السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع والعشرون والثلاثون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

من مقعده كالملسوع وهو يهتف پذعر ماذا كيف ذلك
قالها وهو يهرع إلى خارج الغرفة مع صديقه ويستمع إلى الممرضة التي تجري إلى جواره قائلة بأنفاس متقطعة ل..لقد ذهبت لأطمئن على الصغير كما طلبت مني ووجدتها ملقاة على أرضية الغرفة فاقدة الوعي فنقلتها أنا والممرضة فاتن إلى الفراش المجاور لطفلها وأتيت لأخبرك.
كان طارق قد وصل إلى الغرفة حينها فعبر بابها المفتوح في سرعة وعيناه معلقتان بوجه هالة الشاحب والممرضة تحاول إفاقتها فهتف بها جهاز الضغط بسرعة.
ناولته الممرضة جهاز الضغط في سرعة وقد أدهشتها لهفته وعصبيته التي لم ترها من قبل.
أما هو فكشف ذراعها وأحكم جهاز الضغط حوله بأصابع مرتجفة ووضع السماعة الطبية في أذنيه وهو يحاول سماع نبضها. 
لكن صوت نبضات قلبه المتسارعة كان أعلى من نبضها فنزع السماعة عن أذنيه في توتر وناولها لصديقه قائلا لا أستطيع سماع نبضها...قس أنت الضغط يا سامي.
تناول سامي السماعة في هدوء وقد هاله مرأى صديقه بهذه الدرجة من التوتر وهو المعروف بهدوئه واتزانه وحاول تهدئته قائلا برفق لا عليك يا دكتور طارق...أنت منهك منذ الصباح.
قالها وعيناه تشيران إلى وجود ممرضات بالغرفة وضرورة تمالك أعصابه حتى لا يثير القيل والقال.
أدرك طارق مغزى نظرات صديقه فحاول تمالك أعصابه والتظاهر بفحص هيثم ريثما أنهى سامي قياس الضغط مرة ثم مرة أخرى ثم مرة ثالثة وفي كل مرة يزداد القلق بداخله.
وفي قلق الټفت إلى طارق قائلا طارق...ضغط ډمها مرتفع بشكل خطړ على حياتها...ضغطها 160 على 100..ما الحل
شعر طارق لحظتها بتبخر كل المعلومات الطبية التي درسها طيلة السنوات الماضية فأزاح شعره إلى الخلف قائلا بتوتر لم يستطع إخفاؤه لا أدري...لا يمكننا إعطاؤها محلول ملحي ولا.....
ثم الټفت إلى الممرضات وهتف بهما من طبيبة النساء اليوم أريد طبيبة الآن.
ولم تكد الممرضتان تخرجان حتى رفع وجهه وكفيه إلى السماء قائلا بتضرع نجها يا الهي..فلا معنى لحياتي بدونها.
وكان صادقا في تضرعه.
الدمعة الثلاثون
30 
تظاهر هيثم بمتابعة قنوات التلفاز في غرفته بالمستشفى بينما كان في الحقيقة يراقب أمه التي أمسكت بالمصحف الشريف بين كفيها وكأنها تقرأ منه لكنه كان متأكدا أنها شاردة في وادي ثاني تماما. فهي لم تغير الصفحة التي تقف عليها منذ أكثر من ربع الساعة بل ولا يبدو أن عينيها تنظران إلى الصفحة أمامها وإنما إلى مكان آخر.
وفي رصانة تفوق عمره سألها أماه..ماذا بك
رفعت هالة إليه عينين ساهمتين وهي تسأله في حيرة هل طلبت شيئا يا حبيبي
ابتسم في هدوء ذكرها بوالده وهو يقول بذكاء كنت أسألك عما بك. تبدين شاردة بعيدا عن هنا رغم أنني بخير.
منحته ابتسامة منهكة وهي تنهض لتحكم الغطاء على جسده الصغير وتداعب شعره الأسود قائلة لن أشعر بالراحة وأتخلص من قلقي قبل أن أراك تنير غرفتك في منزلنا.
تناول كفها الأيمن يقبله في حنان قائلا بصدق أحبك يا أمي.
احتضنت رأسه بحنان وقبلت شعره قائلة بصوت مخټنق أنا الأخرى أحبك..أنت أول فرحة في حياتي. أول من ناداني أمي وأول مصادر بهجتي وفخري. حفظك الله لي أنت وأخوتك.
لف ذراعيه النحيلين حول وسطها وهو يغوص بأحضانها أكثر ويستشعر دفئها الذي يعشقه حينما قطع عليهم اللحظة صوت طرقات سريعة على باب الغرفة أعقبه دخول طارق الغرفة وهو يقول بمرح مفتعل ما هذا تعانق زوجتي أمامي أنا احتج.
رمقته هالة بنظرة عدائية وشددت من احتضان ابنها وهي تقول ببرود أنا أمه قبل أن أكون زوجتك.
شعر طارق بالحرج من كلماتها الباردة فاقترب من الفراش موجها حديثه إلى

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات