السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والثلاثون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

جلست على أقرب مقعد ونظرت لابنها الذي فتح عيناه مؤخرا وهمست له بصوت مبحوح
_أبوك هيبقى زي الفل وهيرچعلنا ياسليم أنا عارفاه زين مش بيستسلم 

بمكان آخر داخل منزل بلال الصاوي......
كان نائم في فراشه عاري الصدر ويرتدي بنطال أبيض قطني تململ في نومته عندما ازعجته آشعة الشمس التي ټضرب عينيه ثم فتح جزء من عيناه وهو يتأفف ويقول بضيق يوجه حديثه إلى حور
_فاتحة الشباك ده ليه! 
لم يجد رد منها ففتح عيناه كاملة وراح يتلفت في الغرفة بحثا عنها لم يجدها معه ضيق عيناه باستغراب ثم رفع يده يمسح على وجهه ويفرك عيناه من أثر النوم واعتدل جالسا لينهض من الفراش ويتجه إلى الحمام ليغسل وجهه ثم خرج بعد خمس دقائق تقريبا وغادر الغرفة ظنا منه أنه سيجدها بالمطبخ لكنه سمع صوت التلفاز بالصالة فرفع حاجبه مندهشا واتجه إليها في خطواته المتريثة ثم وقف خلفها وألقي نظره على شاشة التلفاز التي تعرض فيلما كوميديا وهي تشاهده ثم نظر لها مبتسما بخبث ومال عليها من الخلف بعدما استند بكفيه على ظهر الأريكة من الجانبين وقال لها فجأة بصوت خشن
_في واحدة تسيب چوزها نايم ليلة الصباحية وتقعد تتفرچ على التلفزيون!! 
أطلقت صړخة مڤزوعة ممتزجة بنفضتها من مكانها والتفاتها إليه ثم هتفت له بانزعاج
_إيه يابلال حرام عليكي خضتني! 
رفع حاجبه ثم التف حول الأريكة ليجلس بجوارها ويسألها بحزم مزيف
_المفروض تصحيني يا إما تفضلي نايمة چاري!
اشاحت بوجهها بعيدا عنه وثبتته على التلفاز ثم قالت في خجل شديد وابتسامة مٹيرة
_لا الصراحة أنا مقدرتش اصحيك مكسوفة منك أصلا
تلاشى ذلك الحزم المزيف وحل محله الابتسامة اللعوب وهو يرفع حاجبه له ثم اقترب منها حتى التصق بها وهمس لها في جرأة
_ليه ده أنا كنت مؤدب امبارح حتى لما اااا.......
كتمت على فمه بكفها بسرعة وتلونت وجنتيها باللون الاحمر من شدة استحيائها وتوسلته
_ابوس ايدك متقولش حاجة تاني كفاية اللي سمعته امبارح
قهقه عاليا بتلذذ ثم غمز لها بخبث يسألها
_سمعتي إيه فكريني عشان أنا مش فاكر
مالت بوجهها للجهة الأخرى وهي تبتسم بخجل وتقول مغلوبة منه
_وبعدين بقى.. أنا هقوم احضر الفطار احسن عشان نفطر 
قبض على ذراعها واجلسها بجواره عنوة ثم جذبها إليه وهو يلف ذراعه حول خصرها وظهرها بإحكام ويقول باستمتاع
_فطار إيه دلوك مش وقته أنا في قدامي قطعة بسبوبة مغرية مقدرش اهملها 
مالت برأسها للخلف عندما وجدته يميل عليها فرأته يرمقها بغيظ وحدة عندما ابتعدت وانطلقت منها الضحكات الأنثوية فلانت تعبابيره المنزعجة فورا على أثر ضحكاتها وانقض عليها وسط ضحكهم يعيشون لحظاتهم الرومانسية وبجوارهم هاتف بلال يستمر في الرنين دون توقف وهو يتجاهله لكن حور ابعدته عنها وقالت له بجدية
_شوف مين يابلال ليكون في حاجة مهمة
ابتعد عنها وهو يتأفف بنفاذ صبر ثم اعتدل جالسا والتقط هاتفه يجيب على بشار بغيظ
_هو محدش قالك أني عريس في ليلة صباحيته ولا إيه يا ابن العم 
رد عليه بشار بصوت صلب وعابس
_أخوك في المستشفى
اتسعت عين بلال پصدمة وهتف بعدم استيعاب
_مستشفى!! .. حصل إيه! 
بشار بصوت غليظ
_حد كان مستقصده وعاوز يأذيه وأجر شوية عيال ضربوا عليه ڼار.. هو طلع من العمليات دلوقتي وكويس الحمدلله ولما تاچي هبقى افهمك الباقي
وثب بلال واقفا بقلق وقال بصوته الرجولي
_طيب انا چاي دلوك مسافة السكة وأكون عندكم
انهي معه الاتصال واندفع لداخل غرفته مسرعا لكي يرتدي ملابسه ويذهب يطمئن على أخيه هرولت خلفه حور تسأله پخوف
_في إيه يابلال مين في المستشفى 
رد عليها بإيجاز وهو يشرع في ارتداء ملابسه
_عمران في حد ضړب عليه ڼار 
شهقت بهلع ووضعت كفها على فمها من أثر الصدمة ثم جلست على الفراش وراقبته وهو يرتدي ملابسه حتى انتهي وقبل أن يغادر الغرفة قالت له باهتمام
_اتصل وطمني يابلال متنساش 
هز رأسه له بالموافقة وهو في سيره للخارج دون أن ينظر لها من فرط تعجله وتلهفه عليه أخيه...

داخل منزل خليل صفوان.....
كان علي في طريقه لباب المنزل بعد نزوله من الدرج ينوي الذهاب للعمل لكنه توقف أثناء مروره بجوار المطبخ وسمع صوت غزل وهي تتحدث بالهاتف رفع حاجبه وحاول سماع حديثها فقاده فضوله للاقتراب من المطبخ اكثر ليتمكن من سماعها بوضوح أكثر حتى وقف خلف الباب بضبط متواريا عن انظارها وأخذ يستمع إلى حديثها الذي كان مع إحدى صديقاتها وكانت تتحدث معها بالعربية وتقول بطريقتها الناعمة في الحديث وهي تتنهد بقلة حيلة وضيق
_اوكي يا لين انا فاهمة اللي أنتي بتقوليه بس الموضوع صعب عليا أنا عمري ما اتوقعت أني اوافق على حاجة زي كدا الموضوع ده بيقولوا عليه إيه في مصر !!... أه جواز صالونات
توقفت عن الكلام وانقطع صوتها للثواني حتى عادت تتحدث مجددا تجيب على صديقتها التي يبدو أنها سألتها سؤال مثير واصابت الهدف بذلك السؤال
_تمام أنا مش هكدب عليكي واقولك اني مش حاسة ب any feelings ناحيته بل بالعكس أنا بدأت أحس بمشاعر غريبة ورغم اني دايما بصده بس بفرح بوجوده جمبي لكن رغم كل ده still أنا قلقانة وخاېفة اخد الخطوة دي واندم وتكون مشاعري دي زائفة وملهاش أي معني وتروح بعدين واحنا منعرفش نتفق مع بعض بعد marriage
كان يستمع لتلك الكلمات من الخارج وابتسامته تشق وجهه إلى أذنيه من فرط السعادة وقلبه يرفرف فرحا وأصبحت تعابيره مشرقة وتهللت اساريره ثم انتظر حتى انتهت من مكالمتها مع صديقتها وتقدم بخطواته المتريثة من خلفها مزينا وجهه بابتسامة خبيثة حتى وقف بجوارها مباشرة وهي تقف تقطع الخيار على الرخام فمد يده والتقط قطعة خيار صغيرة والقاها في فمه باستمتاع ثم همس لها وهو يغمز بنظرة مريبة
_كنتي بتكلمي مين ياغندورة 
رغم أن ظهوره المفاجئ افزعها قليلا لكنها تصنعت الثبات أمامه وافادت النظر في عينيه المربكة وقالت ببرود
_عايز تعرف ليه! 
مد أنامله لطبق الخيار يلتقط آخر قطعة قطعتها للتو والقاها في فمه وهو يجيب بمتعة ونظرة مفعمة بالحماس والرغبة
_فضول.. حابب اعرف كنت بتكلمي مين مش يمكن تكوني كنتي بتچيبي في سيرتي وأنا معرفش
طالعته لثواني بنظرات مرتبكة وهي تفكر هل سمع حديثها ثم نظرت لصحن الخيار وانزعجت من أكله له فقالت بضيق وتوتر ملحوظ
_وأنا اجيب سيرتك ليه أنا كنت بكلم صحبتي أي اللي يخلينا نتكلم عنك!!!
رفع حاجبه وهو يلاحظة اضطرابها الشديد منه وعلى ثغره ابتسامته الماكرة ثم أجاب بتصنع البراءة
_يعني مثلا مخدتيش رأيها في چوزانا!
تسارعت نبضات قلبها وأصبحت شبه متأكدة أنه سمع حديثها فقالت له بغيظ تحاول الفرار من محاصرته لها واسألته المتكررة
_وبعدين يا علي بقى ابعد عني ثم أن إيه جوازنا دي هو أنا وافقت مثلا
اقترب منها أكثر ثم رفع أنامله لشعرها يعبث في خصلاتها كعادته بكل حنو وهو يطالعها بلوعة ويقول بصوت رجولي أصابها في الصميم
_هتوافقي لأني مش هسيبك ياحبيبتي هتچوزك يعني هتچوزك
ارتخت عضلات جسدها وڠرقت بنظرته الساحرة فأصبحت كالمغيبة وهي تتأمله حتى لمساته الدافئة لشعرها زادت من استسلامها له ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث دخلت إنصاف المطبخ فجأة وفور رؤيتها لهم وهم بهذا الوضع العاطفي تسمرت بأرضها ورمقتهم

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات