رواية دمعات قلب الفصل التاسع والعشرون والثلاثون بقلم رباب فؤاد
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الدمعة التاسعة والعشرون والثلاثون
29
فتح طارق باب غرفة مكتبه في عصبية واضحة لم تخف على عيني صديقه ودلف إليه قبل صديقه قائلا بضيق ماذا تريد يا سامي
جلس سامي أمامه عبر المكتب البسيط قبل أن يسأله بمكر واضح ماذا بها سمر
سأله طارق في حيرة ماذا بها ما الذي يدفعك إلى هذا السؤال
هز سامي كتفيه وهو يقول ببساطة متعمدة أبدا...لقد لمحتها تخرج مسرعة من غرفة ابن أخيك وأعتقد أنها كانت تكبت دموعها. فقد كانت عيناها حمراوين.
رفع سامي حاجبيه في دهشة مصطنعة قائلا العدسات اللاصقة عجبا. إنها طبيبة عيون.
تأمله طارق للحظات وهو يدرك في قرارة نفسه أن صديقه يرمي إلى شيء آخر لكنه اكتفى بتبادل نظرات صامتة قطعها سامي بقوله لماذا لا يكون سبب عصبيتها مشهد رأته ولم يرقها
باغته صديقه بسؤال سريع هل تسمح بتفسير علاقتك بأرملة أخيك حينما دخلت الغرفة وجدتك قريب منها بشكل غير لائق وأسلوبك الهامس معها أيضا. أتريد من زوجتك أن تراك هكذا مع غيرها وتسكت
عاد طارق إلى نظراته الباردة وهو ينتظر من صديقه إنهاء لائحة الاټهامات ضده وسامي يتابع في حنق ماذا حدث يا طارق كيف تتغير أخلاقك هكذا كيف تتحرش بمن حملت يوما اسم شقيقك وتربي أبنائه الأيتام الآن
فتح سامي فمه ليرد على صديقه الذي تابع بنفس اللهجة التهكمية هل تصورت أن صديق عمرك الذي نشأ معك ولم يفترق عنك لأكثر من ثلاثين عاما قادر على التحرش بأنثى أيا كانت
حاول سامي تبرير موقفه لولا أن رفع طارق كفه ليشير له بالصمت ليكمل هو قائلا بهدوء لا يشي بالقنبلة التي سيلقيها في وجه صديقه السيدة التي تتهمني بالتحرش بها هي زوجتي يا سامي.
وبصوت متحشرج من أثر الصدمة قال سامي زوجتك هل تزوجت على سمر بهذه السرعة
فرك طارق عينيه في إرهاق وهو يجيبه بنفس الهدوء القاټل هالة زوجتي الأولى وسمر كانت تعلم ذلك.
بدا أن الصدمات المتتالية على أسماع سامي في هذه الدقائق العشر أكبر من استيعابه فهز رأسه كمن يتأكد أنه لا يحلم وهو يقول كالتائه هالة زوجتك قبل سمر وأنا آخر من يعلم والمفترض أني صديقك الوحيد
خلل طارق شعره الغزير بأصابعه قبل أن يسند جبهته على راحتيه قائلا لأنك يا صديقي الوحيد السبب في كل ما أنا فيه من مشاكل الآن.
أشار سامي إلى نفسه وهتف مستنكرا أنا وكيف ذلك
رفع طارق وجهه لتلتقي عيناه بعيني صديقه وهو يقول بجدية ألم تكن أنت وزوجتك سببا في عودة سمر إلى عصمتي
شرد طارق بذهنه بعيدا إلى ذلك اليوم قبل نحو أسبوعين حينما دعاه سامي إلى المقهى الذي اعتادا الجلوس عليه على ضفاف نهر النيل وابتدره بسؤال بدا عاديا لا يحمل في