الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أذانهم انتبهت آسيا على صوت الطبيب وهو يطلب من عمران أن يحرك قدميه وعندما فعل سأله
_هاا إيه الأخبار مش حاسس بأي صعوبة وأنت بتحركها
هز عمران رأسه بالنفي وهو لا يفهم سبب اسألته الغريبة فاقترب الطبيب وكشف عن قدمه وطلب منه أن يحركها أمامه مجددا ليراقب بعينيه ثم اطلق تنهيدة وابتسامته الواسعة احتلت وجهه ثم نظر لكل من إخلاص وآسيا يرسل لهم إشارات بعيناه ليطمئنهم ويقول
_الحمدلله كدا أنت زي الفل بس هتفضل الليلة دي في المستشفى لغاية ما تتحسن شوية وبكرا الصبح ان شاء الله اقدر ترجع البيت
ردت وخلاص بفرحة غامرة بعدما أخذهم البشرى من الطبيب وقالت
_كتر ألف خيرك يادكتور متشكرين
ارسل لهم الطبيب ابتسامة عذبة ثم غادر الغرفة وتركهم فكان عمران يراقب تعابير وجه زوجته وأمه في بداية دخول الطبيب وأثناء خروجه كيف تحولت مئة وثمانون درجة مما أكد له أن هناك أمر في وضعه الصحي ويخفوه عنه خرج صوته الرجولي الغليظ وهو يسألهم
_الدكتور كان بيسألني الأسألة دي ليه هو شاكك في حاچة ولا إيه!
همت آسيا بأن تجيبه وهي مبتسمة تنوي الكذب عليه لكنه رمقها بنظرة مخيفة أثبت لها أنه لا يريد الكذب فأخذت نفسا عميقا وقالت مجبرة
_كان شاكك أن الړصاصة تكون أثرت على المشي عندك بس الحمدلله مفيش حاچة وقال قصادك أنك زي الفل
هز رأسه بتفهم والتزم الصمت دون أن يجيب بأي كلمة بينما آسيا فجلست على المقعد بجواره مجددا ومالت برأسها على كتفه وهي تبتسم وتمسك بيده أما إخلاص فتركتهم بعدما قالت أنها ستذهب لتخبر كل من بلال وبشار أنه استيقظ.

بتمام الساعة التاسعة مساءا داخل منزل مريم.....
استقامت من فراشها بعدما سمعت صوت رنين هاتفها الموضوع فوق طاولة المكياچ الخاصة بها التقطت الهاتف ونظرت في شاشته فقرأت اسم بشار لاحت على ثغرها ابتسامة مغرمة لكن سرعان ما رسمت الجدية على تعابيره واظهرتها في نبرة صوتها وهي تجيبه
_أيوة
بشار بصوت رجولي هادئ لكنه يحمل من الجدية ما يكفي لجعلها تصدق ما يقوله
_أنا واقف تحت عمارتكم ومش همشي من إهنه غير لما نتكلم 
فغرت شفتيها پصدمة واسرعت إلى الشرفة تنظر منها الأسفل فرأت بالفعل يقف بسيارته أمام بوابة البناية وينظر للأعلى إليها وهو يتحدث معها فقالت له بعدم استيعاب
_أنت بتعمل إيه هنا يابشار إيه الجنان ده بعدين إيه نتكلم دي مش فاهمة!
بشار بكل بساطة
_يعني انزلي عشان نتكلم عشر دقائق بظبط وبعدين اطلعي تاني
مريم برفض قاطع
_نعم لا طبعا انزل إيه قول اللي عايز تقوله في التلفون 
بشار برفض وجدية تامة
_اللي عاوز أقوله مينفعش في التلفون يامريم ومينفعش يتأخر لأنه ضروري لو سمحتي انزلي خلينا نتكلم
أطلقت زفيرا حارا بنفاذ صبر وقالت له
_انزل ازاي اقولهم إيه يعني في البيت!!
ابتسم بشار بكل بساطة وقال بنبرة محبة
_هي دي مشكلتك يعني خلاص اطلعلك أنا وأهو العشر دقايق تبقى عشرين وبالنسبالي احلى 
هتفت بسرعة في رفض وارتباك
_لا لا لا متطلعش أنا هقول لماما وانزلك بس عشر دقايق بظبط اوكي
بشار بمرح وغرام
_ اوكي ياحبيبتي
أنهت معه الاتصال وهي تتنهد بقلة حيلة ثم ارتدت ملابسها وتجهزت وخرجت لتخبر أمها وتأخذ أذنها لعشر دقائق فقط وعندما سمحت لها أطلقت تمهيدا حارة بارتياح وسعادة وبسرعة غادرت المنزل ونزلت له فوجدته يجلس بمقعده في السيارة ففهمت أن يريد التحدث معها داخل السيارة ليكونوا في وضع مريح أكثر اقتربت من السيارة وفتحت باب المقعد المقابل له وجلست بجواره ثم أغلقت الباب وقالت مغلوبة
_هااا إيه بقى الموضوع الضروري ده اللي مينفعش يتأخر
تمنعها بحب وإعجاب مطولا ثم رسم العبوس والأسف على ملامحه قبل أن يقول
_تعرفي أن أنا كنت في المستشفى وچاي من هناك!
اتسعت عيناها پصدمة وهتفت في فزع ولهفة عليه وهي تتفحص بنظرها جسده
_مستشفى إيه أنت كويس إيه اللي حصل!
ضحك بحب بعدما رأي لهفتها عليه وقال
_أنا كويس بس كنت مع واد عمي عمران 
عندما رأت ضحكته اغتاظت بشدة وقالت له
_أنت قاصد تشوف قلقي عليكي بقى ما تقول من الأول أنه ابن عمك
زم شفتيه بحزن متصنع وقال
_أنا حاليا كويس بس لو فضلتي بتعذبيني إكده كتير قلبي مش هيستحمل وهقعد مكان عمران في المستشفى
رمقته پغضب وقالت في ضيق
_إيه الكلام اللي بتقوله ده يابشار بعد الشړ
مال عليها بوجهه مبتسما بنظرة عاشقة وتحمل من المكر ما يناسب الوضع
_إيه خاېفة عليا قوي إكده ومتقدريش على بعدي
أطلقت زفيرا بنفاذ صبر وهي تبتسم بخجل ثم قالت له بصرامة مزيفة
_ممكن تقول عايزني في إيه طيب ولا امشي
هتف دون تردد أو تفكير ومرواغة
_عاوز اقولك أني عاوز اتچوزك واكلم أبوكي عشان نحدد الفرح
اطالت النظر في وجهه دون أن تجيبه لا تعرف سكوتها كان خجل أم دهشة أم ماذا لكن في تلك اللحظة انعقد لسانها وظلت تحدق بها ساكنة تحاول إيجاد الكلمات لتجيب عليه حتى حاربت توترها وخجلها وقالت بالرفض البسيط
_لا تحدد فرح إيه بعدين أنت نسيت أني قولتلك هديك فرصة لغاية ما أتأكد من حبك ليا هو أنت لحقت تثبتلي حاجة 
مال عليها وهتف برجاء ولوعة
_حرام عليكي يامريم كل ده ولساتك متأكدتيش من حبي ليكي أنا تعبت ومعدتش قادر استحمل بعدك عاوزك تبقي چاري وحلالي ومرتي.. كفاية لغاية إكده ابوس يدك
سكت للحظات يراقب تعابير وجهها التي بدا عليها أنها لانت وستوافق بعد ما قاله فتابع مازحا وهو يضحك
_ ولو على الأثبات ياست البنات هكتبلك وصلات أمانة عليا عشان لو عملت أي حاچة ضايقتك بعد الچواز ولا حسيتي أني مستحقش الفرصة اللي ادتهاني ټنتقمي مني وتحبسيني بالوصلات إيه رأيك في الفكرة دي 
هزت رأسها بالموافقة وهي تريد فكرته وسط ضحكها
_حلوة الفكرة دي
بشار بعين تلمع بالفرحة والأمل
_افهم من إكده أنك موافقة خلاص ونتوكل على الله 
مريم بتردد وابتسامة متدللة
_لا اديني فرصة افكر وارد عليك
دس يده في جيب بنطاله وأخرج خاتم خطبتهم الذي اعطته له يوم قررت الانفصال عنه والتقط يدها وراح يلبسها إياه وهو يقول بلهفة
_لا مفيش تفكير أنا هكلم الحچ الليلة وبكرا نبقى نتفق على كل حاچة
نظرت للخاتم الذي يزين إصبعها وهي تبتسم بخجل فسمعته يهمس بصوت دافيء ومغرم
_قولتلك هلبسهولك بنفسي تاني وأهو نفذت وعدي
طالعته بعين ممتلئة بمشاعر العشق والفرحة ومن فرط خجلها فتحت باب السيارة تنوي المغادرة فورا لكنه أوقفها بعبارته اللئيمة
_رايحة وين حتى اجبري خاطر چوزك المستقبلي بكلمة حلوة
رمقته بطرف عينها مبتسمة بدلع وقالت في ثقة
_أنت قولت بنفسك جوزي المستقبلي لما تبقى جوزي رسمي أن شاء الله وقتها ابقى أجبر بخاطرك
رفع حاجبه مندهشا من ردها الذي نال إعجابه وهو يضحك ثم راقبها بنظراته وتدخل البناية مجددا ويهمس
_وماله حقك تتدلعي عليا

عودة للمستشفى... كانت آسيا تقف خارج الغرفة مع بلال الذي يتحدث ويخبرها بأنه يبحث عن الذي أطلق النيران على أخيه فقالت له بخفوت
_أنا عارفة مكانهم
ضيق بلال عيناه بدهشة وقال
_عارفة مكانهم كيف 
ازدردت آسيا ريقها بتوتر بسيط من ردة فعله وقالت في هدوء
_اتكلمت مع صالح اللي شغال مع عمران الصبح وقولتله يدور عليهم ووصفتله الموتسيكل اللي كانوا راكبينه وهو كلمني من حوالي ساعة وقالي أنهم مسكوهم

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات