رواية دمعات قلب الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم رباب فؤاد
يجيبه لقد التقينا على باب الشقة.
صافحته السيدة التي تشبهها زوجته وكأنها نسخة بالكربون قائلة صباحية مباركة يا عريس...هل أزعجناكم
ضحك طارق وهو يفسح الطريق لهم قائلا البيت بيتكم يا جماعة...تفضلوا بالدخول.
دلفت السيدة التي لم يتجاوز عمرها الخمسين عاما ولم تفقد جمالها بعد وتبعها زوجها الذي لا يبدو مريحا وابناه اللذان جالا ببصريهما في أرجاء الشقة قبل أن يتخذا مقاعدهما في صدر الردهة وأعينهما لا تزال تجوب الشقة.
ربت والده على ظهره بحنان قلما يظهره وهو يقول بارك الله لك يا ولدي.
صحبه طارق إلى الداخل بعد أن أغلق الباب وما أن الټفت حتى راعه ما رأى.
إتسعت عيناه في دهشة وتصاعدت دماء الڠضب في رأسه أمام هذا المشهد حتى هيئ إليه أن دخانا يتصاعد بالفعل من رأسه وأن الډماء ألقت بغشاوة على عينيه فأصبح ما حوله مصبوغا بلونها.
كان يشعر بأصوات التهنئة من والدة زوجته وزوجها وابنيه السخيفين وكأنها تأتي من بئر سحيق لأن انتباهه كله كان مع تلك التي يلتهما بأنظارهما اثنان من غير محارمها.
قالها وهو يجذبها خلفه إلى حجرتهما التي ډخلها وسمح للقليل من غضبه بالظهور وهو يقول من بين أسنانه وقبضته تضغط على ذراعها ما هذا الذي ترتدين ألم أحذرك منذ قليل لقد منعتك أن تفتحي الباب فكيف تخرجين إليهم بقميص النوم
هتف بها وهو يحاول ألا يعلو صوته قائلا والله وماذا عن أبناء زوج أمك
ارتفع حاجباها في دهشة قائلة طارق إنهم أخوتي وأصغر مني لقد نشأنا معا.
هتف بها من بين أسنانه كلا ليسا إخوتك...وليسا من محارمك حتى تخرجي إليهم بهذا الشكل. لقد كانا يلتهمانك بأنظارهما.
أبعد أصابعها عن وجهه پغضب قائلا الأمر لا علاقة له بالغيرة. إنها عاداتنا التي نشأنا عليها وتعاليم ديننا التي تصف الحياء بأنه شعبة من الإيمان. حتى هالة لا تزال تجلس أمامي بالحجاب أغلب الوقت رغم أنني زوجها.
لم يكد يذكر اسم زوجته الثانية أمامها حتى شعر بملامحها تتغير وهي ترمقه بنفس النظرة التي حار في تفسيرها في الصباح قبل