الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الدمعة الخامسة والسادس عشر
وقف طارق في شرفة غرفته بالفندق في الإسكندرية والتقط نفسا عميقا من هواء البحر المنعش أمامه قرب منتصف الليل وتأمله قليلا ثم أخرج هاتفه الجوال من جيبه وضغط أحد أزراره وإنتظر قليلا ليسمع من الطرف الآخر صوت هالة الهادئ تقول بابتسامة واضحة في صوتها أهلا بالعريس. كيف حالك وكيف العروس

أبتسم وهو يجيبها قائلا بخير والحمد لله. أنت كيف حالك وكيف حال أمي والأولاد
أجابته بنفس الرقة قائلة نحن بخير والحمد لله. لكن القبيلة بأسرها نيام. حتى أنا كنت في طريقي إلى النوم.
منحها ضحكة خاڤتة وهو يقول أسف على إزعاجك إذا...لقد أردت فقط أن أشكرك وأدعو لك الله أن يحميك ويبارك لك في صحتك وأطفالك...لقد كنت سببا في سعادتي يا هالة ولن أفيك حقك يوما.
شعرت بغصة من كلماته لكنها سرعان ما تنحنحت لتجيبه بهدوء أنت تستحق كل خير يا طارق وكذلك سمر. حافظ عليها لأن أمثالها قلة في هذا العالم.
سرت قشعريرة باردة في جسده حينما سمع جملتها الأخيرة فقال لينهي المكالمة وأمثالك أيضا يا هالة. انتبهي لنفسك والأولاد. تصبحين على خير.
لم يكد يسمع ردها حتى أنهى المكالمة وزفر في عمق وظل يطالع البحر للحظات قبل أن يلتفت ليعود إلى الغرفة. ولكنه أجفل بمجرد أن الټفت 
إذ وجد سمر واقفة على باب الشرفة ساندة كتفها على حافته وعاقدة ذراعيها أمامها وفي عينيها نفس النظرة الباردة المحيرة فقال بدهشة سمر منذ متى وأنت هنا
قالت بنبرة ساخرة منذ كنت تتسول على باب الحسين.
ثم قالت تقلده لقد اتصلت كي أدعو لك الله أن يحميك ويبارك لك في صحتك وأطفالك. وعاد صوتها إلى نبرته الغاضبة وهي تقول تتصل بضرتي وأنا معك في شهر العسل
قالتها والتفتت غاضبة لتدخل إلى غرفتهما فلحقها طارق وأمسك بذراعها يوقفها قائلا بابتسامة واسعة سأتغاضى عن سخريتك والإهانة التي تلفظت بها قبل قليل لعلمي أنك تغارين.
حاولت أن تجذب ذراعها من قبضته وهي تقول بضيق ابتعد عني فأنا لا أغار عليك.
شدد قبضته على ذراعها وقربها منه وقال وهو يغوص في عينيها بحب بل تغارين ولهذا ضايقك اتصالي بهالة.
أشاحت بوجهها هربا من نظرات عينيه فأدار وجهها إليه وداعب شعرها قائلا بنفس الابتسامة حبيبتي...أنت وحدك زوجتي. وأنا لم أتصل بهم منذ زواجنا الأسبوع الماضي. فقط أردت الاطمئنان على الأولاد.
مطت شفتيها قائلة فلماذا لم تتصل مبكرا لتكلم أبناء أخيك لقد اتصلت متأخرا حتى ترد هي عليك.
ضحك منها وقبل جبهتها قائلا والله لم أتعمد ذلك...فنحن نخرج كل يوم ونعود متأخرا واليوم عدنا مبكرا عن كل ليلة فاتصلت بهم وأنت تغيرين ملابسك.
ثم قرص وجنتها بخفة قائلا ثم هل تنكرين أن هالة هي السبب في إقناع والدي بزواجنا أنت أقنعتني بالزواج منها لصالح أبناء حازم رحمه الله وهي ساعدتنا

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات