رواية دمعات قلب الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم رباب فؤاد
وأغلقته خلفها ثم نظرت لإنعكاس صورتها في المرآة التي تعلو الحوض قبل أن تتجه إليه وتغسل وجهها بغيظ وكأنها ټنتقم منه لأنه كان يحمل تلك الزينة.
ثم أبدلت ملابسها بالمنامة القطنية وتنهدت بارتياح وهي تنظر إلى شكلها المعتاد ووجهها الخالي من المساحيق وشعرها الأسود الذي عقصته إلى الخلف بعدما رفعت خصلاته القصيرة عن وجهها بمشبك صغير لا يكاد يرى.
وفي هدوء توجهت إلى المطبخ لتجهز عشاء زوجها أو بالأحرى غدائه الذي لم يتناوله بسبب عمله. وبعد أن رتبت مائدة الطعام طلبت من ابنها هاني أن ينادي عمه للعشاء.
ما أن رأته يقترب من المائدة وابتسامته الجذابة تزين محياه حتى أجبرت نفسها على مغادرة الغرفة لولا أن سبقها وهو يمسك معصمها قائلا بدهشة ألن تتناولين العشاء معي
استعطفها قائلا ولكنني لا أحب الأكل وحدي. على الأقل اجلسي معي.
قالت بنفس البرود لا أحب أن أبدو كمن يعد اللقيمات..سأنادي هيثم وهاني ليتناولا العشاء معك.
للحظة فقدت برودها وهي تلتفت إليه في سعادة حقيقية بنجاحه قبل أن يغلف البرود صوتها وهي تهنئه قائلة ألف مبروك.
ثم ابتعدت لتنادي طفليها إلى العشاء قبل أن تتجه إلى غرفة ابنتها وتحمل الملابس النظيفة عن فراش والدتها وتندس إلى جوار صغيرتها بين أغطيته وتحاول الخلود إلى النوم.
وربما لأنه كان يقصد التلاعب بمشاعرها
المهم أنها فتحت عينيها لتلتقي بعينيه للحظات انكمشت خلالها أكثر وسط الأغطية وهو يقترب أكثر معتمدا بكفه على ظهر الفراش وبكفه الأخرى على الفراش نفسه حتى تجاوزها وهو يضيف قائلا لقد غيرت رأيي...أفضل أن أقبلها بنفسي.
هز رأسه متفهما وبدت خيبة الأمل على ملامحه وهو يقول حسنا..تصبحين على خير.
ودون أن ينتظر ردها دار على عقبيه وغادر الغرفة سريعا في الوقت الذي دلفت فيه أم هالة ورمقتها بنظرة صارمة تدرك معناها جيدا
لم تستطع أن تواجه نظرة أمها فتظاهرت بالنوم لتهرب مما ستسمعه منها
أجابتها هالة قائلة بلامبالاة وعيونها لا تزال مغلقة عادي..زوج ابنتك مثل ابنك.
جلست الأم على طرف الفراش وجذبت الغطاء عن ابنتها قائلة بنفس اللهجة الساخرة حقا
للحظة تذكرت هالة نفسها وهي تقول نفس الكلمة لطارق في بداية زواجهما حينما طلب منها أن ينفق هو عليها وعلى أبنائها بحجة أنه زوجها.
يومها سخرت منه لأن زواجهما كان صوريا
واليوم