السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الثاني بقلم رباب فؤاد

موقع أيام نيوز

الدمعة الثانية
ساعدتهالة ابنها الصغير في ارتداء ملابسه وتأكدت من أناقته هو وشقيقه الأكبر قبل أن تصحبهما إلى الردهة حيث كان عمهما جالسا برفقة أمها والذي ما أن لمح اقترابهم حتى نهض وهو يسمع أرملة أخيه تقول بحرج آسفة لتعطيلك يا دكتورطارق. لولا مرضهند المفاجيء كنت أحضرتهما بنفسي إلى عمي و أخشى ما أخشاه هو أن يغضبا جدهما بألعابهما الشقية. 

ربتطارق على شعر الطفلين بحنان وهو يقول بابتسامة عذبة من رابع المستحيلات أن يغضب أبي من أبناءحازم رحمه الله كما أنهما ليسا بهذا القدر من الشقاوة كما تصفيهما.
همت بقول شيء ما عندما أسرع الصغيرهاني يقول أرأيت! عميطارق في صفنا وسيأخذنا إلى جدنا كل مرة.
ابتسمت وهي تلوح بإصبعها محذرة قائلة لا تعتمد على هذا كثيرا عمك سيصحبكما هذه المرة فقط وفيما بعد ستذهب مع أشقائك بصحبتي.
مط الصغير شفتيه بامتعاض قائلا هندكثيرة البكاء ليتها لا تحضر معنا أبدا كيلا تزعجنا.
عقدت حاجبيها وهي تهتف به ولد!
اختفىهاني ليحتمي خلف عمه الذي ابتسم قائلا دعك منه أعط لهند الدواء الذي أحضرته لك وستتحسن بإذن الله.
شكرته وهي تودعهم لدى الباب أشكرك يا دكتور سأنتظر عودتكم في الغد إن شاء الله.
ثم وجهت حديثها الحازم لابنيها قائلة هيثم اعتن بأخيك ولا تغضبا جدكما أو عمكما لأني سأعرف كل ما تفعلانه. 
أومأ الصبيان برأسيهما في أدب وهما يقبلان أمهما قبل أن ينصرفا برفقة عمهما.
وما أن أغلقتهالة الباب خلفهم حتى خلعت غطاء رأسها وهي تقول لأمهاالجو حار للغاية.
هزت أمها كتفيها قائلة إننا في منتصف أغسطس ومن الطبيعي أن ترتفع الحرارة هكذا.
اقتربتهالة من النافذة وهي تراقب ركوب ابنيها سيارة عمهما من خلف الستائر قائلة في قلق وهذا ما يقلقني سيلعب الأولاد في الشمس كعادتهم.
هونت أمها من قلقها بقولهالا تقلقي هكذا عمهما وجدهما لن يتركاهما دون رقابة.
ثم تابعت في اهتمام حنون قائلةأتعلمين لقد عوضهماطارق حنان الأب إنه حتى يبدو أكثر حنانا منحازم رحمه الله.
تنهدت في عمق وعيناها تتابعان ابتعاد سيارةطارق قبل أن تقول لأمهاحازم كان شبيها بأبيه في الشكل و الطباع أماطارق فيشبه والدته أكثر وقد ورث عنها حنانها.
هزت الأم رأسها قائلةإنه ابن حلال.
أسدلتهالة ستارة النافذة وهي تؤمن على كلام أمها قائلةإنه كذلك بالفعل ويستحق كل خير.