الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس والسادس بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

فتنحنحت قائلة في حرج أي من جانبي الفراش تفضل
استدار إليها في هدوء وهو ينقل بصره بين وجهها والفراش في بطء قبل أن يسألهاعلى أي جانب تنامين
مطت شفتيها قائلة الأيمن لكن لو...
قاطعها بإشارة من يده قائلا بلا مبالاة سأنام على الجانب الآخر إذا.
ثم تابع بنفس اللامبالاة قائلا يمكنك النوم الآن لو أردت فأنت ترهقين نفسك كثيرا في المدرسة والبيت وسأقف قليلا في الشرفة إذا لم يكن لديك مانع.
هزت كتفيها قائلة كلا ليس لدي أي مانع فقط تأكد من ثقل ملابسك فالجو يزداد برودة في المساء.
أومأ برأسه في صمت قبل أن يدلف إلى الشرفة ويغلقها خلفه تاركاهالة وحيدة في غرفتها التي ملأها الهواء البارد لحظة أن فتحطارق زجاج الشرفة.
قاومتهالة شعورها بالاختناق وجلست على طرف الفراش وقبضة باردة تعتصر قلبها لقد صدق حدسها لقد وافق مرغما مثلها تماما فقط كي يرضي أبيه وكي يعتني بأبناء أخيه.
وللحظة غالبها شعور صبياني بالضيق لأنها لم تخبره بسخرية أن شقيقه لم يضع جانبه على هذا الفراش فعضت على شفتيها في غيظ ثم ما لبثت أن هزت رأسها وتنهدت في عمق قبل أن تتمدد على فراشها وتتدثر بالغطاء متظاهرة بالنوم.
أماطارق فظل واقفا في الشرفة ېدخن السېجارة تلو الأخرى حتى شعر بشفتيه ترتجفان من البرد حول مبسم السېجارة الرابعة أو الخامسة فألقى نظرة سريعة على ساعة يده ليجدها تجاوزت الثانية صباحا.
كانت لسعة البرد شديدة وجسده بأكمله تقريبا يرتجف إلا أنه كان عاجزا عن تصور فكرة مبيته معهالة في غرفة واحدة ناهيك عن نفس الفراش.
إنه لم يعتد رفض أي أمر من أبيه وهو ما جعله يشعر دوما بالسلبية. حتى حينما حاول الاعتراض هذه المرة وقف لسانه عاجزا ولم يجرؤ على النطق وهذا ما عده والده موافقة ضمنية.
إنه يحب والده كثيرا ويدرك جيدا حالته الصحية والنفسية منذ ۏفاة ابنه البكر وأنه أصبح أمله الوحيد وأي خلاف ينشأ بينهما قد يودي بحياة الأب. وربما كان هذا هو السبب الرئيسي لعدم اعتراضه على الزواج منهالة. 
السبب الآخر هو أبناء أخيه الذين يعشقهم كم لو كانوا أبنائه من صلبه فهو يدرك مشاعرهم بافتقاد الأب هو نفسه عانى_وهو الرجل_ حينما ټوفيت أمه وهو طالب بكلية الطب.
ولكن كل هذا لا يبرر هجره لأحلامه في أن تكون له زوجة خاصة به وحده تعيش معه في بيته الذي جهزه بكل ما يحباه سويا.
هنا سيشعر بخيالحازم في كل ركن رغم ثقته بأن شقيقه لم يسكن الشقة يوما ولكن كل أرجاء الشقة تذكره بالراحل.
إنه لا يطمع في أن يحتل مكان شقيقه في منزله ولا أن يفرض نفسه على هالة ففي هذه النقطة بالذات يجب أن تكون له شخصيته المستقلة. 
كل ما يستطيع فعله هو أن يحتوي أبناء أخيه بحنانه و بإمكانه إبقاء هذا الزواج بشكل صوري يتيح له دخول المنزل دون إثارة الأقاويل وفي الوقت ذاته يرفع عنه وعنهالة الحرج.
تنهد عند هذا الحد وارتجافة جسده تتزايد فاستدار في بطء يراقبهالة من وراء الزجاج ليتأكد من استغراقها في النوم قبل أن يعود للغرفة في خفة ويغلق بابها خلفه في هدوء.
و كانت أطول ليلة في حياتيهما.
فقد ظلتهالة تتظاهر بالنوم حتى قرب آذان الفجر عندما غفت عيناها أخيرا.
أما هو فلم يحاول التظاهر بالنوم بل ظل جالسا يحدق في ظلام الغرفة ساندا رأسه إلى ظهر الفراش وذراعاه معقودان أمام صدره وبين الحين والأخر يراقب xxxxب ساعته التي بدت كسلحفاة تمشي الهوينى.
وأخيرا بزغ الضياء معلنا بدء يوم

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات