رواية دمعات قلب الفصل التاسع والعاشر بقلم رباب فؤاد
حد ما حتى على أقرب الناس إلي ويجب أن تثقي في أنني لم أقل لأبي أي شيء عن حياتنا سويا. كل ما هنالك أنه سألني عن أحوالي معكم وقال بفخر أنه اختار لي أفضل زوجة وأنني سأسعد معك إلى آخر هذا الكلام وردا على ذلك أخبرته بأن هناك حاجزا نفسيا يفصلني عنك ويجعلني_حتى الآن_ لا أستطيع رؤيتك في صورة مغايرة لصورةهالة زوجة أخي الراحل أما الأولاد فهم قرة عيني وأحبهم أكثر مما لو كانوا أبنائي بالفعل. وهكذا لم يمهلني أبي الفرصة كي أتم ما عندي لأنه اكتفى بما سمعه وأتى خصيصا لينهي ما أسماه بالمهزلة.
قلب كفيه في حيرة قائلا كيف أعارضه إن أبي صلب الرأي لأقصى مدى لو أنك لا تعرفيه فأنت بالطبع ما زلت تذكرين صلابةحازم رحمه الله. إنها نقطة في بحر صلابة أبي. لا يوجد من يستطيع الوقوف أمام أوامر والدي في أي شأن مهما كان الشأن ومهما كان الشخص.
ابتسم في مرارة وهو ينهض ليقف أمام زجاج الشرفة قائلا أنا! لقد ورثت عن أمي كل شيء الشكل والمضمون يكفي أن تعرفي أنني لم أتخذ قرارا واحدا طيلة حياتي ليس عن ضعف مني ولكن لسيطرة والدي على حياتي منذ صغري لقد اختار لي الدراسة والكلية وحتى التخصص. ولا تظني أنحازم أفلت من هذه السيطرة لقد كان خاضعا لها هو الآخر. وبالطبع لا يخفى عليك أن زواجنا كان تحت ضغط شديد منه ولم أستطع الاعتراض كعادتي في الاستسلام.
وهكذا هتفت به كرامتها ولماذا لم تقل لا
استدار إليها قائلا في دهشة أقول لا! أقول لا لدخول أجمل ثلاثة ملائكة إلى حياتي! أي مچنون يفعل هذا
حاولت أن تضخ الثقة في صوتها وهي تقول الأولاد سيظلوا أبناء أخيك للأبد ولا تنس أن الزواج بالذات لابد وأن يقوم على اتفاق واقتناع وليس مجرد تنفيذ لرغبات الوالد مهما كان حبك واحترامك له.
مط شفتيه في حيرة قبل أن ينهض قائلا بارتباك لقد قلت في نهاية شجارنا الماضي جملة تحمل كل أبعاد المشكلة بالنسبة لي.
عقدت حاجبيها وهي تلتفت إلي حيث يقف قائلة أية جملة تقصد
أخذ نفسا عميقا كي يشجعه على الإجابة قائلا لقد قلت أنني أحب وأخشى أن أخون حبيبتي.
غاص قلبها بين ضلوعها وامتقع لونها وهي تسأله بصوت مرتجف وماذا تعني