينها كنت أحمل صفة أخته أو صديقته أو أي صفة أخرى غير صفة الزوجة وكنت سعيدة لسعادته أما الآن فالوضع مختلف. لقد أوهمني بأنه يحبني أنا وأنه كان مخطئا في زواجه منها. وبعد أن صدقته وحقق غرضه وتأكد من حملي أعادها إلى عصمته وكأن شيئا لم يكن. ابنك في اختصار شديد مثل علي في براعة منقطعة النظير وصدقته كالبلهاء ضړب عصفورين بحجر من ناحية ضمن أنه سيصبح أبا كما يتمنى وتتمنى أنت أيضا ومن ناحية أخرى لن يفترق عن حبيبة عمره وهذا مالا أرضاه. ثم لماذا كڈب علي بشأن عودتها إليه لماذا الخېانة والكذب أنا لست ضد عودته إليها لأنه من الأساس لها وحدها ولم يكن لي يوما لكنه أوهمني بعكس ذلك لذا يكفيني ما أنا فيه وليذهب كل منا في طريق وسيظل البيت...
قاطعها حماها بإشارة من يده قائلا بنفس الهدوء الذي يحمل مسحة حزن اسمعيني جيدا ياهالة هل تعلمين لماذا زوجتك طارق ربما ظننتم جميعا أنني ظلمتكما بهذه الزيجة لكنني رأيت شيئا آخر. رأيت فيك صورة أم حازم رحمهما الله. لم يتحملني سواها ولم يفهمني سواها ولم أعشق سواها. لكن الأجل لم يمهلني كي اعبر لها عن هذا الحب كما تستحق. هي طبيعة جبلت عليها وليس لي أن أغيرها بعد كل هذه السنوات. والمشكلة أن حازم كان نسخة عني. نسخة في كل شيء ولم أتخيل أن تتحمله أنثى أبدا. لكنك تحملته وأسعدته ولم أره يتذمر منك يوما. أما طارق فمختلف منذ صغره. عاطفي وحنون كأمه الراحلة وكان بحاجة إلى زوجة تحيطه بحنانها مثلما يحيطها بحنانه. ربما كنت أنانيا لأنني شعرت بأن وجودك في أسرتنا هي عودة أخرى ل ماجدة زوجتي الحبيبة. أردتك أن تظلي بيننا وأن تكوني الابنة التي لم أرزق بها.
ثم رفع إليها عينين تلتمعان بدموع لم ترها من قبل وهو يواصل لقد زوجتك منه لأنني رأيت فيك الزوجة المثالية له مثلما كنت لأخيه وليس ليحمي أبناء أخيه فقط كما ظننتم جميعا. حتى وإن تزوجتما رغما عنكما في البداية فقد كنت على حق لأن الحب ربط بين قلبيكما بعد الزواج وأسعدكما معا. لكنك اليوم أنت وأبنائك أهم عندي من أي شيء آخر حتى ابني. لذا سأفعل كل ما بوسعي كي أعيد لك حقك كاملا بعيدا عن الطلاق. فقط أجيبيني بصراحة هل ما يضايقك أنه كڈب عليك بشأن عودته لسمر لأن هذا حله أبسط مما يمكن سيعتذر لك ويركع تحت قدميك لو أردت وينتهي الموضوع. أما لو ما يضايقك هو عودته إليها من الأساس بعد أن استقرت حياتكما معا فهنا الحل هو أن يطلقسمر ويعود إليك وإلى أبنائك وابنه القادم.
أجابته في سرعة لا يرضيني أن يطلقسمر لأن ما بها لا يد لها فيه ولا أستطيع أن أنكر كم ضحت في سبيلي وسبيله. ماداما حبيبين فلا مكان لي بينهما.
تدخلت أمها في الحوار قائلة إنك تعقدين الأمور هكذا ياهالة.
التفتت إليها ابنتها قائلة أنا لا أعقدها لقد سألتموني عما يرضيني وأجبتكم بكل صراحة فأنا لا أستطيع النظر في وجهه ولا أطيق الوجود معه في مكان واحد كما لا أظنني سأسامحه يوما على ما فعله معي. وكلما طال الجدل حول هذا الأمر ستزداد حالتي سوءا وربما أضر هذا بالجنين.
تبادلت أمها وحموها نظرات حائرة قبل أن يقول حموها بهدوء لقد أخطأطارق حينما أعادسمر إليه دون أن يخبرك من ناحية وأخطأ في إعادتها