الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

شعرها الجديدة بعد أن صبغته إلى اللون الذهبي وقصته حتى كتفيها قائلة ألن تفتح هذه الإشارة اليوم إننا هنا منذ ربع الساعة.
مدطارق يده ليعدل وضع المرآة قائلا برصانته المعهودة منذ أربع دقائق فقط يا زوجتي العزيزة.
التفتت إليه عاقدة حاجبيها في صمت ثم ما لبثت أن عقدت ساعديها أمام صدرها وعادت ببصرها إلى الطريق قائلة إنها مدة طويلة على أي حال.
هزطارق رأسه دون أن ينبس بشيء وواصل قيادته الهادئة حتى خرج من الزحام إلى طريق واسع أتاح له الحديث في حرية فقال بلهجة تحمل بعض الضيق ألم نتفق على تخفيف مساحيق الزينة
إلتفتت إليه في دهشة قائلة هل أنت جاد فجأة أصبحت مساحيق الزينة سيئة
ضغط بوق السيارة محذرا لشخص كان يهم بعبور الطريق ثم أجابها وعيناه على الطريق وهل مزحت بشأنه يوما لقد طلبت منك أكثر من مرة أن تخففي مساحيق الزينة خارج المنزل وقلت لك إنني أحبك طبيعية دون زينة على الإطلاق.
جادلته بعناد قائلة وقلت لك إنك أحببتني وأنا أضع هذه المساحيق وإنني أضعها حتى أظل جميلة في عينيك.
إلتقط كفها يقبله قائلا بدبلوماسية أنت جميلة دوما في عيني...ولا أريد لغيري أن يتمتع بهذا الجمال. أيرضيك أن يتمتع غيري بالنظر إليك
داعبت كفه بدلال قائلة أيرضيك أن يقال إن زوجة الدكتور طارق غير أنيقة أو غير جميلة
أدار مقود السيارة إلى أقصى اليمين قبل أن يقف أمام منزلهما ويلتفت إليها قائلا بهدوء ومن قال إن الجمال في مساحيق التجميل ومن قال إنني أريد للآخرين أن يروا جمالك
مطت شفتيها بشكل طفولي وأشاحت بوجهها بعيدا وهي تقول لم يبق إلا أن تطالبني بإرتداء النقاب.
أدار وجهها إليه وقال بابتسامة عذبة ليتك توافقين.
إتسعت عيناها في ذعر وعادت تشيح بوجهها بعيدا وتفتح باب السيارة وتنزل في سرعة متجهة إلى بوابة المنزل فتبعها وهو يضحك من رد فعلها على قوله.
صعد إلى شقتهما ليجدها تجلس على الأريكة المواجهة للباب واضعة ساق فوق ساق وتهزهما بعصبية.
اقترب منها مبتسما وقال ما سر هذه العصبية يا حبيبتي كل هذا لأنني طالبتك بتخفيف مساحيق الزينة
التفتت إليه بحدة قائلة بل لأنك تريدني أن أختفي خلف النقاب.
ضحك وأمسك خديها يمطهما كالأطفال قائلا أنا لم أقل ذلك..أنت اقترحت وأنا وافقت على اقتراحك.
أزاحت يديه عن وجهها وقالت بضيق طفولي قلت ياليت...إذا تفكر في ذلك.
داعب بأنامله آثار أصابعه على بشرتها البيضاء وهو يهمس حبيبتي كنت أداعبك...وعموما لن أطلب منك سوى ارتداء الحجاب وعدم إستخدام مساحيق الزينة خارج المنزل.
عادت تلتفت إليه وعيناها تحملان ڠضبا لم يره من قبل وهي تهتف طارق من فضلك لا تجبرني على أمر لا أريده ولا تحاول أن تجعلني مثل هالة.
رفع حاجبيه في دهشة حقيقية من انفعالها الغريب قبل أن ينهض قائلا بحنق الأمر لا علاقة له ب هالة لأنه ليس طلبي أنا...إنه تكليف سماوي لك..وإذا كنت ترفضين فرض الله فأنت حرة وستحاسبين عليه وحدك.
قالها وإتجه إلى غرفته في ضيق واضح ورمى سترته على أحد المقاعد قبل أن يتمدد على طرف الفراش ويسند رأسه على كفيه المعقودين...
يحبها نعم...وعرفها لكنه يريد ألا يشاركه أحد النظر إليها
لم ينس بعد منظرها صبيحة يوم زفافهما وهي ترتدي قميص النوم الأحمر وكيف ثارت الډماء في عروقه حينما رآها كذلك وشعر بأعين الغرباء تأكلها دون حياء
وفي كل مرة يراها في العمل ويشم عطرها عن بعد ويلمح إعجاب المرضى بجمالها وأناقتها ويسمع حديثهم عنها يشعر بنيران الغيرة ټحرق صدره
أو ربما هي نيران النخوة
أيا كانت

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات