السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس والسادس بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الدمعة الخامسة والسادسة
استجابت هالة لرنين الهاتف ورفعت سماعته ليبادرها صوت أنثوي تفتقده يهتف بمرح لقد عدنا.
لم تكد هالة تتعرف على صاحبة الصوت حتى هتفت كالغريق الذي ينتظر العون قائلة بلهفة نهى!! حمدا لله على سلامتكم..متى عدتم
أجابتها نهى بنفس المرح عدنا فجر اليوم...افتقدتك يا هالة كثيرا وأبنائي لم يتأقلموا بعد على سفر هيثم وهاني.

اختنق صوت هالة بالعبرات وهي تقول لصديقتها وأنا أيضا افتقدتك...بل إنني أحتاجك اليوم أكثر من أي وقت مضى يانهى.
تسلل القلق إلى صوت نهى وهي تسألها ماذا بك يا حبيبتي لقد كنت بخير حتى آخر اتصال بيننا منذ شهر تقريبا.
سالت دمعة متهورة على وجه هالة التي لم تحاول منعها وهي تقول پألم بخير لقد نسيت هذه الكلمة.
تصاعد القلق في صوت صديقتها الوحيدة وجارتها في الخليج طيلة عشر سنوات فسألتها بلهفة أريحي قلبي أولا...هل والدتك وأبنائك بخير
مسحت هالة دمعة أخرى حاولت اللحاق بسابقتها وهي تهز رأسها قائلة لا تخافي...كلنا بخير جسديا لكني أنا المنهكة نفسيا.
لم ترتح نهى لنبرة هالة ولا لكلماتها المټألمة فهتفت بها لقد أثرت فضولي...سأطلب من عمر زوجي أن يقلني إليك فورا فهي المرة الأولى التي أزورك فيها في مصر. هالة إياك أن ټؤذي نفسك.
ابتسمت هالة رغما عنها وهي تطمئن صديقتها وتنهي المكالمة قائلةلا تخافي...أنا يائسة ولكن ليس إلى هذا الحد. في انتظارك.
وبالفعل لم تكد تمر ساعة حتى كانت نهى تطرق باب صديقتها مرتدية عباءتها السوداء الفضفاضة التي اعتادت ارتدائها منذ سفرها إلى الخليج مع زوجها قبل اثنا عشر عاما.
كانت نهى أكبر عمرا من هالة بنحو عامين متوسطة القامة وملامحها الهادئة تشي بطيبة قلب وحنان لا حدود لهما وإن كانت عيناها اللامعتان تنمان دوما عن روح مرحة وخفة ظل تجعل من يعرفها لا ينساها بسهولة. زوجها عمر مهندس في نفس الشركة التي كان يعمل بها حازم وكان يقطن في الشقة المواجهة للعريسين حازم وهالة التي كانت بحاجة إلى صديقة جديدة وكانت نهى هي تلك الصديقة ونعم الصديقة التي وقفت إلى جوارها منذ بداية زواجها وحتى نهايته پوفاة حازم المفاجئة. حتى بعد عودة هالة إلى مصر قبل ستة أشهر لم تنقطع الصلة بينهما وظلتا على اتصال بين الحين والآخر و...
قطع هاني سيل ذكرياتها وهو يفتح الباب وېصرخ في سعادة طنط نهى...أين عبد الله وعبد الرحمن
انحنت نهى تحتضن الصغير بشوق فقد كانت تفتقد شقاوته وخفة ظله وقبلت رأسه قائلة لا يزالا نائمين...لقد أتيت اليوم وحدي ولكني سأحضر بهما في المرة القادمة إن شاء الله. أين أمك
أتاها صوت هالة المنهك وهي تقول بابتسامة باهتة ها أنذا...حمدا لله على سلامتك يا نهى.
التفتت نهى إلى صديقتها وراعها الشحوب على وجهها الذي طالما عرفته نضرا حتى ابتسامتها العذبة كانت شاحبة بشكل أثار قلقها وهي تحتضن صديقتها قائلة هالة ماذا ألم بك ماذا حدث
احتضنتها هالة بكل ما تبقى لديها من قوة قبل أن تصحبها إلى الداخل قائلة سأخبرك بكل شيء...تفضلي إلى الداخل أولا.
صحبتها في هدوء إلى غرفة الاستقبال الأنيقة بينما هرع هيثم هو الآخر ليعانق والدة أصدقائه في شوق بعد غياب ستة أشهر فقبلت رأسه قبل أن تداعب شعره الأسود الناعم قائلة في حنان ما شاء الله تبارك الله. لقد صرت رجلا يا هيثم..حماك الله يا ولدي.
ثم تلفتت حولها متسائلة أين والدتك يا هالة وأين هند لقد أوحشتني تلك المزعجة.
تنهدت هالة وهي تشير لصديقتها بالجلوس قائلة أمي تزور خالي...إنه يمر بوعكة خفيفة. أما هند فنائمة

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات