الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

أبي وتوقعت أن يشعر أبناؤك تجاهي بنفس المشاعر لو أدركوا أنني زوجة عمهم.
أومأتهالة برأسها في صمت وهي تنظر في ساعة يدها بقلق ثم قالت بتوتر هل تأخروا بالداخل أم يهيأ لي فقط
ربتتسمر على كتفها بتعاطف قائلة المفروض أن يكونوا في مرحلة خياطة الچرح الآن لا تقلقي. ريثما تنتهين من شرابك سيكونهيثم في غرفته بإذن الله.
ارتشفتهالة قليلا من الشاي الدافيء الذي انساب عبر حلقها إلى معدتها الخاوية وكأنه يكوي كل مكان يمر به ثم ما لبثت أن سألت شريكتها في زوجها قائلة هل سيحقنهيثم بمخدر كلي
ابتسمتسمر قائلة كلا لا بد وأن تكون المعدة فارغة لمدة لا تقل عن 12ساعة قبل الحقن بالمخدر الكلي أما في حالات الجراحة المفاجئة كالزائدة الدودية والولادة القيصرية يكون التخدير نصفيا و...
وانطلقتسمر تشرح لهالة مزايا المخدر الكلي و النصفي وكأنها تشرح لطلبة كلية الطب والأخيرة غائبة بعقلها بعيدا والغليان يتزايد بداخلها
ترى ماذا قال عنها أيضا لزوجته الحبيبة 
هل أخبرها أن زواجهما أصبح حقيقيا
وهل أخبرها أنه سيصبح أبا لطفل من زوجته الأخرى
وفي عقلها أضاء مصباح قوي أنار لها ما لم يكن واضحا من قبل
فالأمر كله لم يتعد كونه مجرد تمثيلية سخيفة صدقتها كالبلهاء 
فيخبرها طارق بأنه طلقسمر حتى يستدر عطفها ويصر على أنه أخطأ حين تزوجها تاركا زوجته الأولى بحثا عن سراب 
وحين يتحقق حلمه وتحملهالة يعود هو إلى حبيبته ليستمتع بحبه وبحياته التي يريدها لنفسه.
ولكن ماذا عنها هي 
وماذا عن هذا الجنين الذي تحمله بين أحشائها
هل تنازلت عن كرامتها وقبلت به زوجا وحملت طفله بين أحشائها لينتهي بها الأمر مجرد زوجة ثانية
مجرد ضرة
وليتها ضرة عادية
إنها ضرة سعت لتزويج زوجها في البداية
واليوم يرد لها الجميل باستغفالها واستغلالها لينجب منها الطفل الذي عجزت حبيبته عن إنجابه
ألهذه الدرجة وجدها تافهة ورخيصة حتى أنها هرعت إلى أحضانه بمجرد أن أشار لها بإصبعه
تزايد بداخلها الشعور بغبائها ووقوعها ضحېة خطة محكمة استغل بها براءتها وسذاجتها وطيبة قلبها.
وللحظة کرهت نفسها وقلبها وحتى جنينها الذي كانت سعيدة بحمله حتى هذا الصباح
جنينها الذي تسبب لها في هذا الذل حتى قبل أن يولد.
ولولا إيمانها بالله لفعلت أي حركة مچنونة للتخلص من هذا الحمل كيلا يكون سببا في ذلها
أما قلبها فهي قادرة ومستعدة لأن تطأه بقدميها وتسحقه إنتقاما منه لأنه وضعها في هذا الوضع
ومع تصاعد الغليان في رأسها وهي تتذكر سعادةطارق بحملها قفزت معدتها إلى فمها ثانية فهرعت إلى الحمام في اللحظة ذاتها التي خرج فيهاهيثم من غرفة العمليات بصحبة عمه ونقل إلى غرفة نظيفة بنفس الممر وهو بين النوم واليقظة.
دلفت سمر إلى الغرفة خلف طارق الذي كان لا يزال يرتدي ملابس العمليات الخضراء وعينيها معلقة بوجه هيثم الشاحب الذي تراه لأول مرة ثم همست لزوجها باهتمام كيف كانت الجراحة
أجابها بنفس الهمس وهو يعدل من وضع الغطاء على ابن شقيقه قائلا الحمد لله..لقد أفاق بالداخل ولكنه تحت تأثير المسكن الآن.
اقتربت من الفراش بحذر وهي لا تزال تتأمل الصغير قبل أن ترفع عينيها إلى طارق قائلة بابتسامة خفيفة ألم تقل أن أحدهما يشبهك هيثم لا يشبهك البتة.
تلفت طارق حوله بحثا عن هالة وهو يقول في سرعة أنت قلتها..أحدهما. غالبا يأتي الطفل الأكبر أشبه بوالده مثلما كان حازم رحمه الله أشبه بوالدي. هاني هو شبيهي لكنه ورث عناد أبيه.
ثم سألها في قلق أينهالة
أجابته وهي تداعب شعر هيثم الأسود الناعم في حنان قائلة في الحمام المسكينة مصاپة بحالة قيء هستيري من فرط خۏفها على ابنها.
ثم

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات