رواية دمعات قلب الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم رباب فؤاد
فقد قضى الليل معهم يلعب ويضحك كما لم يفعل من قبل وأصر على المبيت معهم في غرفتهم. أتراه كان يشعر بدنو أجله
أدرك محاولتها لتغيير دفة الحوار فهز كتفيه وأجابها قائلا ربما كان لديه حدسا داخليا فكثيرا ما كان يفعل أشياء بناء على حدسه هذا وتنجح على عكسي تماما بحكم اختلافنا منذ الصغر.
وقفت أمام النافذة وشردت بذهنها بعيدا إلى نحو عامين لتتذكر تفاصيل اليوم السابق على ۏفاة حازم.
أتاها صوته من الطرف الثاني يقول في سرعة وعليكم السلام..كيف الأحوال
أجابته ودقات قلبها لا تزال سريعة عن معدلاتها بخير الحمد لله..كيف حالك أنت ليس من عادتك الإتصال وقت العمل.
اتسعت عيناها في دهشة وهي تقول بسعادة طفولية حقا يا حازم يالها من مفاجأة. لقد يأست من أن نذهب إليه بسبب مشاغلك الكثيرة.
ضحك ثانية للهفتها وهو يقول وها أنذا مستعد لتنفيذ طلباتكم الليلة. هيا استعدي وسأمرك في الواحدة ظهرا إن شاء الله ثم نصحب الولدين في طريقنا من مدرستهما.
قاطعها قائلا بمرح أم هيثم..إغتنمي العرض قبل أن يفوتك..وتذكري بيت الشعر إذا هبت رياحك فاغتنمها.
أكملت بيت الشعر قائلة فإن الريح عادته السكون. وهو كذلك يا أبا هيثم. سنغتنم رياحك اليوم..سأكون مستعدة في الموعد بإذن الله.
وما أن أنهى اتصاله حتى بدأت في الإستعداد للخروج والنزهة التي كانت تنتظرها منذ زمن لتذكرها بأيام زواجها الأولى.
والغريب أن حازم لم يترك أبنائه طيلة الليل..
ظل يلعب معهم في مرح وسعادة حتى تجاوز موعد نومهم ثم أقدم على شيء أدهشها
وبعد منتصف الليل وحينما تأكد من إستغراق الولدين في النوم تسلل حازم إلى غرفته مع زوجته التي كانت ترضع هند في هذه اللحظة
شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها وهي تقول في سرعة بإذن الله تحضر زواجها هي وأشقائها وتحمل أحفادهم أيضا.
لاحت نظرة غريبة في عينيه وهو يتأمل زوجته بتمعن وكأنه يقول لها لا أظن.