السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس والسادس بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

كالعادة...متعبة هذه البنت تنام ونحن يقظى وتستيقظ ونحن نستعد للنوم.
جلست نهى على الأريكة إلى جوار صديقتها وهي تضحك قائلة والله أنا راضية أن أظل طول الليل مستيقظة...المهم أنجب بنت...ربنا يهدي عمر ويوافق أن ننجب ثانية.
ضحكت هالة نفس الضحكة الباهتة ولم تعقب بينما تابعت نهى قائلة بارك الله لك فيها وأشقائها وألف سلامة لخالك.
ثم مالبثت الجدية أن غلفت صوتها وهي تسألها باهتمام والآن ما سر هذا الذبول إنها المرة الأولى التي أراك فيها هكذا حتى بعد ۏفاةحازم رحمه الله.
تنهدت هالة في ألم وأسبلت جفنيها قليلا قبل أن تفتحهما وتشير إلى هيثم قائلة هيثم حبيبي أحضر العصير من الثلاجة وخذ أخيك للداخل.
أطاعها ابنها البكر في هدوء بينما وقف المشاكس الصغير وعقد ذراعيه أمام صدره قائلا أريد أن أظل مع طنط نهى.
رمقته أمه بنظرة صارمة لا تتناسب وضعفها الحالي وهي تقول بحزم اذهب إلى غرفتك وحينما ننهي حديثنا سأسمح لك بالجلوس معها..هيا.
أطاعها الصغير بتبرم وخرج من الغرفة في الوقت الذي دخل فيه هيثم حاملا صينية أنيقة وعليها كوبين من العصير المثلج وضعها أمامها ثم خرج وأغلق الباب خلفه في هدوء ورصانة. حينها التفتت نهى إلى صديقتها قائلة ما شاء الله تبارك الله...لقد صار هيثم رجلا بتصرفاته رغم ملامحه الطفولية...لقد نضجت قبل الأوان يا صغيري.
تنهدت هالة ثانية وهي تهز رأسها قائلة كلنا تغيرنا يا نهى. أنا أيضا لم أعد كما كنت. لقد تغيرت حينما تزوجت حازم وتغيرت ثانية حينما توفى فجأة. وربما أتغير من جديد والمشكلة أنني لم أستسغ هذه التغيرات بعد.
ربتت نهى على كفها لتشجعها على الحديث قائلة هالة كفى تلاعبا بأعصابي...أخبريني ماذا حدث.
خللت هالة شعرها الأسود بأصابعها للحظات قبل أن تعتدل وتقدم العصير إلى صديقتها قائلة بلهجة محايدة حماي العزيز حضرة العمدة.
عقدت نهى حاجبيها قائلة بفضول ماذا به هل يضايقك
هزت هالة كتفيها قائلة لا أدري بم أصف ما يحدث...حماي العزيز يريدني أن أتزوج.
توقفت نهى عن شرب العصير الذي شعرت به ېخنقها فسعلت في قوة وهي تضع الكوب على الطاولة أمامها ثانية قائلة ماذا تتزوجي
هزت هالة رأسها في ألم قائلة نعم المهم أنه يريد مني أن أتزوج طارق شقيق حازم رحمه الله.
سألتها في حيرة أليس متزوجا
هزت هالة رأسها نفيا فتابعت نهى وهل يشبه أخيه
تنهدت هالة في عمق وهي تقول مختلف تماما قلبا وقالبا. مختلف في الشكل والطباع وكل شيء. ولكن ليس هذا ما يضايقني.
عقدت نهى حاجبيها ثانية في انتظار هالة التي تابعت قائلة بإحباط هل أصبحت حكرا على أبناء حضرة العمدة يتوفى الكبير فأتزوج الصغير
سألتها رفيقتها في حيرة وما مبرر حميك لهذا الزواج هل لا يزال يؤمن بالتقاليد الريفية القديمة
هزت هالة رأسها في صمت فتابعت نهى باهتمام وما هو موقف طارق
مطت هالة شفتيها قائلة برود وصمت مطبق...إنه لم يتحدث معي في شيء ولا أظنه يستطيع الوقوف في وجه والده.
عقدت نهى حاجبيها ثانية وهي تقول هل يعني هذا أنه مجبر على الزواج منك ألا يزال هناك آباء بهذه القوة وأبناء بهذا الاحترام
هتفت بها صديقتها في ضيق نهى لا أريد تحليلا...أريد الخروج من هذا المأزق..أنا لا أريد الزواج من طارق أو غيره. لقد انتهت حياتي پوفاة حازم رحمه الله ونذرت حياتي لأبنائنا. كما أنني لا أريد أن أظلم طارق بزيجة كهذه..إنه طبيب شاب ووسيم ويستحق من هي أفضل مني فلماذا أظلمه بزوجة مستهلكة وأم لثلاثة أطفال
شعرت نهى بقبضة باردة تعتصر قلبها مع وصف صديقتها لنفسها

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات