السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع والعشرون والثلاثون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الدمعة التاسعة والعشرون والثلاثون
29 
فتح طارق باب غرفة مكتبه في عصبية واضحة لم تخف على عيني صديقه ودلف إليه قبل صديقه قائلا بضيق ماذا تريد يا سامي
جلس سامي أمامه عبر المكتب البسيط قبل أن يسأله بمكر واضح ماذا بها سمر
سأله طارق في حيرة ماذا بها ما الذي يدفعك إلى هذا السؤال
هز سامي كتفيه وهو يقول ببساطة متعمدة أبدا...لقد لمحتها تخرج مسرعة من غرفة ابن أخيك وأعتقد أنها كانت تكبت دموعها. فقد كانت عيناها حمراوين.

عقد طارق حاجبيه للحظات قبل أن يقول بلا مبالاة ربما ضايقتها العدسات اللاصقة. أحيانا تلهب عينيها وتدفعها إلى التعامل بعصبية.
رفع سامي حاجبيه في دهشة مصطنعة قائلا العدسات اللاصقة عجبا. إنها طبيبة عيون.
تأمله طارق للحظات وهو يدرك في قرارة نفسه أن صديقه يرمي إلى شيء آخر لكنه اكتفى بتبادل نظرات صامتة قطعها سامي بقوله لماذا لا يكون سبب عصبيتها مشهد رأته ولم يرقها
حاول طارق التزام الهدوء وهو يسأله ببرود أي مشهد تقصد
باغته صديقه بسؤال سريع هل تسمح بتفسير علاقتك بأرملة أخيك حينما دخلت الغرفة وجدتك قريب منها بشكل غير لائق وأسلوبك الهامس معها أيضا. أتريد من زوجتك أن تراك هكذا مع غيرها وتسكت
عاد طارق إلى نظراته الباردة وهو ينتظر من صديقه إنهاء لائحة الاټهامات ضده وسامي يتابع في حنق ماذا حدث يا طارق كيف تتغير أخلاقك هكذا كيف تتحرش بمن حملت يوما اسم شقيقك وتربي أبنائه الأيتام الآن
لاحت ابتسامة جانبية ساخرة على وجه طارق وهو يسال صديقه في تهكم هل أنهيت قائمة الاټهامات
فتح سامي فمه ليرد على صديقه الذي تابع بنفس اللهجة التهكمية هل تصورت أن صديق عمرك الذي نشأ معك ولم يفترق عنك لأكثر من ثلاثين عاما قادر على التحرش بأنثى أيا كانت
حاول سامي تبرير موقفه لولا أن رفع طارق كفه ليشير له بالصمت ليكمل هو قائلا بهدوء لا يشي بالقنبلة التي سيلقيها في وجه صديقه السيدة التي تتهمني بالتحرش بها هي زوجتي يا سامي.
اتسعت عينا سامي وتدلت فكه السفلى بشكل مضحك وهو يحدق بوجه صديقه الذي ألقى قنبلته شديدة الإڼفجار ووقف يشاهد رد فعله ببرود.
وبصوت متحشرج من أثر الصدمة قال سامي زوجتك هل تزوجت على سمر بهذه السرعة
فرك طارق عينيه في إرهاق وهو يجيبه بنفس الهدوء القاټل هالة زوجتي الأولى وسمر كانت تعلم ذلك.
بدا أن الصدمات المتتالية على أسماع سامي في هذه الدقائق العشر أكبر من استيعابه فهز رأسه كمن يتأكد أنه لا يحلم وهو يقول كالتائه هالة زوجتك قبل سمر وأنا آخر من يعلم والمفترض أني صديقك الوحيد
ثم تابع في سرعة كمن تذكر شيئا ما دامت سمر تدرك أن هالة زوجتك فلماذا خرجت من الغرفة بهذا الشكل وكأنها لا تحتمل البقاء أكثر من ذلك
خلل طارق شعره الغزير بأصابعه قبل أن يسند جبهته على راحتيه قائلا لأنك يا صديقي الوحيد السبب في كل ما أنا فيه من مشاكل الآن.
أشار سامي إلى نفسه وهتف مستنكرا أنا وكيف ذلك
رفع طارق وجهه لتلتقي عيناه بعيني صديقه وهو يقول بجدية ألم تكن أنت وزوجتك سببا في عودة سمر إلى عصمتي
دافع سامي عن نفسه بقوله لقد فعلتها من أجلك...حينما أخبرتني ضحى بأن سمر كانت حائضا وقت الطلاق لم أستطع السكوت عن الحق.
شرد طارق بذهنه بعيدا إلى ذلك اليوم قبل نحو أسبوعين حينما دعاه سامي إلى المقهى الذي اعتادا الجلوس عليه على ضفاف نهر النيل وابتدره بسؤال بدا عاديا لا يحمل في

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات