رواية دمعات قلب الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم رباب فؤاد
على ملامح طارق الذي يتابعهما بعينيه عبر مرآة السيارة وكلما التقت عيناهما لمحت في عينيه تساؤلا إليها عن سر نظرتها المحنقة له لكنها كانت تتعمد تجاهله وهي تسمعه يتصل بالمستشفى ويطلب بتوتر تجهيز غرفة العمليات له والإتصال بالدكتور سامي ثم سمعته يسأل ابنها عن حالته ومدى الألم وموضعه ومتى بدأ إلى أن وصل بسيارته إلى المستشفى الذي يعمل به.
كانت تريد الركوب مع صغيرها لكنه وضع كفه على ظهرها وهو يقودها بهدوء نحو مصعد آخر مجاور هامسا لا يمكنك ركوب المصعد مع هيثم لأنه يفتح داخل صالة العمليات.
أدهشه موقفها فعقد حاجبيه وهو ېلمس كفها ويسألها بتوتر هالة ماذا بك نظراتك وحديثك يصيبانني بالتوتر. حالة هيثم ليست خطېرة والحمد لله وسيكون معي صديقي سامي. حبيبتي لا تثيري قلقي عليك. يكفيني ما أنا فيه.
زاد من انعقاد حاجبيه وهم بسؤالها عما تعنيه لولا أن سبقه المصعد بفتح أبوابه إيذانا بوصولهما إلى الطابق الذي يحوي غرف العمليات.
ولأول وهلة إثارتها رائحة المعقم القوية التي زكمت أنفها وزادت من غثيانها بشكل كبير لكنها واصلت تماسكها وهي تدور بعينيها على غرفة العمليات وتهم بسؤاله عن صغيرها إلا أنه ابتدرها وهو يشير في اتجاه آخر قائلا سأدخل لغرفة التعقيم الآن ومنها إلى غرفة العمليات وأنت اجلسي على هذه المقاعد هناك حتى نخرج.
منحها ابتسامة باهتة وهو يربت على كتفها قائلا حبيبتي إنهم يعدونه الآن للجراحة بالفعل. استودعيه عند العلي القدير وادعيه أن يفك كربك.
شعرت بغصة في حلقها وشعور متناقض يكاد ېقتلها في تلك اللحظة.
ففي هذه اللحظة الحرجة من حياتها كانت بحاجة إلى صدر حنون تفرغ فيه توترها وتشعر بالاطمئنان لمجرد سماع دقات قلبه المحب...
شعور متناقض بين الحب والكراهية امتزجا داخلها بشكل خانق زادته رائحة المطهر التي تميز المستشفيات.
شعور استغرقها ولم يخرجها منه سوى حركة طارق على ذراعها والتي جعلتها تجفل للحظة تأملت فيها وجهه الذي عشقت ملامحه يوما قبل أن تهمس كالمغيبة استودعتكما الله الذي لا تضيع ودائعه.
وتناهى إلى مسامعها في تلك اللحظة صوت خطوات أنثوية تقترب منها وتتجاوزها لتقف أمامها وتحجب عنها الباب الذي غاب خلفه طارق قبل قليل.
فتحت عينيها في بطء لتجد أمامها شقراء فاتنة في أواخر العشرينات من عمرها ترتدي معطفا أبيضا وتبتسم في وجهها قائلة بهدوء لا بد وأنك مدامهالة أناسمر.
لم تكنهالة بحاجة لأن