السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

على ملامح طارق الذي يتابعهما بعينيه عبر مرآة السيارة وكلما التقت عيناهما لمحت في عينيه تساؤلا إليها عن سر نظرتها المحنقة له لكنها كانت تتعمد تجاهله وهي تسمعه يتصل بالمستشفى ويطلب بتوتر تجهيز غرفة العمليات له والإتصال بالدكتور سامي ثم سمعته يسأل ابنها عن حالته ومدى الألم وموضعه ومتى بدأ إلى أن وصل بسيارته إلى المستشفى الذي يعمل به.
وما أن أوقف السيارة أمام باب الطوارئ بالمستشفى حتى لمحت هالة ممرضين يهرعان نحوها ويتعاونان على حمل الصغير برفق ووضعه على فراش متحرك دفعاه إلى داخل المستشفى ومن صالة الطوارئ إلى مصعد العمليات الذي ابتلع الممرضين والفراش وفوقه هيثم.
كانت تريد الركوب مع صغيرها لكنه وضع كفه على ظهرها وهو يقودها بهدوء نحو مصعد آخر مجاور هامسا لا يمكنك ركوب المصعد مع هيثم لأنه يفتح داخل صالة العمليات.
وكأنما أصابتها لمسته بتيار كهربائي مبعثه الإشمئزاز الذي زاد من شعورها بالغثيان لكنها تماسكت كيلا تحرجه في ردهة المستشفى. وما أن أغلق باب المصعد عليهما حتى أزاحت يده عنها بضيق وهي تشيح بوجهها في غير اتجاه وقوفه.
أدهشه موقفها فعقد حاجبيه وهو ېلمس كفها ويسألها بتوتر هالة ماذا بك نظراتك وحديثك يصيبانني بالتوتر. حالة هيثم ليست خطېرة والحمد لله وسيكون معي صديقي سامي. حبيبتي لا تثيري قلقي عليك. يكفيني ما أنا فيه.
رمقته بنفس النظرة التي تذبحه وهي تبعد كفها عنه قائلة بلهجة ساخرة لم يعتدها حبيبتك لا تقلق فحبيبتك بخير.. ركز فقط في عملك وفي أمانة شقيقك الراحل.
زاد من انعقاد حاجبيه وهم بسؤالها عما تعنيه لولا أن سبقه المصعد بفتح أبوابه إيذانا بوصولهما إلى الطابق الذي يحوي غرف العمليات.
ولأول وهلة إثارتها رائحة المعقم القوية التي زكمت أنفها وزادت من غثيانها بشكل كبير لكنها واصلت تماسكها وهي تدور بعينيها على غرفة العمليات وتهم بسؤاله عن صغيرها إلا أنه ابتدرها وهو يشير في اتجاه آخر قائلا سأدخل لغرفة التعقيم الآن ومنها إلى غرفة العمليات وأنت اجلسي على هذه المقاعد هناك حتى نخرج.
سألته بلوعة ألن أراه قبل الجراحة
منحها ابتسامة باهتة وهو يربت على كتفها قائلا حبيبتي إنهم يعدونه الآن للجراحة بالفعل. استودعيه عند العلي القدير وادعيه أن يفك كربك.
شعرت بغصة في حلقها وشعور متناقض يكاد ېقتلها في تلك اللحظة.
ففي هذه اللحظة الحرجة من حياتها كانت بحاجة إلى صدر حنون تفرغ فيه توترها وتشعر بالاطمئنان لمجرد سماع دقات قلبه المحب...
لكن الشخص الوحيد الذي كانت تتمنى أن تلقي بنفسها بين ذراعيه هو نفس الشخص الذي كان شيطانها يوسوس لها بإلقائه من نافذة الدور الثالث.
شعور متناقض بين الحب والكراهية امتزجا داخلها بشكل خانق زادته رائحة المطهر التي تميز المستشفيات.
شعور استغرقها ولم يخرجها منه سوى حركة طارق على ذراعها والتي جعلتها تجفل للحظة تأملت فيها وجهه الذي عشقت ملامحه يوما قبل أن تهمس كالمغيبة استودعتكما الله الذي لا تضيع ودائعه.
وما أن غاب طارق داخل صالة العمليات ذات الباب المتأرجح حتى شعرت بالأرض تميد من تحتها فاستندت إلى الحائط في ضعف وأسبلت جفنيها لكبت دموعها التي تهدد بالنزول عند أول كلمة تسمعها أو تنبس بها..
وتناهى إلى مسامعها في تلك اللحظة صوت خطوات أنثوية تقترب منها وتتجاوزها لتقف أمامها وتحجب عنها الباب الذي غاب خلفه طارق قبل قليل.
فتحت عينيها في بطء لتجد أمامها شقراء فاتنة في أواخر العشرينات من عمرها ترتدي معطفا أبيضا وتبتسم في وجهها قائلة بهدوء لا بد وأنك مدامهالة أناسمر.
لم تكنهالة بحاجة لأن

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات