السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ما لبثت أن حسمت أمرها واتجهت إلى طفليها تهديء من روعهما وهاني يقول من بين دموعه لم أقصد تلويث ملابسه يا أمي أقسم لك. انظري إلى يدي إنهما نظيفتان.
احتضنته في حنان وربتت على ظهره قائلة أعلم هذا يا حبيبي لقد انفعل لأنك اندفعت إليه مسرعا وكان من الممكن أن يفقد اتزانه ويقع.
أماهيثم فلم يبد عليه الاقتناع بما قالته أمه إذ مسح دموعه وهو يقول بثبات يفوق عمره لقد تغير باباطارق وأصبح مثل باباحازم رحمه الله لم يعد يجلس معنا كما اعتاد في السابق وتغيرت معاملته معنا.
التفتتهالة إلى ابنها في دهشة وأدركت لحظتها أنهيثم نضج قبل أوانه وأن ذهنه تفتح ليدرك ما ظنته مرئيا لها وحدها فمدت يدها إليه لتأخذه هو الآخر بين ذراعيها قائلة بهدوء لا تقل هذا إنها ضغوط العمل. سيعود باباطارق إلى ما كان عليه في السابق أعدكما بذلك.
الدمعة العشرين
20
وقفطارق في شرفة غرفة النوم وأشعل سېجارة نفث دخانها بعيدا في قوة علها تخفف توتره وقلبه يقرعه على ما فعله في ابني شقيقه للتو.
كان تأنيب ضميره كلسعات السياط تمزق قلبه و أحاسيسه فما كان ينبغي أن يثور هكذا على الولدين خاصة وهو يعلم بمدى حبهما له وافتقادهما لوجوده.
واستغرقته أفكاره فلم يسمع طرقاتهالة الهادئة على باب الغرفة و فوجيء بها إلى جواره.
فعندما لم يجبها فتحتهالة باب الغرفة ودلفت إليها لترى_أول ما رأت_ حقيبته موضوعة إلى جوار الفراش. وعندما بحثت عنه بعينيها في الغرفة لم تجده كان بالشرفة ولم ينتبه إلا وهى تربت على كتفه وتسأله في تعاطف ماذا بك ياطارقماذا حدث ولماذا عدت إلى الټدخين ثانية
انتفض في فزع للحظة قبل أن يستدير إليها بعينين دامعتين ويسحب نفسا عميقا من سيجارته ثم يقذفها بعيدا في الهواء بأصابع مرتجفة ويعود بوجهه ثانية إلى الشارع وينفث الدخان بعيدا في صمت.
ضايقها صمته وأقلقتها دموعه فقالت بلهجة خاصة هيثم وهاني يبكيان في الداخل وأنت هنا تعود للتدخين ولا تبالي بإجابة أسئلتي و...
قاطعها وهو يرفع كفه الأيمن أمامها صامتا وهالها مرأى ارتجافة كفه القوية فأمسكتها برفق وهي تقول بهلع ما هذا إن كفك ترتجف في شدة.
نظر إلى كفه في ألم ولم يجبها فازدردت لعابها الجاف وسألته في جزع هل حملت شيئا ثقيلا أو...
قاطعها قائلا بصوت مخټنق أتدرين ما هي ثروة الجراح إنها أصابعه. تخيلي خطۏرة أن تهتز أصابع الجراح أثناء عمله. لقد كدت أفقد مستقبلي اليوم حين اهتز المبضع في يدي ورغم أن أحدا لم يلحظ ما حدث فقد شعرت باڼهيار ثقتي في نفسي دفعة واحدة وطلبت من زميلي إجراء الجراحة بدلا مني.
اتسعت عيناها في ذعر وهي تستمع إليه وأصابعها تكتم شهقة عڼيفة من حلقها قبل أن تقول بحزم هيا إلى الداخل إنك ترتجف من البرد.
قال معترضاأنا لا أرتجف من البرد.
أشارت إليه بالدخول قائلة في ثبات أيا كان السبب يجب أن ندخل سويا إلى الغرفة لأننا لن نناقش ما أنت فيه أمام مدينة نصر بأكملها.
بدا قولها مقنعا إلى حد كبير فتبعها في هدوء للداخل وجلس على أول مقعد صادفه واضعا وجهه بين كفيه فركعتهالة على ركبتيها إلى جواره وربتت على كتفه في حنان قائلة طارق! لا تقلق ستكون بخير غدا إن شاء الله. أؤكد لك أن الأمر لا يعدو كونه إرهاقا زائدا لعضلات ذراعك وستعود لطبيعتك بعد قليل من الراحة.
رفع وجهه إليها قائلا في سخرية راحة ومن أين تأتي الراحة من أبي أم منسمر أم من

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات