رواية دمعات قلب الفصل الخامس والسادس بقلم رباب فؤاد
أنت ماذا أنت لا تزالين مضطربة المشاعر وكما قلت بلسانك فاقدة للتركيز والتمييز...لكني أرى أن هذه الزيجة قد تكون التعويض الذي أرسله الله إليك بعد معاناتك مع حازم...معاناتك التي لم تخبري بها والدتك والتي لولا صداقتنا وجيرتنا ما عرفت بها...استخيري يا هالة وحينها سيرتاح قلبك.
لمعت عينا هالة فجأة وكأنها تذكرت شيئا فعاد العناد إلى صوتها وهي تقول وماذا عن معاش حازم رحمه الله إذا تزوجت فسيلغى نصيبي من المعاش و....
اعترضت بعناد جعلها تبدو أشبه بصغيرها هاني وهي تقول ولكني مصرة على أنني أستطيع العناية بأبنائي وحدي دون مساعدة خارجية.
بدا الحماس في عيني هالة وهي تنصت باهتمام إلى صديقتها التي قالت راهني نفسك قبل الذهاب إلى أي مصلحة حكومية لإنهاء أي شيء يتعلق بأبنائك والمجلس الحسبي فإذا استطعت إنهاء ما تريدينه دون مساعدة حميك أو طارق ارفضي الزيجة...أما إذا فشلت فلا يوجد أمامك سوى القبول بالزواج.
نفضت نهى كفيها قائلة بحزم هذا هو الحل الوحيد...استخيري ثم راهني نفسك ولن أفتح فمي أيا كان قرارك بعدها.
وكان إختبارا قاسېا.
الدمعة السادسة
6
ظلتهالة على موقفها الرافض للزواج بشكل عام ومن شقيق زوجها بصفة خاصة وبدا أنها ستنتصر وأن حضرة العمدة قد اقتنع بوجهة نظرها.
يومها تنقلت من مكتب إلى مكتب ومن طابق إلى طابق ومن موظف إلى موظف حتى أوشكت على الاڼهيار...
وحينها حينها فقط استسلمت وأخرجت هاتفها المحمول من حقيبتها لتتصل بطارق بصوت مخټنق تطلب منه المساعدة.
ولكن ظلت غصة ما ټخنقها كلما نظرت إليه ووجدته يتعامل بابتسامة واثقة مع الجميع وروح مرحة أجبرتهم على إنهاء ما يريده من أوراق في وقت قياسي.
غصة مبعثها شعورها بخسارة الرهان...رهانها مع نفسها ضد الجميع.
لم تستطع الإجابة وإن ازداد انهمار دموعها وازداد قلقه معها فتابع هالة لا توتري أعصابي...ماذا حدث هل ضايقك أحد الموظفين أدري أنهم يتعاملون ببرود ولكن....
قاطعته حينما وجدت صوتها أخيرا وقالت پانكسار يعكس شعورها بالهزيمة طارق...أنا موافقة على الزواج.
قالتها دون أن تنظر إلى عينيه ودون أن تستمع إلى ما قاله بعدها...
فما كانت تشعر به وقتها هو أنها وقعت للتو شهادة ۏفاة حريتها بعيدا عن أبناء الحاج حفني وأنها عادت بقدميها إلى هذه الأسرة.
وبعد مرور أول ذكرى سنوية لۏفاة زوجها عقدطارق قرانه عليها وانتقل ليقيم معها ومع أبنائها.
ولدهشتها فقد كانت سعادة الأولاد بوجود عمهم معهم لا توصف حتى أنهم وافقوا مرغمين على النوم بعد منتصف الليل كي لا يتركوه.
وحين تبعته إلى غرفتهما وجدته واقفا أمام الشرفة يحدق في هدوء ليل الشتاء صامتا