السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

واحدة في عمر الجميع. يكفي أن خطبتكما كانت عائلية ولم يحضرها أي من زملائكما بالمستشفى ثم إن حفل الزفاف مهما كان بسيطا هو أقل مكافأة لسمر على انتظارها لك طيلة هذه المدة.
قال بتردد ومن سأدعو زملائنا فقط
قالت بحماس دع والدك يدعو أصدقائه ومعارفه دعه يفرح ولو لليلة. إنه لم يحضر زواجي علىحازم فليحضر حفل زفافك أنت.
جلس على حافة الفراش وهو يسألها باهتمام طفولي بالمناسبة أنت لم تخبريني عن حفل زواجك علىحازم لقد كنت ضابطا احتياطيا بالجيش وقتها.
ابتسمت في حرج قائلة إنها قصة طويلة.
أشار إليها بالجلوس قائلا بحماس اجلسي إذا وقصيها علي.
وبعد عدة توسلات من جانبه رضخت أخيرا وجلست على مقعد مواجه للفراش وشردت بذهنها بعيدا إلى ذلك اليوم قبل أحد عشر عاما أو أكثر.
كانت في انتظار عودة خطيبها إلى مصر من أجل الزفاف كما وعدها ولكن مديره الأجنبي بالشركة رفض منحه إذنا بالسفر. واضطر حازم حينها إلى توكيل والده في عقد زواجه عليها.
ورغم غياب حازم أصر حضرة العمدة على إقامة حفل كبير في قريته بمناسبة عقد زواج نجله الأكبر.
وبعد أن أنهى حازم ترتيبات استقدام عروسه فاجأها بطلبه...
فقد طلب منها أن ترتدي فستان الزفاف وهي قادمة إليه.
يومها نقلت أسلاك الهاتف ضحكتها الجميلة إلى أسماعه وهي تقول بدهشة كيف أرتدي الفستان دون أن تكون معي
ثم عادت الأسلاك تنقل إليها صوته الهادئ مشوبا ببعض السعادة هذه المرة وهو يقول من قال هذا سأستقبلك في المطار بالطبع...وبصحبتي مفاجأة.
لوهلة شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها حينما أتى على ذكر المفاجأة...
فقد خيل إليها شيطانها أنه متزوج بالفعل وأن زوجته الثانية أو بالأحرى الأولى ستكون معه في استقبالها.
لكنها سرعان ما نفضت هذه الفكرة عن رأسها وهي تضع سماعة الهاتف بعد انتهاء المكالمة.
وكأي عروس طبيعية استعدت هالة ليوم زفافها حتى وإن كان زوجها على بعد آلاف الأميال. فذهبت إلى مصففة الشعر وارتدت فستانا أبيضا غاية في الرقة والنعومة حتى بدت كالأميرة الرقيقة.
غير أنها كانت تذوب خجلا من نظرات المسافرين في المطار وعلى متن الطائرة ما بين مهنئ لها ومشفق عليها لأنها وحيدة في هذا اليوم الهام.
وأخيرا هبطت الطائرة على أرض الدولة التي تبدأ بها حياتها الجديدة
حياة جديدة مع زوج لم تعتد عليه بعد
زوج لم تره سوى بضع مرات منذ تقدم لخطبتها ولم تره منذ سفره بعد حفل الخطبة بأسبوع.
ورغم حرارة الجو الشديدة التي استقبلتها لحظة فتح باب الطائرة شعرت برجفة قوية تهزها لحظة أن رأت بعينيها أضواء صالات المطار عن بعد.
وبأصابع باردة مرتجفة حملت طرف فستانها قليلا عن الأرض حتى تستطيع نزول سلم الطائرة وهي تحاول أن تبدو متماسكة وأن ترسم ابتسامة هادئة على شفتيها...فهي العروس التي لا تزال الأنظار تتجه إليها.
وتقديرا من إدارة المطار لوضعها كعروس فوجئت بتعاون العاملين معها في حمل حقائبها وإنهاء إجراءات الدخول تماما مثلما حدث معها في مصر.
وما أن أنهى الضابط المكلف بمرافقتها الإجراءات حتى سلمها جواز السفر وهو يقول بابتسامة ودود مبروك يا عروس.
تخضب وجهها خجلا وهي تلتقط الجواز وتشكره بخفوت وهي تنقل عينيها خارج الحاجز الحديدي علها ترى زوجها.
ولم يطل انتظارها...فخلف الحاجز الحديدي لمحت وجها مألوفا والابتسامة تغلف ملامحه وهو يلوح لها بسعادة.
ولوهلة غزت الدهشة ملامحها وهي تتأمله...
فقد كانت تتوقع أن ترى حازم مرتديا ملابس العمل وحذاء رياضي وخوذة معدنية على رأسه...
لا تدري لماذا رسم شيطانها هذه الصورة في خيالها رغم أنها لم تر خطيبها يوما على غير مستوى أناقته المعتاد.
ولكنها رأته

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات