رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد
ما لبثت أن حسمت أمرها واتجهت إلى طفليها تهديء من روعهما وهاني يقول من بين دموعه لم أقصد تلويث ملابسه يا أمي أقسم لك. انظري إلى يدي إنهما نظيفتان.
احتضنته في حنان وربتت على ظهره قائلة أعلم هذا يا حبيبي لقد انفعل لأنك اندفعت إليه مسرعا وكان من الممكن أن يفقد اتزانه ويقع.
أماهيثم فلم يبد عليه الاقتناع بما قالته أمه إذ مسح دموعه وهو يقول بثبات يفوق عمره لقد تغير باباطارق وأصبح مثل باباحازم رحمه الله لم يعد يجلس معنا كما اعتاد في السابق وتغيرت معاملته معنا.
الدمعة العشرين
20
وقفطارق في شرفة غرفة النوم وأشعل سېجارة نفث دخانها بعيدا في قوة علها تخفف توتره وقلبه يقرعه على ما فعله في ابني شقيقه للتو.
واستغرقته أفكاره فلم يسمع طرقاتهالة الهادئة على باب الغرفة و فوجيء بها إلى جواره.
فعندما لم يجبها فتحتهالة باب الغرفة ودلفت إليها لترى_أول ما رأت_ حقيبته موضوعة إلى جوار الفراش. وعندما بحثت عنه بعينيها في الغرفة لم تجده كان بالشرفة ولم ينتبه إلا وهى تربت على كتفه وتسأله في تعاطف ماذا بك ياطارقماذا حدث ولماذا عدت إلى الټدخين ثانية
ضايقها صمته وأقلقتها دموعه فقالت بلهجة خاصة هيثم وهاني يبكيان في الداخل وأنت هنا تعود للتدخين ولا تبالي بإجابة أسئلتي و...
قاطعها وهو يرفع كفه الأيمن أمامها صامتا وهالها مرأى ارتجافة كفه القوية فأمسكتها برفق وهي تقول بهلع ما هذا إن كفك ترتجف في شدة.
قاطعها قائلا بصوت مخټنق أتدرين ما هي ثروة الجراح إنها أصابعه. تخيلي خطۏرة أن تهتز أصابع الجراح أثناء عمله. لقد كدت أفقد مستقبلي اليوم حين اهتز المبضع في يدي ورغم أن أحدا لم يلحظ ما حدث فقد شعرت باڼهيار ثقتي في نفسي دفعة واحدة وطلبت من زميلي إجراء الجراحة بدلا مني.
قال معترضاأنا لا أرتجف من البرد.
أشارت إليه بالدخول قائلة في ثبات أيا كان السبب يجب أن ندخل سويا إلى الغرفة لأننا لن نناقش ما أنت فيه أمام مدينة نصر بأكملها.
بدا قولها مقنعا إلى حد كبير فتبعها في هدوء للداخل وجلس على أول مقعد صادفه واضعا وجهه بين كفيه فركعتهالة على ركبتيها إلى جواره وربتت على كتفه في حنان قائلة طارق! لا تقلق ستكون بخير غدا إن شاء الله. أؤكد لك أن الأمر لا يعدو كونه إرهاقا زائدا لعضلات ذراعك وستعود لطبيعتك بعد قليل من الراحة.
رفع وجهه إليها قائلا في سخرية راحة ومن أين تأتي الراحة من أبي أم منسمر أم من