رغم أنني مستعد بالفعل لأن أفديك بحياتي دون قسم أقسمت كي أرضيها وأطمئنها أن ابنتها وأحفادها في أيد أمينة.
انكمشت في أحضانه ثانية وقالت بثقة أعلم هذا. ماذا قالت أيضا
أخذ نفسا عميقا قبل أن يجيبها بلمحة تردد قائلاسألتني إن كنت أعرف شعور المرأة حين تحب مرة واحدة في حياتها رجلا ليس لها ويتحول حلمها فجأة إلى حقيقة ويصبح زوجا لها وحدها. والحقيقة أنني دهشت لوصفها لك هكذا إلا أنها فسرت لي ما عنته.
ابتعدتهالة عنه قليلا وسألته بارتباك وماذا قالت
نظر إليها بثبات قائلا قالت أغرب شيء سمعته في حياتي. قالت إنك لم تحبيحازم ولم تكوني سعيدة معه وإنها شعرت بذلك دون أن تصرحي أنت به. ولكن كيف هذا وحازم كان يؤكد لي أنه سعيد معك وأنه يحبك. أمن الممكن أن يكون الزوج سعيدا والزوجة تعيسة
نهضت مبتعدة واتجهت إلى الشرفة تنظر من خلف زجاجها إلى لا شيء قبل أن تتمتم بعصبية ما الذي جعلها تقول هذا
نهض بدوره متجها إليها وأدارها إليه ليتأملها قائلا أنا رجوتها أن تخبرني بكل ما هو غامض عني. إنك لم تخبريني سوى مقتطفات من حفل زفافك علىحازم ولم تذكري غيرها لم تعطني فكرة عن حياتكما معا وأنا لم أطلب ذلك لعلمي المسبق بسعادته معك والتي تعني سعادتكما سويا. لكن حين تخبرني بأنك لم تحبي سوى مرة واحدة فماذا إذا عن زوجك السابق ولا تنسي أنه كان شقيقي الوحيد.
هتفت بصوت خنقته الدموع وهي تشيح بوجهها بعيدا أعلم هذا ولا أستطيع نسيانه لكن للأسف شقيقك لم يكن الزوج الذي تمنيته. أسلوبه الصارم جعلني أجفل منه. لا أنكر أنني أحببته في بداية زواجنا _أو بالأحرى حاوت أن أحبه_لأنه كان يحاول امتصاص خۏفي من الغربة. إلا أنه مع عودته للعمل ازداد ابتعادا عني وشعرت بأنني لا أفهمه ولا أتكيف مع عصبيته ولا أسلوبه الآمر الناهي كأني أحد العاملين معه. لم أتقبل الوضع ومع ذلك لم أشتك لوصولهيثم ولإحساسي ببعض الهدوء في طباعه إلا أنه كان سرعان ما يعود بسرعة البرقحازم بجبروته وسطوته وأنا بطبعي لا أحب تلقي الأوامر.
ثم تابعت ودموعها تنهمر على وجهها دون توقف لقد كان حازم رحمه الله يعتبر المشاعر نوعا من الضعف لذا كان يعوضها بأشياء أخرى. كان كريما معي ومع الأولاد في كل شيء..ماعدا المشاعر. حازم لم يعترف يوما بأنه يحبني إلا ليلة ۏفاته وحتى يومها لم يقلها صريحة. ربما كنت الزوجة المثالية بالنسبة له. الزوجة التي تهتم به وتلبي جميع طلباته وتحافظ له على هدوء وجمال المنزل وفي الوقت نفسه تحفظه في غيابه. هذه مميزات الزوجة التي كان يتمناها حازم ووجدها في شخصيتي. أما مميزات الزوج الذي كنت أتمناه فلم يوجد منها في حازم سوى التدين والذكاء والوسامة والأصل الطيب.
حاولت مسح دموعها المنهمرة التي أفسدت كحل عينيها الجميلتين ولكن مجرد ذكرى زواجها بحازم كانت تدفع الدموع سريعة عبر مقلتيها وهي تضيف أكثر ما كنت أريده في زوجي هو الحنان. لقد نشأت يتيمة وكنت بحاجة إلى زوج يحتويني ويعوضني حنان الأب ولهذا وافقت على الزواج بعد تخرجي مباشرة على أمل أن أجد ضالتي عند زوجي. ولكن حازم للأسف لم يكن ليعترف بالحنان. كان يعتقد أن حنان الرجل هو أقصر الطرق لسيطرة زوجته عليه. ولا تسألني كيف وافقت على حازم من البداية لأنه كان قدري قسمة ونصيب.
تنهد في عمق قائلا نفس الكلمة التي قالتها أمي قسمة ونصيب.
ثم أدار وجهها إليه