الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون والاخير بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

نصيب جلال أولا حيث اتسعت عيناه بذهول وراح ينقل نظره بين الطبيبة وزوجته بعدم استيعاب ثم سألها بتأكيد
_متأكدة يادكتورة
ضحكت الطبيبة باستنكار من سؤاله وقالت مؤكدة لهم الخبر
_أيوة طبعا متأكدة وظهر في السونار أن في كيسين مش كيس واحد
كانت مشاعر فريال مختلطة ما بين الفرحة والخۏف والصدمة والصمت التام يهيمن عليها تراقب ردة فعل زوجها وحواره مع الطبيبة الذى يظهر سعادته الشديدة بذلك الخبر ثم أخيرا انتهبت بصوت الطبيبة وهي تبدأ في وصف دواء ستحتاج المواظبة عليه لأيام ووجهت لها تعليماتها مجددا فشكرتها فريال بامتنان واستقامت واقفة تلحق بزوجها الذي سبقها للخارج وكان ينتظرها وعلى وجهه ابتسامة تكاد تشق طريقها إلى أذنيه من شدة اتساعها مال عليها وهمس بحماس غريب لم تشهده عليه عندما تلقى خبر حملها بابنهم الأول حتى
_لولا المكان اللي احنا فيه وقصاد الخلق كنت خدتك بالحضن يافريالي ولفيت بيكي المكان كله من كتر فرحتي
ضحكت بصمت ثم سألته باستغراب
_معقول أنت فرحان للدرچادي ياچلال!
أجاب مبتسما
_فرحان دي كلمة قليلة ربنا عوضنا بدل الواحد اتنين
لمعت عيناها بوميض حزين رغم ابتسامتها التي تزين ثغرها وتمتمت بكلمات الشكر لربها
_اللهم لك الحمد والشكر يارب.. بس أنا خاېفة ياچلال!
ضيق عينيه بتعجب وسألها
_ليه! 
قالت ضاحكة بمرح يمتزج بتعابير الخۏف على وجهها
_الحمل هيبقى صعب قوي دول اتنين
جلال بحنو وابتسامة دافئة هتف بعدما احتضن كفها بين كفه
_متخافيش أن شاء الله ربنا هيقويكي والفترة دي هتعدي بسرعة من غير ما تحسي بيها يلا عاد عشان نرچع البيت وتريحي
هزت رأسها له بالموافقة بابتسامة محبة وسارت بجواره يدا بيد وهي لا تتوقف عن ذكر ربها بالحمد وشكره....

داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة غزل....
كانت تجلس أمامها على الفراش إنصاف وتتحدث معها باهتمام وحماس يلمع في عيناها وهي تغمز لها بخبث
_أنا عارفة أنك في الأول رفضتي بس بعد اللي شفته امبارح شكلك إكده موافقة
فهمت غزل مقصدها وتلميحاتها فقالت بسرعة في خجل شديد محاولة الدفاع عن نفسها وتحسين صورتها
_لا ياطنط والله صدقيني مفيش حاچة يعني اااا....
قاطعتها إنصاف وهي تضحك وتقول بإيجاز
_يابت أنا مش هبلة وواعية زين وعارفة ولدي كيف دايب فيكي وبيحبك وعارفة كمان وشايفة أنك بدأتي أنتي كمان تتعلقي بيه عشان إكده چيتلك أسألك تاني واشوفك لساتك مصممة على قرارك ورفضك ولا غيرتي رأيك
اجفلت غزل نظرها واطرقت رأسها أرضا خجلا وسكتت مترددة لا تعرف أتسمع لصوت عقلها أم قلبها بينما مشاعرها تميل إلى ذلك البربري كما كانت تصفه.. عقلها يخشى من تلك التجربة لتجد نفسها عالقة في المنتصف لا تدري أي طريق تسلك.
قطع ترددها وتفكيرها العميق صوت إنصاف المحمل بالحكمة والرزانة وهي تبتسم وتقول
_لو عايزة نصيحتي يابتي وأنا مش بقولك الكلام ده عشان علي ولدي لا أنتي كمان أنا بحبك وبعتبرك كيف بتي وصدقيني لو علي من الشباب العفشة اللي بنشوفهم أنا ذات نفسي هقولك متوافقيش عليه ومش هوافق على الچوازة دي لكن ده ولدي وأنا عارفاه زين وعمري ما شوفت عيونه بتلمع ووشه بينور لما بيشوف حد كيف لما بيشوفك أنتي بلاش تخسري حد بيحبك صح
اطالت غزل النظر في وجه إنصاف بتفكير وبتلك اللحظات قذفت بعقلها ذكرى مشاهدهم الأخيرة معا مشاكسته لها ومزاحه ولمساته العاشقة ونظراته حتى كلمات الغزل التي يقولها له وسط حديثهم فلاح شبح ابتسامتها المحبة على ثغرها وهي غارقة في التفكير به ولم ينتشلها ويعيدها للواقع سوى صوت إنصاف وهي تسألها لآخر مرة مبتسمة ومنتظرة الحصول على إجابة مؤكدة
_هااا قولتي إيه موافقة
ابتسمت غزل باتساع وحياء جميل يليق بوجهها وجمالها الساحر ثم هزت رأسها لها بالموافقة فلمعت عين إنصاف بفرحة غامرة وبنفس اللحظة أطلقت زغروتة مرتفعة دليلا على الفرح الذي سيملأ المنزل قريبا ثم استقامت واقفة وانحنت على غزل تعانقها بحنان وتقول بسعادة غامرة
_مبرووك ياعروسة أنا هروح ابشر العريس عاد واديله البشرى احسن هو مستنيني
أنهت كلماتها واندفعت لخارج الغرفة مسرعة دون أن تنتظر ردا من غزل التي ارتبكت بمجرد معرفتها بأنها في طريقها بإخبار علي بموافقتها على الزواج منه.
بالأسفل كان علي يقف وينظر إلى الدرج بابتسامة عريضة تكاد تشق أذنيه من فرط اتساعها وفرحته عندما سمع الزغاريد من أمه التي وصلت إلى وهي تضحك وتقول
_مبرووك ياعريس أخيرا هفرح بيك يا واد
سأل على بعدم استيعاب وهو مبتسم
_وافقت! 
_أيوة طبعا وافقت كيف تقدر ترفض لازم هتوافق دي دايبة في غرامك
شركه للحظة يفكر بها ثم اندفع بلهفة ينوي الذهاب لها وهو في قمة حماسه وفرحته لكن قبضت أمه على ذراعه واوقفته هاتفة بجدية
_رايح وين
علي بكل بساطة وأعين لامعة
_هطلع اتكلم معاها
أجابته إنصاف معترضة بحدة
_تطلع وين هو احنا ناقصين مشاكل مع چدك اتقل يا ولدي لغاية ما تتچوزها وبعدين اعمل اللي تعمله لما تبقى مرتك ميصحش تطلع تتكلم معاها في أوضتها
ارتخت عضلات جسدها المتشنجة من فرط الحماس وراح يتأفف بقوة في حزب ثم قال ممتثلا لأمه
_طيب ياما خلاص مش طالعلها لازم إكده تكسري بفرحتي هطلع اوضتي
ثم جذب ذراعه من قبضتها وقاد خطواتها على الدرج فسمع تنبيهاتها الصارمة وهي تؤكد عليه
_متروحش عندها يا علي سامعني 
اكتفى بهز رأسه لها بالموافقة والطاعة وهو يبتسم دون أن يلتفت لها وأكمل صعوده حتى وصل للطابق الثاني حيث يوجد كل من غرفته وغرفتها فتقدم بحرص نحو غرفتها حتى وصل للباب وأخذ يتلفت حوله يتأكد من عدم وجود أعين تراقبه ثم رفع يده وطرق على باب غرفتها عدة مرات متتالية ليسمع صوتها من الداخل وهي تجيب على الطارق بأنها قادمة وماهي إلا ثواني حتى فتحت الباب باعتقاد منها أن الطارق إنصاف وفور سقوط نظرها عليها اتسعت عيناها بدهشة وهو على النقيض دون أي كلمة وفجأة بعدما تأكد ثانية أن لا أحد يراه أبعدها عن الطريق بيده ثم دخل واغلق الباب خلفه فمالت هي برأسها للخلف متأففة بنفاذ صبر منه ثم قالت بحزم
_وبعدين يا علي مينفعش كدا اطلع برا عيب مش كفاية الموقف اللي سبتني فيه امبارح قدام مامتك
كان لا يبالي بأي كلمة تتفوه بها ويتمعنها بنظرات يملأها العشق ثم تقدم نحوها خطوة فتراجعت هي بمثلها وهمس لها غامزا بفرحة تظهر في نبرة صوته بوضوح
_سيبك من أمي بس دلوك وافقتي تتچوزيني يعني ياغندورة!
مالت بوجهها للجانب بعيدا عنه وهي تبتسم بخجل بعدما تجمعت الحمرة في وجنتيها البيضاء أنا هو فتلك الأبتسامة والخجل الذى يستحوذها أصابه بالجنون أكثر وزدات رغبتها ولهفته بها فقال فورا بإصرار
_إكده انتي تجهزي نفسك عاد الليلة عشان بكرا معانا كتب كتاب ياعروسة
اختفت ابتسامتها وحل محلها الصدمة فور التقاط أذنيها كتب كتاب نظرت لها وهتفت بذهول
_ا What كتب كتاب إيه أنت أكيد بتهزر لا مستحيل نتجوز بالسرعة دي أنا وافقت بس على خطوبة عشان نتعرف على بعض اكتر لغاية الجواز
رفع حاجبه مبتسما بنظرة لئيمة وكلها ثقة ورزانة ثم رفع أنامله ببطء حتى وصل إلى خصلات شعرها وراح يعبث بهم بكل رقة ويرسل لها نظراته الساحرة ليؤثرها بهم هامسا في صوت انسدل كالحرير ناعما
_انتي قلقانة

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات