السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الاول بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

هدفها هو أن تسعد أمهاالتي طالما شقت من أجلها برؤيتها طالبة في الجامعة ثم معيدة ثم دكتورة جامعية...
هكذا كان حلمها.
وفي سنتها الأخيرة بكلية التربية أعلنتها ساكنة الشقة المواجهة لشقتهم بالخبر الذي تسعد لسماعه أي فتاه..لدي العريس المناسب لك يا هالة .
وتخضب وجه الفتاه يومها في شدة وفرت مع حيائها إلى غرفتها
ولكن ذلك لم يمنعها من أن تسمع والدتها تستفسر عن أخلاق العريس وعائلته وغيرها من تلك الأمور بل وسمعتها تحدد موعدا مع جارتها بعد أن أكدت لها هذه الأخيرة طيب أصله وأنه شاب تتمناه أي فتاه وختمت قولها بأنها لم تكن لتفرط فيه لو كان لديها ابنة وأن هالة هي ابنتها التي لم تنجبها.
وفي حضور خالها حضر العريس بصحبة والده العمدة المهيب الذي شملها بنظرة فاحصة أعادت إلى ذهنها جميع المشاهد السينمائية التي وصفت حزم وشدة العمدة رغم أن هيئة الرجل لم تكن تدل على مهنته 
فعدا طول قامته الواضح كان أنيقا في السترة الكاملة.. 
كان نموذج العمدة المعدل.. العمدة العصري ولا عجب في ذلك إذ كان يعمل محاميا قبل أن يرث المنصب عن والده.
وبلمحة سريعة للعريس أدركت هالة أنه نسخة مصغرة من والده..طول القامة الواضح ملامح الوجه لون العينين الأسود الذي ينافس سواد شعره حتى الوقار والحزم وهو ما جعل هالة تقول لنفسها حقا لكل أمريء من اسمه نصيب صدق من أسماه حازم
وبعد أن تبادلا الحديث قليلا وبعد أن أعملت هالة فكرها طويلا وترددت كثيرا وافقت أخيرا على الارتباط بحازم وقلبها ېتمزق لأنها ستترك أمها وحيدة إلا أن أمها أقنعتها بأنها ستقيم مع أخيها ولن تكون وحدها وأن ما يسعدها حقا هو رؤية ابنتها الوحيدة تعيش في سعادة.
وفي غضون أسبوعين تمت الخطبة وعادحازم إلى عمله في الخليج على أن يعود فيما بعد ليتزوجا.
ولكنه لم يعد 
لقد رفض رئيسه السماح له بالنزول فما كان منه إلا أن أرسل لوالده توكيلا عقد به على هالة... ألم أقل أنها مختلفة
وبدلا من أن ترتدي ثوب الزفاف وتجلس إلى جوار عريسها وسط الأهل والأحباب في حفل زفافها ارتدته وجلست على مقعد في الطائرة المتجهة إلى حيث زوجها وسط أناس لم ترهم من قبل.
وهكذا بدأت حياتها الجديدة في بلد لا تعرفه ولا تعرف أهله ولا عاداتهم.
صحيح أن حازم كان معها إلا أنه....
هل ستظلين واقفة هكذا ياهالة
انتبهت هالة لصوت أمها الهاديء فمسحت دموعها سريعا وهي تقول بصوت لم تفارقه الدموع هل نام الأولاد
تنهدت أمها في عمق قائلة نعم بعد جهد جهيد...إلا أنهم في انتظار قبلتك المعتادة.
هزت ابنتها رأسها في هدوء واتجهت ببطء إلى حجرة أبنائها لتقبلهم وعندما عادت جلست إلى جوار أمها على الأريكة وشردت ببصرها بعيدا إلا أن أمها بادرتها قائلة بحنان لابد وأن تتماسكي جيدا يا حبيبتي

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات