رواية دمعات قلب الفصل الخامس والسادس بقلم رباب فؤاد
كالعادة...متعبة هذه البنت تنام ونحن يقظى وتستيقظ ونحن نستعد للنوم.
جلست نهى على الأريكة إلى جوار صديقتها وهي تضحك قائلة والله أنا راضية أن أظل طول الليل مستيقظة...المهم أنجب بنت...ربنا يهدي عمر ويوافق أن ننجب ثانية.
ضحكت هالة نفس الضحكة الباهتة ولم تعقب بينما تابعت نهى قائلة بارك الله لك فيها وأشقائها وألف سلامة لخالك.
تنهدت هالة في ألم وأسبلت جفنيها قليلا قبل أن تفتحهما وتشير إلى هيثم قائلة هيثم حبيبي أحضر العصير من الثلاجة وخذ أخيك للداخل.
أطاعها ابنها البكر في هدوء بينما وقف المشاكس الصغير وعقد ذراعيه أمام صدره قائلا أريد أن أظل مع طنط نهى.
أطاعها الصغير بتبرم وخرج من الغرفة في الوقت الذي دخل فيه هيثم حاملا صينية أنيقة وعليها كوبين من العصير المثلج وضعها أمامها ثم خرج وأغلق الباب خلفه في هدوء ورصانة. حينها التفتت نهى إلى صديقتها قائلة ما شاء الله تبارك الله...لقد صار هيثم رجلا بتصرفاته رغم ملامحه الطفولية...لقد نضجت قبل الأوان يا صغيري.
ربتت نهى على كفها لتشجعها على الحديث قائلة هالة كفى تلاعبا بأعصابي...أخبريني ماذا حدث.
خللت هالة شعرها الأسود بأصابعها للحظات قبل أن تعتدل وتقدم العصير إلى صديقتها قائلة بلهجة محايدة حماي العزيز حضرة العمدة.
هزت هالة كتفيها قائلة لا أدري بم أصف ما يحدث...حماي العزيز يريدني أن أتزوج.
توقفت نهى عن شرب العصير الذي شعرت به ېخنقها فسعلت في قوة وهي تضع الكوب على الطاولة أمامها ثانية قائلة ماذا تتزوجي
هزت هالة رأسها في ألم قائلة نعم المهم أنه يريد مني أن أتزوج طارق شقيق حازم رحمه الله.
هزت هالة رأسها نفيا فتابعت نهى وهل يشبه أخيه
تنهدت هالة في عمق وهي تقول مختلف تماما قلبا وقالبا. مختلف في الشكل والطباع وكل شيء. ولكن ليس هذا ما يضايقني.
عقدت نهى حاجبيها ثانية في انتظار هالة التي تابعت قائلة بإحباط هل أصبحت حكرا على أبناء حضرة العمدة يتوفى الكبير فأتزوج الصغير
هزت هالة رأسها في صمت فتابعت نهى باهتمام وما هو موقف طارق
مطت هالة شفتيها قائلة برود وصمت مطبق...إنه لم يتحدث معي في شيء ولا أظنه يستطيع الوقوف في وجه والده.
عقدت نهى حاجبيها ثانية وهي تقول هل يعني هذا أنه مجبر على الزواج منك ألا يزال هناك آباء بهذه القوة وأبناء بهذا الاحترام
هتفت بها صديقتها في ضيق نهى لا أريد تحليلا...أريد الخروج من هذا المأزق..أنا لا أريد الزواج من طارق أو غيره. لقد انتهت حياتي پوفاة حازم رحمه الله ونذرت حياتي لأبنائنا. كما أنني لا أريد أن أظلم طارق بزيجة كهذه..إنه طبيب شاب ووسيم ويستحق من هي أفضل مني فلماذا أظلمه بزوجة مستهلكة وأم لثلاثة أطفال
شعرت نهى بقبضة باردة تعتصر قلبها مع وصف صديقتها لنفسها