رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون والاخير بقلم ندي محمود
مني ليه ياحبيبتي هو أنا هعلقلك حبل المشنقة بعد الچواز ده بالعكس هتشوفي الدلع كله مني وبعدين ده كتب كتاب بس لكن الفرح لسا براحتك وقت ما تحبي وتكوني چاهزة نبقى نعمله ونتعرف على بعض إيه وخطوبة إيه هو احنا غرب عن بعض يعني أنتي متعرفنيش!
ارتبكت بشدة من لمساته الساحرة وهمست له بصوت ذائب وخاڤت لتطلب منه أن يبتعد عنها
قاطعها واسترسل هو كلامه بهيام وعشق تلمعان بهم عينيه
_وبيني وبينك إكده أنا مش هقدر اتحمل نفضل الفترة دي كلها في خطوبة يرضيكي اللي بنعملوه ده عشان محدش يشوفنا لكن نكتب الكتاب هتبقى مرتي وناخد راحتنا لغاية الفرح
تسارعت نبضات قلبها بشدة وللحظة شعرت نفسها ستسقط بين ذراعيه من فرط الخجل فستحمعت ما تبقى منها من ثبات وابعدت أنامله عن شعرها وقالت باعتراض بسيط وتوتر
علي مبتسما بثقة ونبرة رجولية
_إكده بتغلطي في چوزك هو احنا منعرفش في الأصول ولا إيه انتي فكرك أني طلبت يدك للچواز وابوكي معارفش يعني!!.. احنا اول حاچة عملناها أنا وچدك أخدنا رأي أبوكي وهو وافق وكلمته على كتب الكتاب وبرضوا مرفضش وقالي أخد رأيك لو وافقتي هو مستعد يركب في طيارة الصبح ويچيلك عشان يحضر چواز بته
_بجد بابا هينزل مصر
علي بجدية
_طبعا لازم ينزل ده فرح بته المهم بس دلوك أنتي قولتي إيه
التزمت الصمت وهي تفكر بتردد فتقدم هو نحوها بخطوات متريثة كالأسد ونظرات لعوب فتقهقهرت هي للخلف خوفا منه ورفعت سبابتها في وجهه تحذره بابتسامة مرتبكة
_خليك بعيد متقربش وإلا هصوت
زم شفتيه بعدم مبالاة وقال ضاحكا بخبث
وجدته مازال يقترب فصاحت بغيظ منه واستسلام وسط ضحكها
_خلاص يا علي موافقة اقف عندك بقى ومتقربش تاني
توقف بأرضه بعد تلك العبارة وهو يبتسم بنصر ثم غمز لها بخبث وقال متغزلا بها
_طالما موافقة يبقى منقربش ونستحمل لغاية بكرا ونقرب براحتنا ياعروسة جهزي نفسك المأذون هيچي بكرا بليل
_قليل الأدب صحيح
بعد مرور ساعة تقريبا داخل غرفة علي كان ممدا فوق الفراش ويضع كفيه خلف رأسه مستندا على ظهر الفراش وهو مبتسم بفرحة ويفكر في تلك الجميلة التي استحوذت على قلبه في فترة قصيرة رغم كل محاولاته وانكاره حقيقة أنه لا يحبها لكن في النهاية استسلم لمشاعره الملتهبة والآن لا يفصله عن الزواج منها سوى ساعات وستبقى زوجته وله وحده لا يطيق الأنتظار إلى تلك اللحظة التي سيأخذها بين ذراعيه أي شيء.
_ممكن ادخل يا علي
تلاشت ابتسامته تدريجيا حتى اختفت تماما ثم اعتدل جالسا. فوق الفراش وأشار لها بعيناه أن تدخل ففعلت وأغلقت الباب خلفها ثم تقدمت نحوه بخطوات متعثرة حتى وصلت إليه وجلست أمامه على الفراش وهي تطرق رأسها أرضا من الندم ثواني معدودة حتى خرج صوتها الخاڤت
_أنا آسفة يا خوي سامحني
ابتسم ساخرا وقال بنظرة خزي وضيق
_على إيه ولا إيه ياخلود!!
لمعت عيناها بالدموع وقالت في صوت مقهور
_على غلطي كله وبالأخص على آخر حاچة عملتها لما روحتله من وراك صدقني مكنش في نيتي حاچة غير أني احكيله الحقيقة وافهمه ڠصب عني روحت بسبب مشاعري بس لو كنت اعرف أن اتخلى عني وهملني من غير ما يسمع مني حتى مكنتش فكرت فيه ولا اهتميت ندمانة على ثقتي فيه أنه مستحيل يهملني وندمانة اكتر أني كسرت كلمتك وزعلتك مني تاني بسببه
انهمرت الدموع پانكسار وقوة وهي تتوسله في ضعف
_سامحني يا علي الشيطان ضحك عليا وڠصب عني عملت كل ده لو رجع بيا الزمن كنت قټلت نفسي قبل ما اعمل فيكم وفي روحي إكده كنت جاهلة وغبية ياخوي واكتشفت أني غبية اكتر لما فكرت أن مروان ممكن يحبني صح ويقبلني بعد اللي عملته أنا اكتشفت أني مليش غيرك أنتي وأمي وچدي ومن إهنه ورايح مش هخرج عن طوعكم واصل واللي تقولي عليه هنفذه وهتشوف خلود جديدة ومختلفة
بقت ذراعيه معلقة في الهواء مترددا هل يضمها أن يبعدها عنه رغم أن دموعها وبكائها أصاب قلبه وأشفق عليها إلا أنه لا يستطيع نسيان فعلتها لكنها استمرت في البكاء بشدة وهي تترجاه أن يسامحها حتى استسلم لحبه الأخوي لها ولف ذراعه حول ظهرها يطبطب عليها بحنو ثم أبعدها عنه وقال بهدوء
_خلاص ياخلود بزيادة بكا
سألته بعينان عاجزة وممتلئة بالأسى
_يعني سامحتني
تنهد علي الصعداء ثم أجابها بنبرة رزينة ونظرة حكيمة
_أنا مصدق ندمك وأنك عرفتي غلطك وندمانة وده حاچة زينة قوي بنسبالي اعتبريني سامحتك مقدما لغاية ما أتأكد أنك صح مش هتعملي أي حاچة من ورايا تاني وهتنفذي كلامي ومش هتكسري كلمتي
تهللت اساريرها ولمعت عيناها والإبتسامة شقت طريقها باتساع وسط دموعها من فرط الفرحة وراحت ترتمي عليه مجددا تعانقه وهي تشكره بحب أخوي صادق ثم ابتعدت عنه وقالت بنظرة كلها ثقة ووعيد
_اوعدك أني مش هخيب ظنك فيا تاني وكمان عاوزة أخد رأيك في حاچة عشان اثبتلك أني مش هفكر في أي حاچة من غير ما اشاركك الأول وأخذ الأذن منك
علي باستغراب وفضول
_حاچة إيه
تنحنحت خلود باضطراب بسيط وقلق من ردة فعله ثم بدأت تمهد له بذكاء
_أنا الصراحة مش بفكر في چواز تاني واصل وأنا عارفة أن مليش چواز خلاص بس نفسي اعمل حاچة لنفسي افتخر بيها يعني يكون ليا شغلي وحياتي ومبقاش محتاچة لحد واصل مش عاوزة افضل حابسة روحي وقاټلة نفسي بالحيا
رفع حاجبه واجبها بابتسامة جانبية ساخرة
_يعني عاوزة تقولي أنك عاوزة تشتغلي!
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت محاولة إقناعه
_أيوة نفسي انجح في حياتي وقولت اخد رأيك الأول واشوفك هتوافق ولا لا لأني لسا حتى مدورتش على شغل مناسب وأنا معايا شهادتي حلوة قوي وممكن اشتغل في شركات وأماكن زينة ومحترمة
اطال علي النظر بها بصمت يفكر بحكمة في رغبتها يريد منحها الفرصة ولكنه يخشى أن ټخونها ثانية وعندما نظر في عيناها ورأى لمعة الأمل والرغبة الحقيقية في صنع ذاتها كما تقول تنهد بقلة حيلة وقال مستسلما
_تمام دوري وشوفي ياخلود بس الشغل ده واقف على المكان اللي هتشتغلي فيه لو مكان محترم ومناسب وقتها معنديش مانع
فغرت شفتيها پصدمة من موافقته السريعة فهي كانت تعتقد أنها ستحاول معه أكثر من مرة ليوافق على طلبها ومن فرط سعادتها للمرة الثالثة عانقته وهي تهتف بتلقائية ضاحكة
_شكرا يا علي ويارب كدا اشوفك مبسوط وتتچوز غزل وتعيشوا في هنا وسعادة مع بعض
ضحك مغلوبا منها ثم أبعدها عنه برفق وقال في هدوء امتزج بجديته
_يارب يلا عاد سبيني عشان عاوز انام بكرا ورايا يوم طويل
هزت رأسها بالموافقة واستقامت واقفة وغمزت