رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد
اعصابه في وجه كلماتها الچارحة وحمدت ربها سرا أنه يجيد كبت إنفعاله وإلا لكان صفعها في قوة على إھانتها له.
ولدهشتها فقد أشار إليها بسبابته قائلا بلهجة شبه آمرة هيا اغسلي وجهك وغيري ملابسك..سنخرج للعشاء.
إتسعت عيناها وهي تتأمل ملامحه المرهقة قائلة بدهشة ماذا
لاح شبح إبتسامة على طرف شفته وهو يقول بإرهاق ماذا ماذا إني أتضور جوعا وأنت لم تجهزي العشاء فما الحل هيا سنتناول العشاء في الخارج.
اقترب منها باسما وتناول كفيها في رقة قائلا كلا..العشاء في المطعم مقصود كيلا تطاردك الأفكار السوداوية وكي تضطرين إلى الحفاظ على مظهرك ولا تبكين.
ابتسمت رغما عنها واحتضنت أصابعه بين أصابعها قبل أن تبتعد لتستعد كما طلب منها.
ولكنها كانت أبعد ما تكون عن الخير...
ففي الصباح التالي حينما إستيقظ طارق مبكرا كي يستعد للذهاب إلى عمله جلست في الفراش وإبتدرته بسؤالها لماذا ستذهب إلى المستشفى الآن مواعيدك اليوم بعد الظهيرة.
أجابها بتلقائية وهو يصفف شعره في المرآه لقد أرسلوا إلي في الفجر كي أحضر عمليات الدكتور سلطان بدلا منه لأن زوجته تل...
وضع كفيه على رأسه قائلا بصبر نافذ لا حول ولا قوة إلا بالله..أصبحنا وأصبح الملك لله...مالذي علمته المستشفى يا سمر ومالحياتنا الشخصية بها
زفر في ضيق وخلل شعره بأصابعه قائلا يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم...سمر يا حبيبتي..ما أدراك أنهم لم يطلبوا غيري ثم كيف تعلم المستشفى بتقاريرنا الصحية التي أجريناها في مستشفى آخر إستعيذي بالله من شيطانك وهيا لتذهبي معي إلى العمل.
جذبها من كفيها ليوقفها على الأرض قائلا برقة وكأنه يتعامل مع طفلة كبيرة الحل الأمثل لحالتك النفسية هو الخروج من البيت..أتنكرين أنك كنت أفضل بالأمس بعد عودتنا هيا إستعدي فلن أنتظر طويلا.
وأطاعته ثانية وظن أن الأمور في تحسن.
لكنه فوجئ بعد إنتهاء عمله في المستشفى بأنها غادرت منذ الصباح وبأن هاتفها الجوال مغلق.
حاول الإتصال بجوالها ثانية دون جدوى ثم ما لبث أن أرشده عقله إلى الإتصال بمنزل والدتها التي قالت له بهدوء إن زوجته بحاجة إلى إراحة أعصابها وإلى البقاء وحدها بعيدا عنه لفترة.
لم يحاول الجدال معها لعلمه بأن سمر لن تغير رأيها بسهولة وأنها بحاجة إلى وجود أمها إلى جوارها في حالتها تلك.
وإتخذ قراره حينها بالذهاب إلى هالة...فمؤكد أنها ستهتم به وسيجد عندها الطعام الساخن والملابس النظيفة و...
قطع عليه تفكيره صوت هاتفه الجوال برسالة من المستشفى تطلبه بشكل طارئ فزفر في ضيق قائلا أستغفر الله العظيم...ألا يوجد جراح غيري في هذا المستشفى
قالها وإلتقط سلسلة مفاتيحه وغادر الشقة متجها إلى عمله ثانية والذي إستغرقه حتى الصباح التالي. وحينما أنتهى كان الإرهاق قد بلغ معه حدا يجعله لا يكاد يرى أمامه فلم يهتم حتى بسؤال زملائه ما إذا حضرت