السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع والعاشر بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

رأسه بكفيه وكأنه يسد أذنيه عن صوتها.
القول أتى من حميها العمدة فقد قال في غلظة الحقيقة هي أنك إن لم تعدلي عن أفعالك غير المسئولة تلك فسأزوجه من أجمل بنات مصر. أتفهمين
قالها ونهض مغادرا الشقة لينهي المناقشة بأوامره كالمعتاد.
وساد صمت مطبق للحظات قطعه صوتهالة المنفعل وهي تهتف بزوجها قائلة لماذا لم تعترف بل لماذا كذبت من الأساس أنا تمنعت عليك لماذا لم تخبره أنك قضيت ليلة زواجنا في الشرفة لماذا لم تخبره بأنك غيرت نوباتك في المستشفى لتقضي الليل بطوله هناك وتنام هنا فترة وجودي بالمدرسة لماذا لم تخبره بالحقيقة
وأخرجت غيظها في الحجاب الذي نزعته عن رأسها في حدة وألقته بعيدا قبل أن تسمح لدموعها بالانهمار على وجهها في سرعة.
وظلطارق على وضعه للحظات أخرى قبل أن يقول بصوت خفيض آسف ياهالة لقد حدث سوء تفاهم.
هتفت من بين دموعها قائلة سوء تفاهم! أبعد كل هذا تقول سوء تفاهم ألم يلحظ والدك أنك لا ترتدي دبلة في إصبعك ألم يلحظ أن زواجنا مقصور فقط على العائلة ولا يعلمه أي من أصدقائك أو زملائك
فتح فمه ليجيبها عندما بادرته قائلة وحتى لو أنني ابتعدت عنك فكيف تخبر والدك بأسرار زواجنا أمي نفسها والتي تقيم معنا تحت نفس السقف لا تدري شيئا عن هذا وأنت تخبر أبيك بالأكاذيب عني لماذا لم تخبره بأنك أنت بدأت بالابتعاد
هتف بها بارتباك قائلا هالة! أنا لم أخبره أيا مما قال.
ثم استدار يستنجد بأم زوجته قائلا صدقيني يا أمي أنا لست صغيرا إلى هذا الحد.
مسحتهالة دموعها في عصبية ونهضت قائلة صغيرا أو كبيرا لا فارق. يكفي أن تخبر أباك أنك مكره على هذا الزواج. ليس هذا فحسب فأفعالك هذه لا تصدر عن رجل مكره على الزواج فقط بل عن رجل يحب ويخشى أن يخون حبيبته.
اتسعت عيناه في دهشة وارتجفت شفتاه للحظات قبل أن يلتقط مفاتيح سيارته ويسرع مغادرا المنزل.
الدمعة العاشرة
10
فتحتهالة باب غرفتها في هدوء ودلفت إليها في خفة كي لا توقظطارق من نومه فقد عاد من عمله منذ بضع ساعات فقط ومن المؤكد أنه نائم الآن.
إلا أن حدسها خاڼها إذ كانطارق مستيقظا بالفعل أو بالأحرى لم ينم بعد رغم عينيه الناعستين وشعره المشعث وملابسه المتهدلة وجلوسه على طرف الفراش.
ولعلمها أنه لن يحادثها كما اعتاد منذ شجارهما الأخير فقد اتجهت مباشرة إلى الصوان وفتحته لتأخذ ما أتت من أجله. وعلى غير توقع جاءها صوته الهاديء يقول هالة أريد التحدث معك.
ورغم دهشتها العارمة فقد حافظت على جمود ملامحها وهي تستدير إليه قائلة في برود خيرا
تنهد في عمق وهو يرمقها بعينيه العسليتين قبل أن يقول بهدوء حازم مشيرا إلى الفراش اجلسي.
مطت شفتيها قبل أن تجلس متصلبة على طرف الفراش دون أن تنبس بحرف وعيناها تنظران في عكس اتجاه جلوسه.
وللحظة ظلطارق يراقبها في صمت وأصابعه تغوص بين خصلات شعره البني الناعم في حركة اعتادت عليهاهالة كلما كان زوجها مرتبكا.
وأخيرا تمالكطارق جأشه ثم تنحنح قائلا إننا لا نتحادث منذ أسبوع رغم أننا نعيش في نفس الشقة.
التفتت إليه قائلة ببرود وهل أنا السبب في ذلك أيضا
تنهد قائلا أنا لا أبحث عن السبب وأعتقد أنه يجب على كلانا أن يخرج ما بداخله كي تستمر الحياة كما قلت أنت من قبل.
تنهدت بدورها قائلة لقد أخرجت ما بداخلي بالفعل وأنت تعرفه جيدا المهم هو ما بداخلك أنت. أم أنك كتوم مثلحازم رحمه الله
هز رأسه قائلا ربما أكون كتوما إلى

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات