رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندي محمود
بعين متسعة أما غزل التي انتبهت لزوجة عمها انتفضت مبتعدة عنه بسرعة بفزع وراحت ټدفن رأسها أرضا من الخجل ضيق علي عينيه بتعجب والټفت خلفه ليري أمه وهي تقف عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وترمقهم بحدة اعتدل في وقفته وتنحنح بإحراج بسيط وهو يبتسم ويقول محاولا تبرير الوضع الذي رأتهم فيه
_متبصليش إكده ياست الكل أنا كنت بس بكلمها وبقترح عليها تلبس الحچاب عشان مش عاچبني تفضل إكده بشعرها.. صح ولا لا
_لا محصلش ياطنط هو كان اااا....
حدقها علي مغتاظا وبتوعد ثم قطع كلامها في منتصف ونظر لأمه يقول بنفاذ صبر وڠضب
_أه محصلش وبصراحة إكده لو موافقتش أنها تتچوزني محدش يلومني بعدين عشان أنا خلاص تعبت اتكلمي عاد معاها واقنعيها بأي طريقة قبل ما اكتب عليها ڠصب عنها
على الجانب الآخر في المنزل خرجت خلود من غرفتها بخطوات مترددة ومتوترة وهي في طريقها لغرفة جدها منذ الحاډثة الأخير وتأكدها من أن مروان تخلي عنها دون أن يمنحها فرصة للدفاع عن نفسها حتى أو يكلف نفسه عناة سماعها اختار الطريق الأفضل وهو الهروب من مواجهة الواقع وتركها وغادر.
رغم الألم الذي يجتاح صدرها كلما تتذكر حبها له وتخليه عنها بكل سهولة إلا أن ذلك يمنحها القوة والإصرار على مواصلة حياتها وتحقيق ذاتها دون الحاجة لأي أحد وبالأخص الرجال.
أغلقت الباب كما أمرها وتقدمت نحوه ثم جلست على الأريكة المجاورة لمقعده ونظرت في الأرض بقلق ويديها تفركم ببعضهم ليقول حمزة لها بقسۏة
_إيه هتقعدي ساكتة من غير نفس إكده إيه اللي چايبك!
لمعت عين خلود بالعبرات ثم رفعت رأسها والقت نظرة سريعة على جدها بعيناها الغارقة بالدموع ويملأها الندم وللحظة كانت تجلس على الأرض أسفل قدميه وتلتقط كفه تقبله وتردد وسط بكائها وصوتها المبحوح
طالعها حمزة مطولا وهي تقبل يده ودموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها وبكائها يزداد من شدة ندمها وحزنها أطلق تنهيدة حارة ثم جذب كفه من قبضتها ببطء وقال لها في قوة
_حطيتي راس ناسك وعيلتك في الطين عشان و ميستهلش حاچة ومحدش فينا بقى عنده ثقة فيكي ودلوك بتقولي سامحوني
رفعت رأسها له ونظرت إليه پانكسار تترجاه وتقول
_انت بتقولي دايما يابتي وبتك غلطت ياچدي وندمت وعرفت غلطها ومن إهنه ورايح مش هتطلع عن طوعكم تاني واصل مش حد مبيغلطش
حدقها حمزة بحدة وهتف
_وغلط عن غلط يفرق سامحناكي في اللي عملتيه في بت عمك لكن عملتك كانت أكبر
قالت بصوت مبحوح وعين تلمع بوميض الأمل
_حتى آسيا سامحتني لما حست أني صح ندمت أنت بس قولي عاوزني اعمل إيه وأنا من يدك دي يدك دي ليدك دي أنت و علي واللي هتقولولي عليه هنفذه وادوني فرصة اثبتلكم أني ندمت صح واقولك على حاچة تاني كمان من إهنه ورايح مش هخبي عليك أي حاچة ياچدي أقل حاچة تحصل معايا هتكون أنت أول من يعرف
طالت نظراته في عينها النادمة والغارقة بالدموع فلان قلبه لها قليلا لكنه أيضا أجابها بحزم
_طيب روحي ياخلود دلوك ونبقى نشوف بعدين هتبقي عند كلامك صح وهتنفذي اللي عاوزينه ومش هتخبي عننا حاچة ولا لا
لمعت عيناها بوميض الفرح بعدما استشعرت من كلامه أنها نجحت في الحصول على رضاه وبدأ قلبه يلين وسيسامحها فانشق وجهها بابتسامة واسعة وهبت واقفة فورا ثم انحنت على رأسه تقبلها وتقول
_متقلقش مش هخيب ثقتكم فيا تاني واصل ياچدي
رمقها بطرف عينه في ابتسامة جانبيه تكاد لا ترى لكنها لاحظتها فطالعته بسعادة ثم استأذنت منه وغادرت الغرفة وهي في قمة سعادتها فقد أتمت أول مهمة وتبقت لها المهمة الأصعب وهي إرضاء علي .
داخل المستشفى تحديدا بالغرفة التي خصصها له الطبيب ليمكث فيها فترة علاجه إلى حين خروجه من المستشفى كانت آسيا تجلس بجوار فراشه تماما تتأمله بعينان حزينة وتحتضن كفه بين يديها وعلى أحد المقاعد البعيدة نسبيا عن فراشه كانت تجلس إخلاص أيضا وهم الاثنين في انتظاره استيقاظه.
لمعت عين آسيا بلهفة عندما رأته بدأ بفتح عينيه ببطء واصابعه تحركت فنظرت له بترقب وفرحة وكانت هي أول من تلتقطها عيناه حيث ابتسم لها بتعب وهمس
_غزال!
تلألأت عيناها بالعبرات وهبت واقفة ثم ارتمت عليه تعانقه بقوة وهي تبكي وتقول له
_الحمدلله أنك قومت بالسلامة أنا كنت هعمل إيه من غيرك ياعمران أنا وسليم
رفع يده ببطء ومسح على ظهرها بحنو وهو مبتسم فلا يستطيع التحدث كثيرا أما إخلاص فكانت تقف بجواره رأسه وهي تضحك بفرحة وعينان لامعة وفور ابتعاد آسيا عنه مالت هي عليه وضمته وقبلت رأسه هاتفة
_حمدلله على سلامتك ياولدي ربنا ردك لينا سالم الحمدلله
أجاب أمه بخفوت ولطف
_الحمدلله ياما أنا زين متقلقيش عليا
ثم نظر لآسيا وسألها باهتمام
_سليم وين
_ مع أمي في بيتنا
ظهر القلق على محياه وقال بضيق وحزم بسيط
_وليه متخلهوش چارنا إهنه!!
مسحت آسيا على شعره بحنو بعدما فهمت سبب قلقه وانفعاله وقالت له بهدوء تام
_متقلقش ياحبيبي البيت هناك مليان وچدي وعلي قاعدين وأمي بتراعيله مفيش حد يقدر يقرب من بيتنا وأنا مش هينفع أخليه معايا في المستشفى إهنه أخاف عليه احسن يتعب
رتبت إخلاص على كتف ابنها بدفء وهمست له مبتسمة
_اطمن ولدك زي الفل وفي أمان اهدي أنت بس عشان تتحسن بسرعة وتطلع من إهنه
أطلق تمهيدة حارة بحنق بعد كلامهم الذي امتص غضبه قليلا وهدأ من روعه بتلك اللحظة دخل الطبيب لكي يجري فحصه عليه وفور رؤيته له قال مبتسما
_حمدلله على السلامة طالما فوقت بالسرعة دي تبقى زي الفل أكيد
اكتفى عمران بابتسامته الصافية بينما الطبيب فاقترب وبدأ يجري فحصه عليه ونظرات كل من آسيا وإخلاص مرتعدة فمزالت كلمات الطبيب حول احتمالية حصول شلل تتردد في