رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندي محمود
لا تشهده بها إلا نادرا طريقة سيره الفخمة وهيبته وطوله الفارع.. كل هذا جعلها تتأمله بهيام وابتسامتها تزين ثغرها حتى وصل هو إليها وجلس على المقعد المجاور لها ومد يده من أسفل الطاولة ليمسك بكفها وهو يبتسم لها فسألت هي بتعجب
_ليه سيبت الرچالة وأخوك وچيت چاري!
رفع حاجبه متعجبا من سؤالها وقال ببساطة وهو يضحك
أجابته بالنفي فورا وهي تتشبث بذراعه وتضحك
_هو أنا تفديني الساعة أنك تقعد چاري يامعلم ده ياريت تفضل چاري إكده طول الفرح!
كانت تتصنع الجهل أمامه وتتصرف بطبيعية رغم فهمها كل شيء يدور حولها وحتى سبب جلوسه بجوارها نابع من خوفه عليها وتركها بمفردها بعيدا عن أنظاره فأراد أن يبقيها بجواره هي وابنه ليطمئن قلبه.
_إيه يابابا الچو إهنه دوشة وصداع تلاقيك صدعت كيف أبوك لولا أن فرح عمك بس كان زمانا مشينا من زمان
قهقهت آسيا بقوة على عبارته الأخيرة ثم قالت له وسط ضحكها مؤكدة ما قاله
_هو طالع شبهك صح على فكرة كان بيبكي من شوية وبالعافية قدرت اسكته شكله صح مش عاچبه الصداع والأغاني
_طبعا لازم يطلع شبهي هو لو مطلعش كيف أبوه راچل وليه هيبته وكلمته هيطلع شبه مين يعني!!
حدقته آسيا رافعة حاجبها مبتسمة بتهكم على تباهيه لكنها مالت عليه وهمست مؤيدة ما قاله عن نفسه
_وأنا ياعزي وهنايا أن ربنا رزقني بيكم
الټفت لها عمران وغمز لها بخبث مبتسما في رغبة واشتياق ويهتف
انطلقت ضحكتها العالية عليه وراحت ترمقه بطرف عينيها في دلال متعمدة إثارة جنونه ورغبته فيها أكثر فحدقها هو مبتسما باغتياظ وفي عينيه نظرة توعد تخبرها بأن عقابها سيكون شديد على تلك المحاولات الثعبانية التي تفعلها لتشعل نيرانه أكثر وهي تعلم أنه لن يستطيع الاقتراب منها...
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة غزل......
كانت نائمة على فراشها وفوقها غطائها وتحدق في اتجاه الباب شاردة الذهن تفكر فيما حدث بالصباح وما فعله معها عابسة الوجه ومنزعجة بشدة منه لدرجة أنها لا تريد رؤيته حتى تهدأ وتنسى ما فعله بها يخبرها أنه يحبها ثم ېؤذيها بهذا الشكل.. كيف لا تفهم!.
سمعت صوت طرق الباب فظنت الطارق خلود أخذت نفسا عميقا وهتفت بصوت مرتفع نسبيا دون أن تعتدل في نومتها
انفتح الباب ببطء حتى رأت علي وهو يدخل ويغلق الباب خلفه بهدوء فاعتدلت فورا وهبت جالسة وقالت له پغضب
_أنت إيه اللي جابك
تقدم علي نحوها بخطوات بطيئة وعينيه ممتلئة بنظرات الأسف والندم أما هي فصاحت به منفعلة تحذره بجدية
_لو مطلعتش برا يا علي هصوت والم البيت كله
لم يكترث بتهديداته وكان مستمرا في التقرب منها فخسمت هي قرارها وكانت بالفعل على وشك الصړاخ لكنه تدارك فعلتها قبل أن تقوم بها واسرع إليها ليجلس بجوارها ويكتم على فمها بيده متوسلا إياها بلطف
_ابوس يدك وطي صوتك متفضحيناش!
سكنت لثواني وهي تحدق في عينيه الحزينة وشعرت بندمه الحقيقي الذي جعلها تهدأ قليلا تجاهه لكنها أيضا دفعت يده بعيدا عنها وتراجعت للخلف في الفراش تضع مسافات بينهم راقب هو تصرفها واتسعت عينيه عندما رأى نظرات القلق والخۏف في عينيها وراح يسألها بذهول
_أنتي خاېفة مني ياغزل!!!
هتفت پغضب وشجاعة
_ومخافش منك ليه بعد اللي عملته الصبح واللي بتعمله في اختك أنا شوفتك بعيني ده لولا اللي حصل معايا كنت هتكمل عليها لغاية ما تموتها
اشاحت بوجهه للجهة الأخرى وهو يتأفف بخنق ثم نظر لها مجددا وقال برزانة
_خلود وضع مختلف ياغزل
صاحت به ساخرة وبحدة
_هي ندمت على غلطها وكل اللي عملته أنها راحت بس تتكلم مع الراجل اللي بيحبها عشان تفهمه كل حاجة وأنا كنت معاها معملتش حاجة غلط يعني أنا بقى لو عرفت أني بتواصل مع my friends اللي في أمريكا حتى الآن مثلا هتعمل فيا زي ما عملت مع your sister
رفع يده ومسح على وجهه محاولا السيطرة على جموحه ثم نظر لها وقال بصوت مريب وغليظ
_وهو أنتي بتتواصلي مع رچالة يعني فعلا ياغزل ولا بتقولي إكده وخلاص عشان تعصبيني!!
ردت متحدية إياه بعناد
_ولو بتواصل فعلا هتعملي إيه يعني هتضربيني زي ما عملت الصبح
أنهت كلماتها وهي تشير إلى چرح رأسها الذي كان هو سببه ففاض كيله وصاح بها منفعلا
_اللي حصل الصبح كان ڠصب عني ومكنش قصدي لكن أنا مستحيل ارفع يدي عليكي
ثم أخذ نفسا وتابع صياحه بزمجرة أشد
_بعدين أنتي عايزة إيه بظبط أنا راچل همچي وبربري كيف ما بتقولي ولما بتعصب مبشوفش قصادي اعمل إيه!!.. حاولت ومازالت بحاول اسيطر على ڠضبي بس مش كل مرة هنجح حرام عليكي اللي بتعمليه فيا وأنتي عارفة وشايفة كويس قوي حبي ليكي
تماسكت أمامه وقال بثبات يليق بها
_أنا مش شايفة أنك بتحاول أنا منعتك عن خلود بالعافية الصبح مع أن كان ممكن تسيطر على غضبك وتفهم الأول وحتى لو عاقبتها ميبقاش بالشكل ده أه وكمان مش بس أنا اللي مستحيل ترفع ايدك عليها حتى أختك وأي ست أنت كنت عايز تتجوزني وبتقولي أنك بتحبني طب أنا ازاي هطمن على نفسي وأنا معاك إيه اللي يضمني أنه ميجيش يوم وتعمل معايا زي ما عملت مع خلود الصبح لو غلطت غلطة بسيطة مثلا
أنهت عباراتها وهبت واقفة من الفراش متجهة إلى الحمام لتتركه لكنه لحق بها وقبض على ذراعها يوقف وهو يهتف بانزعاج
_احنا لسا مخلصناش كلامنا رايحة وين بعدين انتي إيه المقارنة اللي بتحطي نفسك فيها دي لو عاوزاني اوعدك أني مرفعش يدي عليكي مهما عملتي ونحل مشاكلنا أي كانت هي إيه بطرق مختلفة.. أنا موافق واوعدك لو ده اللي هيريحك مع أنك مش محتاچة مني وعد لأني مستحيل ارفع يدي عليكي اصلا أما بخصوص خلود ف أنتي روحي اسأليها بنفسك إكده وقوليلها علي عمره رفع يده عليكي قبل الڤضيحة اللي أنتي عملتيه وأسأليها كنت بعاملها كيف وهي تچاوبك إهنه انتي في الصعيد مش أمريكا والرچالة دمهم حامي مش كيف اللي اتربيتي في بلدهم اللي عملته خلود ميتغفرش وأنا رغم إكده رجعتها وسطينا تاني ولما بفقد اعصابي عليها بيبقى ڠصب عني لاني لساتني مسمحتهاش ولما اكون محذرها مليون مرة متتواصلش مع مروان ده وهي تكسر كلمتي برضوا يبقى ڠصب عني دي تكون ردة فعلي
عقدت ذراعيها أسفل صدرها ورمقته بابتسامة متهكمة ثم قالت
_وأنت دلوقتي يعني بتبررلي اللي عملته عشان متبينش نفسك غلطان!!!
أطلق زفيرا حارا بقلة حيلة وهو يستغفر ربه ثم ارتخت عضلات وجهه وظهر الحنو في عينيه ونبرة صوته وهو يقول
_لا أنا مش ببررلك وإلا مكنتش هقف قصادك دلوك عشان اعتذرلك واقولك حقك عليا وأنا آسف على اللي عملته
رفعت حاجبها بعنهجية وازاحت بنظرها بعيدا عنه رغم أعجابها الواضح باعتذاره إلا أنها مازالت محتفظة بعنادها وترفض السماح بينما هو فابتسم ومال عليها ليهمس لها بحب
_اوعدك أني من إهنه ورايح هحاول اسيطر على ڠضبي عشان خاطر عيونك ياغندورة وأن اللي حصل الصبح ده لا يمكن يتكرر تاني
عندما وجدها مازالت لا تنظر في وجهه فرفع هو يده التي دفعها بها مباشرة أمام عيناها وتابع هو مازحا ليضفي چوا لطيفا على حديثهم
_كانت تنقطع يدي قبل ما تترفع عليكي ياست الحسن والجمال
حاولت منع ابتسامتها الخجلة من الظهور فور ثغرها ورمقته بقسۏة وقالت في إصرار
_برضوا مش هسامحك يا علي
تجاهل عباراتها وثبت نظره على جرحها ثم رفع أنامله ووضعها على الچرح يتحسسه برفق وهو يهتف بأسف وحزن حقيقي
_تعرفي أنا من وقت اللي حصل ومش قادر اعمل أي حاچة من كتر ما أنا مضايق من نفسي أني عملت فيكي إكده وطول النهار بفكر اچيلك واتكلم معاكي واعتذرلك ومكنتش عارفة هقولك إيه اول مرة احس نفسي مكسوف ومش قادر ابص في وش حد وخصوصا أنتي.. حبيبتي حقك عليا والله ما اعرف كيف عملت إكده أنا كل اللي فاكره أني كنت عاوز ابعدك بس واخليكي تسيبي يدي معرفش كل ده حصل كيف
كانت أنامله تنجرف أثناء حديثه من مكان جرحها إلى وجنتها وهو لم يكن يدري شيء عن ما تسببه تلك اللمسات في جسدها فقد جعل القشعريرة تسير في جسدها كله والخجل يصعد لوجنتيها ليتحول لون بشرتها الأبيض إلى الأحمر من فرط الحياء وفجأة أبعدت يده عنها وقالت بحدة وارتباك ملحوظ
_أنت بتعمل إيه!!.. واضح كدا إنك اخدت عليا أوي عشان أنا سكتلك مرة احترم نفسك ومتقربش مني ولا تلمسني
مال ثغره للجانب بنظرة مغرمة وقال لها غامزا
_في دي عندك حق وعشان إكده خير البر عاچله ولازم نتچوز بسرعة
انطلقت منها ضحكة عالية بسخرية ثم قالت مندهشة
_إيه هو مش أنت قولت أنك غيرت رأيك ومش عايز تتچوزني!!
أجابها ضاحكا وهو يزم شفتيه بعبث
_كانت لحظة شيطان وراحت لحالها
ضحكت غزل مغلوبة على أمرها منه ثم استدارت واتجهت إلى الحمام وقبل أن تدخل وقفت والتفتت له برأسها وقالت في نظرة لئيمة كلها ثقة وشراسة
_اطلع برا يا علي لأن لو حد دخل أنا مش مسئولة وهقول أنك دخلت عندي الأوضة وحاولت تتحرش بيا مع العلم أنه مش كدب ده حقيقي حصل
رمقها مبتسما ورافعا حاجبه بدهشة بينما هي فدخلت وأغلقت الباب وتركته هو يقف يضحك بصمت عليها ثم استدار واتجه إلى باب الغرفة لينصرف....
عودة إلى قاعة الزفاف حيث وصل كل من بشار ومريم دخلوا من باب القاعة معا وهو كان يتلفت حوله يبحث عن مقعد فارغ ليأخذها وتجلس عليه لكن مريم التقطت عيناها شيء مختلف وكان مزعج لها وهو رحاب التي رأته تنظر لها ولخطيبها بكل حقد وغيرة فاشتعلت نظرات مريم غيظا وللحظة كانت ستتراجع عن كل هذا وتعود لمنزلها وتنهي كل شيء لكن بشار لاحظ نظراتها الغاضبة وعندما نظر إلي حيث ما تنظر رأى رحاب فلوى فمه بحنق وتأفف ودون مقدمات امسك بكف مريم لدرجة أنه جعل أصابعه تتخلخل بين أصابعها ونظر لها مبتسما ثم قال بحب
_تعالي يلا ياحبيبتي عشان نقعد
نظرت مريم له ولتصرفه باستغراب ثم رفعت رأسها مجددا ونظرت باتجاه رحاب فرأت نيران الغيرة تخرج من عينيها فابتسمت مريم بتشفي وسارت مع بشار بكل ثقة ورقة وهي ممسكة بيده باستمتاع إلى أن وصلوا إلى مقعدهم وترك يدها فجلست وجلس هو بجوارها وكان الصمت هو حليفهم في