رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد
زوجته الشديد.
بدأ بأشعته وتحاليله أولا وإلتهمت عيناه أسطر التقارير في سرعة إلى أن تأكد من أنه سليم تماما ولا يوجد ما يمنعه من الإنجاب.
لحظتها فقط سمح لأنفاسه الحبيسة بالخروج من رئتيه في صورة تنهيدة قوية أعقبها بقوله الحمد لله.
ثم ما لبث أن إنتبه إلى النتائج الأخرى...لابد وأنها تحمل سبب بكاء سمر.
تزايدت دقات قلبه ثانية وهو يفحص أوراقها وأشعاتها وعيناه تتسعان أكثر وأكثر ثم ما لبث أن شعر بقبضة باردة تعتصر قلبه وهو يقرأ النتيجة النهائية لتقرير أشعة الموجات فوق الصوتية فأغلق عينيه في ألم وإلتقط نفسا عميقا يهدئ به توتره الذي فاق كل حد قبل أن ېلمس كف سمر قائلا بصوت حاول أن يبثه قدرا من الهدوء حبيبتي هذه ليست النهاية...الطب يتقدم كل يوم وكل ساعة...ومع الإجتهاد في الدعاء سيرزقنا الله بالذرية الصالحة و...
هتف بها مستنكرا أستغفر الله العظيم...هل سنكفر مع أول إبتلاء
إستغفرت ربها بصوت خفيض في حين تابع هو بهدوء وثبات يا سمر لا تقنطوا من رحمة الله..لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء ووعدنا بالإستجابة..ولا يوجد ما هو مستحيل على قدرة الله. ومن يدري..فقد تسيقظين يوما لتجدين طفلي بين أحشائك.
إقترب منها ووضع رأسها على صدره وإحتواها قائلا بحنانه المعهود لن أفقد الأمل..وحتى إذا لم ننجب أطفالا فوجودك معي يكفيني. أستطيع الحياة معك دون أطفال. ألم تقولي أن لدي ثلاثة بالفعل...سأكتفي بهم ونستمر في حياتنا وكأن شيئا لم يكن و....
اتسعت عيناه وهو ينظر إليها وكأنه يراها لأول مرة ثم حاول أن يقربها إليه ثانية ليمتص إنفعالها لكنها دفعته في صدره بقوة قائلة بشراسة لم يرها من قبل ألم تسمعني قلت لك طلقني.
تنهد بقوة وإستعاذ بالله من الشيطان في داخله قبل أن يقول بهدوء وحدي الله يا سمر...ما الداعي للحديث عن الطلاق الآن قلت لك إنني راض بقضاء الله ولن أفقد أملي فيه وإنني لا أريد أطفالا وإنما أريدك أنت..فلماذا الحديث عن الطلاق
قال في ضيق وما دخل أبي بالأمر
أجابته بنفس الحدة وقد إرتفعت نبرة صوتها الباكي قائلة أتنكر أن السبب الحقيقي في موافقته على زواجنا كان رغبته في رؤية أبنائك أتنكر أنه لمح إلى تأخر حملي أكثر من مرة قل لي كيف ستمنحه ما يريد من أحفاد..هل تتبنى أطفالا أم تتزوج الثالثة لتنجب لك وبذلك ترضي جميع الأطراف. تتزوج هالة لتربي أبناء شقيقك الراحل وتحمي إرثهم ثم تتزوجني لأنك تحبني ثم تتزوج الثالثة لتنجب لك ولي العهد المنتظر.
تأملته للحظات وأدركت كيف يجاهد للحفاظ على هدوء