الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

سكنا داخليا للطبيبات..أشبه بالمدينة الجامعية للطالبات.
سألتها ضحى أهي هذه الأوراق التي كنت تنهينها في الصباح
سحبت سمر نظارتها الشمسية من بين خصلات شعرها المصبوغ ووضعتها في جراب أنيق وهي تجيب صديقتها بهدوء نعم هي. لقد أشارت علي صديقة بالسفر وساعدني حسام ابن زوج أمي كثيرا حتى وجدنا هذا العقد.
تنهدت ضحى بعمق وهي تتمتم بصوت خاڤت وكأنك تقولين له مصر كلها لا تكفيني للهروب منك.
سمعتها سمر وهي تدرك مغزى صديقتها فقالت بنفس البرود نعم مصر كلها لا تكفيني للهروب منه. لا أنكر أنني أتحاشى التحرك في المستشفى بعيدا عن عيادة العيون وغرفة الطبيبات كيلا ألقاه قدرا ولا أنكر أنني غيرت مواعيد عملي كذلك. ولكن إلى متى المستشفى ليس بهذه الضخامة بحيث نتوه بداخله ومن المؤكد أننا سنلتقي يوما ما وأنا لا أريد ذلك.
قالتها وشعرت بالضعف يعتريها ويتغلب على قوة صوتها الذي تهدج رغما عنها وهي تقول لقد عشت معه أياما جميلة لا أنكرها وهو تحمل عصبيتي ودلالي وأحيانا إهاناتي بصبر وحكمة لم أرها في رجل من قبل. لكن كرامتي لا تتحمل المزيد. لقد كان يتحملني من قبل بدافع الحب ولكن دافعه الآن سيكون الشفقة وأنا لا أقبلها. بل ربما لا يتحملني أكثر من ذلك ويأتي اليوم الذي يطلقني فيه لأنني لم أنجب طفله.
وبسرعة غريبة عادت القوة تغلف صوتها وهي تضيف لذا كان قراري بطلب الطلاق هو الحل الأمثل للحفاظ على ما تبقى من كرامتي أمام أسرته وأسرتي.
ربتت ضحى على كف صديقتها في تعاطف قائلة ولكنك لست أول من تعجز عن الإنجاب يا سمر والعلم في تقدم مستمر. وحتى إذا لم يأذن الله لك بالإنجاب فحب طارق لك كان كفيلا بتعويضك. أنت لا تعلمين كيف كان حاله منذ بدأت المشاكل بينكما. لقد كان سامي زوجي ېتمزق ألما حزنا على صديقه الوحيد ويشعر أنه لا يستطيع مساعدته في أصعب مواقف حياته. هل تعلمين أن طارق كاد أن يفقد مستقبله المهني كطبيب بسبب خلافاتكما التي أثرت على أعصابه وجعلت أصابعه تهتز أثناء إحدى العمليات
تظاهرت سمر بتأمل كوبها الورقي وهي تتمتم_ ربما.
ثم رفعت عينيها إلى ضحى لتضيف ببرود لكنه عاد وتفوق وكرمه مدير المستشفى منذ نحو شهرين. ألا يعني ذلك أنه تجاوز أزمتنا ألا يعني ذلك أنني لم أعد أمثل أية أهمية بالنسبة له
مطت ضحى شفتيها قليلا وهي لا تدري بما تجيب صديقتها. 
لقد أسر إليها زوجها من قبل بأن طارق يبدو مختلفا وأكثر تفاؤلا بل ويبدو أنه تجاوز أزمة سمر وطلاقهما وكأنها لم تكن يوما زوجته التي قاټل من أجلها.
كانت تجهل هي وزوجها سبب هذا التغيير.
أما سمر فكانت على شبه يقين من سبب التغيير.
كانت تشعر بأنها قدمت زوجها على طبق من ذهب لهالة وأبنائها وأن طارق ربما أجاد استغلال الفرصة.
ولم لا
لقد كانت هالة بالنسبة له الزوجة المثالية في كل شيء على النقيض منها تماما
وبعد إختفائها من حياته بناء على طلبها...ما الذي يمنعه عن تحويل زواجه منها إلى زواج حقيقي
شعرت بغصة ټخنقها عند تلك النقطة فسعلت بقوة جعلت الكوب الورقي يهتز في كفها ليسكب قليلا من محتواه الساخن على ساقها فهبت واقفة لتبعد سروالها الضيق قليلا عن فخذها كيلا تحرقه القهوة الساخنة واتجهت في سرعة إلى حوض جانبي والتقطت منشفة صغيرة نظيفة بللتها قليلا بالماء قبل أن تمسح بها آثار القهوة عن السروال الأسود.
وبعد أن انتهت من تنظيف ملابسها عادت تجلس في هدوء إلى جوار صديقتها وهي

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات