رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندي محمود
على سمير وهمس له بنظرة ممېتة وصوت مخيف
_لو عملت حركة إكده ولا إكده چوا وقولت مش عاوز اطلق أنت عارف زين هيحصل فيك إيه
أطلق سمير زفيرا حارا پغضب لكنه لم يبدى أي اعتراض وسار مع علي للداخل لكي يبدأ المأذون في إجراءات الطلاق وبعد وقت طويل بالداخل انتهت إجراءات الطلاق بعبارة سمير لخلود التي تفوه بها بالإجبار
شعرت بتلك اللحظة وكأن روحها التائهة استقرت أخيرا وهدأت فارتفعت بسمتها العريضة لثغرها متزامنة مع اخذها نفسا عميقا وإخراجه زفيرا متهملا براحة.
داخل منزل عمران الصاوي......
تحديدا بغرفة النوم كان عمران مازال نائما بعمق في فراشه وآسيا بجواره لكنها مستيقظة تستند بمرفقها على الوسادة وتضنع وجنتها فوق كف يدها متأملة وجهه وهو نائم تتمعنه بعينان ضائعة ووجه عابس يملأه الأسى والقهر كلما تستعيد في عقلها شريط ليلة الأمس ومعاملته القاسېة لها تدمع عيناها هو حتى لم يترك لها الفرصة لتعتذر منه ولتبدي عن ندمها وأسفها أسلوبه الجاف كان عقاپا اقسى من غضبه وصراخه بها.
_صباح الخير
رفع حاجبه اليسار بحيرة من أمرها ثم أخذ نفسا عميقا وهب جالسا يجيبها
_صباح النور
طالعته مطولا بلوعة للحظات ثم مالت عليه وهمست بعينان تفيضان عشقا
_احضرلك الحمام يامعلم
رمقها متعجبا من تحولها الغريب بين الأمس والآن يبدو أنها تسعى لهدف خبيث في عقلها كالعادة وتستخدم ضده أساليب استراتيجية ماكرة لتكسب رضاه عنها فإجابها بنظرة لئيمة ليثبت لها أنه يفهم جيدا ما تحاول فعله
هزت رأسها بالموافقة ثم استقامت واقفة من الفراش واتجهت إلى الخزانة تخرج له ملابسه النظيفة ثم تتجه بها للحمام وهو يراقبها بنظراته الثاقبة والقوية مازال محتفظ بجمود تعابيره وقسوته أمامها لكن فور دخولها الحمام ابتسم بحب على تصرفاتها التي رغم التوتر الذي بينهم إلا أنها اعجبته وراقت له وراح يميل بظهره للخلف يستند على ظهر الفراش واضعا كفيه خلف رأسه وقدمه فوق الأخرى ينتظر خروجها بعد انتهائها من تجهيز الحمام له.
_الحمام جاهز وأنا هروح أحضرلك الفطار لغاية ما تخلص حمامك
رأت نظراته الماكرة لها فاخجلتها واربكتها وبنفس الوقت احييت داخلها شعور الأمل بأن محاولتها ربما قد تكون نجحت في امتصاص غضبه قليلا ونالت إعجابه ورضاه تابعته بترقب وهو يستقيم من الفراش ثم يقترب من الحمام ومنها ويحدقها بتفحص من أعلى رأسها لآخر قدميها بقوة هامسا
اماءت له بالموافقة في ابتسامة ناعمة جعلته يدخل الحمام وهو يزفر مغلوبا ويضحك عليها.
دقائق طويلة مرت حتى خرج بعدما انتهى من حمامه الصباحي وكانت هي تقوم بكي جلبابه الصعيدي كما طلب منها بعدما انتهت من تحضير الفطار فجلس على الفراش واضعا المنشفة فوق كتفيه وقطرات المياه تتساقط من شعره المبلل عليها وبقى يراقبها في حركاتها الرقيقة وهي مرتدية ثوب ضيق وقصير بحاملات رفيعة ذاب من جمال منظرها الأنثوي المثير وظل هكذا يتأملها بهيام لا إراديا حتى وجدها تلتفت له برأسها ثم تتجه إليه وتلتقط المنشفة من فوق كتفيه وتبدأ في تجفيف شعره من المياه برقة هاتفة
ابعد يدها عنه بلطف ثم هتف بانزعاج
_آسيا كفاية متتصرفيش كأن مفيش حاچة حصلت
احتل معالمها العبوس الشديد واجابته پغضب وقهر
_عاوزني اعمل إيه يعني رغم الطريقة اللي بتعاملني بيها من امبارح أنا بحاول ارضيك واثبتلك ندمي على غلطي
صاح بها منفعلا بسخط
_ياريت بټندمي وتتعلمي من غلطك دي مش أول مرة تكذبي عليا لا وكمان بتكذبي في حاچة مينفعش فيها الكذب واحد جه على باب بيتي وحاول يتهچم عليكي وأنتي بتكذبي عليا
اطرقت رأسها أرضا معترفة بخطأها وقالت له معتذرة بصوت مبحوح وعينان لامعة بالعبرات
_عندك حق أنا غلطانة حقك عليا أنا آسفة صدقني دي آخر مرة اكذب عليك فيها
مسح على وجهه وهو يتأفف بعصبية شديدة ثم قال لها بصوت غليظ يوضح عدم رغبته في إكمال هذا الحديث
_روحي حطي الوكل على السفرة يا آسيا
لوت فمها بحزن واحترمت رغبته في عدم متابعة الحديث لململت شتات قلبها المنفطر واتجهت إلى الخارج لتبدأ في ملأ الصحون بالطعام.
داخل منزل مروان تحديدا بالصالة كان جالسا فوق الأريكة مبتسما بفرحة أن خلود تطلقت أخيرا أصبحت حرة ولكنها ستكون له قريبا ستنير حياته بوجوده فيها وتسعد قلبه بحبها الجميل ستكون زوجته وحبيبته وأم أولاده.
قطع شروده الهائم في محبوبته صوت طرق الباب فاستقام واقفا واتجه ليفتح فيقابل سمير أمامه وهو يبتسم له بغل ويقول مغتاظا
_أنا چيت اقولك أن اللي أنت عاوزه تم وطلقتها يابن العم
ابتسم مروان بنظرة شيطانية متذكرا حديثه مع سمير بصباح اليوم بعدما أخبرته خلود في الهاتف أن طلاقها سيتم اليوم وأنها تذهب الآن لمكتب المأذون فاجرى هو اتصالا بسمير الذي كان في تلك اللحظة في غرفته يرتدي ملابسه و علي ينتظره بالخارج لكي يأخذه للمأذون كان يفكر في طريقة يهرب بها من بين براثن علي وهؤلاء الثيران البشرية التي بصحبته لكن وصله اتصالا من مروان والذي كان محتوى حديثهم كالآتي.
هتف سمير في الهاتف مغتاظا پغضب
_أكيد أنت اللي مدبر كل ده ومش بعيد تكون أنت اللي مدبر ل علي الرچالة اللي معاه دي
ابتسم مروان وأجابه بثقة
_لا الحقيقة أنا كنت معرفش أي حاجة إلا من نص ساعة بظبط و علي شكله ناويلك على نية مش تمام ولو حاولت ترفض مش بعيد يخلي رچالته دي يعملوا معاك الواجب فعلا
سمير بإصرار ووعيد يحمل الشړ والحقد
_مرتي مش هطلقها يامروان ومش هسيبهالك ولو على چثتي
رد مروان بثبات وثقة تمام امتزجت بصوته الرجولي الأجش
_هتطلقها لو مش عايز الحكومة ومحدش يعرف أبدا باللي بتعمله حتى أبوك لو حاولت تعمل أي حركة غدر ومتطلقهاش اقسم بالله ياسمير هروح بالأدلة اللي معايا على القسم ووقتها هخليك تطلقها ڠصب عنك وأنت في السچن فطلقها بمزاجك وخد حريتك افضلك
انتظر مروان للحظات ليسمع رده ولكن كان السكون والصدمة الممتزجة بجموحه هما رده الوحيد على ما قاله فضحك مروان وقال ساخرا
_يلا اسيبك بقى عشان تلحق تجهز اصل اللي عرفته عن علي أنه غشيم وممكن يعمل فيك أي حاجة واحنا محتجاينك سليم لغاية ما تطلقها
عاد مروان للواقع بعدما انتهي من تذكره لهذا الحديث المشتعل بينهم ورد على عبارة سمير بابتسامة مستفزة
_مبروك ربنا خلصها منك
فجأة اختفت تعابير الڠضب والغيظ من على محياه وازاح مروان قليلا من الطريق ليتمكن من الدخول وهو يضحك ويقول بخبث
_لا أنا اللي ربنا خلصني منها أنا كنت مستحملها بقول أهو ست برضوا تقضي الغرض وتخدمني وكنت يشفي غليلي فيها من اللي عملته فيا
جز مروان على أسنانه بعصبية وهتف محذرا إياه بصوت متحشرج
_اطلع برا ياسمير متخلنيش ارتكب فيك چريمة
اكمل طريقه للداخل ببرود اعصاب مستفز وهو يبتسم حتى جلس على الأريكة بالصالة عاقدا قدما فوق الأخرى ونظر لمروان بشيطانية وهمس له في تصنع البراءة
_الصراحة يامروان رغم كل اللي بينا أنا بعزك قوي و بيني وبينك أنا مهنش