رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
جلستهالة وأمها والأطفال حول مائدة الطعام التي خلا مقعدها الرئيسي لليوم الخامس على التوالي من وجودطارق الذي يضفي دوما على الطعام مذاقا خاصا مذاقا عائليا افتقده الجميع وعبر عنههاني بأسلوبه الطفولي وهو يقول بضيق أين باباطارق إنه لم يأت منذ خمسة أيام وهاتفه المحمول مغلق لا أستطيع الأكل في غيابه.
تبادلتهالة نظرة سريعة حائرة مع أمها قبل أن تقول لابنها في هدوءباباطارق في مؤتمر كما أخبرتكما من قبل وعندما ينهي أعماله سيعود بإذن الله. وحيث أننا لا نعلم متى سيعود فأنت لا تستطيع البقاء دون طعام. تناول غداءك الآن وبعد الأكل أعدك بأن نحاول محادثته ثانية اتفقنا
فقد تعلق أبناؤها بعمهم بطريقة لم تكن تتخيلها أبدا وصار وجوده معهم في المنزل أهم إليهم من الأكسجين في الهواء.
هو أيضا كان لا يمل الجلوس معهم حتى لو طالت جلستهم لساعات أو حتى لأيام.
لكنه تغير في شدة مؤخرا ولم يعدطارق الذي عرفته وتزوجته
شخصا عصبي المزاج متقلبه وكأنه يخفي بداخله شيئا لا يريد البوح به وهو ما ينغص عليه حياته بهذا الشكل بل ويجعله منطويا عنها ولا يرغب في مشاركتها إياه.
وما يقلقها عليه هو غيابه الطويل هذا
لقد اعتاد أن يحادثهم كل ليلة يبيت فيها في بيته الثاني معسمر لكنه لم يفعل هذه المرة.
والأدهى أن هاتفه الخلوي مغلق وهي لا تجرؤ على محادثته في المستشفى لا بنفسها ولا حتى بواسطة الأولاد لاقتناعهم بأمر المؤتمر المزعوم هذا.
قالها وهو يهرع معهيثم إلى الباب ليستقبلا عمهما قبل أن يدلف إلى الشقة وكانهانيهو الأسرع حيث أحاط ساقي عمه بذراعيه هاتفا بلهجة تجمع بين السعادة والعتاب حمدا لله على سلامتك يا أبي لماذا غبت طويلا هكذا
شحب وجه الولدان وهيثم يقول مدافعا عن شقيقه الأصغرولكن يدي هاني مازالتا نظيفتان فنحن لم نبدأ الأكل بعد.
الټفت إليه عمه هاتفا پغضب وهل انتدبك لتدافع عنه
ومن موقعها أدركتهالة سخونة الموقف فهرعت لتقف بين أولادها وعمهم الذي كان في أشد حالات الڠضب حينها ويهم بصفعهاني وفوجئت بنفسها تمسك ذراعطارق المرفوعة وعلى وجهها ابتسامة مرتبكة قائلة بلطف هديء من ثورتك ياطارق. الأمر لا يستحق ذلك
نظر الولدان إليها في ذهول وقد عجز عقلاهما عن فهم السر خلف عقابهما لأنهما هرعا لاستقبال عمهما إلا أن عنادهما وترددهما ذابا مع نظرةهالة الصارمة فاعتذرا في هدوء وأسرعا إلى حجرتهما والدموع تسبقهما.
وبعد أن أسرعت أمها خلف الطفلين استدارتهالة بوجهها نحوطارق وهالها ما رأت...
ولكن ما أدهشها حقا هو أنه لم يكن وحيدا فقد كانت بصحبته حقيبة سفر كبيرة.
نفس الحقيبة التي ساعدته في ترتيبها قبل زواجه منسمر.
وغاص قلبها بين ضلوعها لمعنى عودة الحقيبة إلى شقتها...
وبكل قلقها ولهفتها عليه هتفت به ماذا بك ماذا حدث
ولم تندهش حين سحب ذراعه من قبضتها ورمقها بنظرة طويلة قبل أن يتجه إلى غرفتهما ويغلق بابها خلفه.
وللحظة وقفت حائرة في الردهة أتتجه إلى طفليها أم إليه ثم