السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

المستشفى
عقدت حاجبيها قائلة في قلق ماذا حدث وما سر هذه الحقيبة
ألقى نظرة سريعة على الحقيبة قبل أن يقول بتهكم الحقيبة إنها نهاية الفصل.
سألته في حيرة أي فصل وماذا تقصد بذلك
تنهد في عمق قائلا نهاية الفصل الأخير من المسرحية المؤلمة التي كنت أعيشها في الفترة الماضية والتي بدأت بتدخل أبي في حياتي معسمر بحجة رغبته في رؤية أبنائي وبعدها إصراري على إجراء فحوصات شاملة لي ولها وانتهت المسرحية بانفصالي عنسمر.
قفزت واقفة على قدميها هاتفة في استنكارماذا قلت انفصالكما كيف ولماذا
نهض بدوره مبتعدا وقال بخفوت لا رغبة لي في الحديث عن هذا الأمر الآن.
اتجهت إليه وتابعت وكأنها لم تسمع ما قاله وأين ذهب حبكماهل نسيت كل ما فعلتهسمر من أجلك وأجلي ومن أجل أولادي هل نسيت كم عانت وكم ضحت في سبيل حبها كيف تتركها بهذه السهولة
هتف محنقا قلت أنني لا أريد الحديث عن هذا الموضوع.
جذبته من ذراعه ليلتفت إليها قائلة بحزم بل ستتحدث لأن هذا الأمر لا يتعلق بكما وحدكما بل بي وبأبنائي أيضا. لقد احترمت صمتك فيما مضى رغم إحساسي بوجود مشاكل في حياتك وقلت لنفسي إنك حر في الاحتفاظ بأسرار بيتك لنفسك وإنك ستحلها بشكل أو بآخر. لكن أن يصل الأمر للانفصال فهذا ما لن أسكت عليه وأصر على معرفة أسبابه.
رمقها بنظرة حادة فتابعت بلهجة ناعمة ودود موضوع يدك له علاقة بالأمر لذا اجلس في هدوء وأخرج كل الضغوط التي انعكست على أعصابك وتوشك أن تفقدك مستقبلك.
قالتها وهي تقوده برفق إلى مقعده ثانية وتجلسه عليه بهدوء.
أما هو فقد ظل ينظر پألم إلى كفه اليمنى التي ترتجف رغما عنه والدموع تترقرق في عينيه وعقله يضخم له الأمر موحيا إليه بأنه سيفقد مستقبله كجراح إذا ظل على هذه الحالة.
وشعرتهالة بقلبها ېتمزق لمرآه هكذا فركعت أمامه ثانية وتناولت كفه المرتجفة بين يديها وهمست بحنان إنك تزيد الأمر سوءا هكذا صدقني ستتحسن يدك قريبا و...
قاطعها وهو يتأمل عينيها السوداوين قائلا لقد طلبتسمر الطلاق بنفسها.
اتسعت عيناهالة وهي تستمع إليه قبل أن يخرج صوتها مبحوحا وهي تقول بسببي
هز رأسه نفيا في صمت قبل أن يتنهد بعمق ويعود بذاكرته إلى خمسة أيام مضت.
كان قد عاد لتوه إلى شقته وقد بلغ معه الإرهاق مبلغه بعد يوم عمل طويل وأدهشه ألا يجد سمر في الردهة تشاهد التلفاز كعادتها.
حتى حينما أدار بصره في أرجاء الشقة لم يجدها حوله فاتجه إلى غرفتهما وما أن اقترب حتى تناهى إلى مسامعه صوت نحيب مكتوم ففتح الباب في سرعة ليجد زوجته تحتضن وسادتها وتبكي پألم.
راعته دموعها وصوت نحيبها فهرع إليها ورفع وجهها عن الوسادة قائلا في لهفة ماذا بك يا حبيبتي لماذا تبكين
رفعت إليه عينيها المتورمتين من شدة البكاء ثم عادت لټدفن وجهها في الوسادة وتجهش بالبكاء لتزيد من قلقه فسألها بتوتر وهي يمسح ظهرها براحته هل تتألمين هل ټوفي أحد من أقاربنا أجيبيني يا سمر فأنا لا أطيق التوتر.
رفعت عينيها ثانية وإلتقطت مظروفا كبيرا من جوارها ناولته إليه دون أن تنطق وعيناها تتبعان ملامحه لمعرفة ردة فعله.
أما هو فتناول منها المظروف وعقله لا يزال متوقفا من الإرهاق الذي يشعر به وفتحه بعد أن جلس على طرف الفراش ليجد به مجموعة من صور الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية ونتائج التحاليل.
حينها بدأ يدرك أنها ولا شك نتيجة تحاليله وأشعاته هو وسمر وبدأت دقات قلبه في التسارع وهو يحاول التكهن بما تحمله النتائج ويربطه پبكاء

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات