الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع والعشرون والثلاثون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ابن شقيقه سامحتك هذه المرة لأنك في فترة النقاهة..عامة ستنتهي نقاهتك قريبا. هيا استعد لأننا سنعود إلى بيتنا الآن.
التفتت إليه بحركة حادة قبل أن تحاول أن تبدو هادئة وهي تقول الممرضة أخبرتني قبل قليل أننا سنمكث يومين آخرين.
رفع عينيه يواجهها والتقت أعينهما للحظات قليلة لم يستطع خلالها سبر أغوار زوجته التي تظاهرت باللعب في شعر ابنها فتنهد في عمق قبل أن يقول لا داعي للبقاء في المستشفى..لقد قبلوا طلبي للأجازة طيلة الأسبوع القادم وسأتابع علاجه من المنزل طالما ترفضين البقاء مع الصغار هناك. لا يعقل أن نترك أبنائنا لدى الجيران أكثر من ذلك. ومع رفضك المستمر للراحة أو تناول الغذاء الصحي فالحل الأفضل هو أن نعود جميعا إلى منزلنا.
لم تجادله لعلمها بأنه على حق.
فقد أجبرها في اليوم السابق على العودة إلى المنزل لرعاية الصغار بعدما أفاقت واطمأنت على حالة هيثم..
واليوم تركت الصغيرين لدى جارتها ثانية منذ الصباح حتى الآن
ربما كان الوضع سيختلف في وجود أمها ورعايتها للصغيرين
لكن الآن..
الحل الأفضل للجميع بالفعل هو العودة إلى المنزل
ولكن كيف تعود معه إلى نفس المنزل بعد ما فعل
كيف تطيق التواجد معه تحت نفس السقف
كيف تستطيع النظر في عينيه
كيف تتحمل أن تراه ولا تستطيع أن ټدفن نفسها في أحضانه
وكيف تتحدث معه دون أن تفلت أعصابها أو يشعر أبنائها بتوترهما
كيف تحفظ لسانها وقت الڠضب من أن تتهور وتهينه
كيف ترعى الله فيه رغم النيران التي تستعر في كيانها كله كلما لمحت طيفه
بل كيف تنظر إليه دون أن تبدو في عينيها نظرات الاحتقار
احتقار ضعفها واستسلامها لحبه
واحتقار غبائها الذي جعلها تصدقه في سذاجة
تصاعدت دماء الڠضب في رأسها كما يحدث معها كلما تذكرت الخديعة التي تعرضت لها ودفعت معدتها إلى الانقباض في عڼف فهرعت إلى الحمام الملحق بالغرفة وهي تحاول منع نفسها من القيء الذي ألهب حلقها وبلعومها من مرارة العصارة المعدية
وحينما خرجت كان أمامها طارق وعيناه تحملان قلقا عارما لكنها تجاهلته وهي تتجه نحو صوان الملابس لتفتحه وتلتقط منه حقيبة ملابس ابنها هامسة جهز سيارتك ريثما نستعد.
تأملها للحظات وبداخله حنين بالغ لها ولحركاتها وابتسامتها بعيدا عن برودها وجمودها معه ثم مالبث أن تنحنح ليمنح صوته بعض القوة وهو يقول السيارة بالقرب من الباب الرئيسي..هيا سأساعدكما.
تابعته بعينيها في صمت وهو يساعد هيثم في ارتداء ملابسه ويحمل الحقيبة عنها ثم غادروا المستشفى معا.
لم تحاول أن تتبادل معه الحديث طيلة رحلتهم إلى المنزل واحترم طارق ذلك ربما تفاديا لتوتيرها أكثر من ذلك أو أن يدرك صغيرها مدى التوتر بينهما.
وما أن أوقف السيارة أمام بوابة المنزل حتى ترجلت هالة منها وفتحت لصغيرها الباب الخلفي وساعدته في النزول دون أن تنتظر مساعدة طارق الذي تابعها بنظره صامتا وهو يفتح حقيبة السيارة ويلتقط الحقائب منها ويتبعهما إلى داخل المبنى.
فتحطارق باب الشقة وأفسح المجال لهالة وابنها للدخول 
وفي صمت صحبتهالة ابنها إلى غرفته وساعدته في خلع ملابسه والاستلقاء على الفراش ثم خرجت بعدما أحكمت إغلاق باب الغرفة خلفها.
وفي طريقها للخارج ثانية لتحضرهاني وهند من شقة الجيران وقفطارق أمامها وسألها في حيرة قائلا هالة! ماذا بك! إنك لم تنظري في وجهي منذ يوم جراحةهيثم إنك حتى لا تخاطبيني بشكل مباشر. ماذا حدث
رمقته بنظرة حادة وهي تسأله بحنق أتسأل عما بي وماذا يهمك من أمري آه نسيت أنت قلق على ابنك وليس على الحاوية التي تحمله.
أمسكها من مرفقها قائلا في دهشة ما هذا الذي تقولين وما الداعي لقوله
جذبت ذراعها

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات