رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندي محمود
لخارج الغرفة وهي تقول بانفعال
_تعالي معايا مش هسيبك وحدك مع البني آدم الھمجي والمړيض ده
سارت معها خلود للخارج وهي تنظر لأخيها بعتاب وتلومه على ما فعله معها لكن هو كان بعالم آخر يملأه الندم والڠضب من نفسه على ما فعله بحبيبته ويفكر كيف سيراضيها ويجعلها تسامحه...
في تمام الساعة السابعة مساءا داخل منزل ابراهيم الصاوي.....
بعد مرور عشر دقائق تقريبا انفتح باب الحمام وخرجت وهي مرتدية ثوب طويل وبأكمام طويلة وفضفاض قليلا من اللون اللافندر ومطرز بفصوص بيضاء عند منطقة الصدر زادته جمالا وساحرية تحركت هي ووقفت أمام عمران مباشرة ودارت أمامه حول نفسها وهي تهتف بحماس ورقة جذابة
طالت نظراته العاشقة وهو يتمعنها بأعجاب وهي تدور أمامه كطفلة صغيرة سعيدة بفستانها الجديد ثم غمز لها بمداعبة وقال في غرام
_احلى من العروسة نفسها ياغزالي!
قهقهت بقوة ولمعت عيناها بمشاعر الحب بينما هو فاستقام واقفا واقترب منها وراحت هي تلف ذراعيها حول رقبته تقول بدلع يذهب العقل
_مش للدرجادي يعني يامعلم بعدين أنت شوفت العروسة فين عشان تقول أنا احلى منها
_مفيش ست احلى منك ياغزال في نظري مهما كانت إيه
تأملته آسيا بغرام وصعدت الحمرة لوجنتيها بعد عبارته الأخيرة لم تكن حمرة خجل ولكنها حب نابعة من قبلها الذي ينبض بكل قوته من تخبطه وهو بجوار حبيبه أما هو فأخذ نفسا عميقا ومال عليها أكثر ليثلم وجنتيها بحنو ثم يبعتد وتتلاشى ابتسامته وهو يقول لها بندم
هزت رأسها بتفهم واقتربت هي أيضا منه لتقبله وتقول بنعومة
_مش زعلانة ياحبيبي
ثم تراجعت وابتعدت عنه لتنظر له تتفحص هيئته الرجولية الساحرة وملابسه المختلفة ثم غمزت له بأعجاب وراحت تقول له بدلال
_حاسة وكأني شايفة واحد معرفوش مش المعلم عمران چوزي
ضحك بخفة وقال له بذكاء وثقة تامة
لوت فمها بحيرة ثم رسمت القوة على ملامحها واقتربت منه ثانية ونظرت في عينه بشراسة وهي تقول
_عاچبني بس مش عايزة حد غيري يعچبه وخصوصا البنات
_ما أنا قولتلك عاد ياغزال عيني دي مبتشوفش غيرك
لمعت عينيه بغرام وهي تتمعنه صدح صوت رنين هاتفه فدس يده في جيب بنطاله وأخرج الهاتف وفور رؤيته لاسم المتصل تبدلت تعابيره للحدة والڠضب وابتعد عن آسيا متجها إلى الشرفة ليتحدث براحة بعيدا عن مسامعها لكنها ضيقت عيناها بحيرة من أمره وفورا لحقت به لتفهم ما الذي يحدث معه وترضي فضولها وتطمئن وقفت بجوار باب الشرفة تستمع لحديثه في الهاتف وهو يقول لرجل مجهول
ثم سكت للحظات وسمعته بعدها يتحدث بعصبية وصرامة ينهي ذلك الرجل عن فعل شيء أخبره به
_لا متلمسوش ولا تقرب منه احنا لساتنا مش متأكدين هو تبع صابر ولا لا بس انت خلي عينك عليه دلوك لغاية ما اتصرف أنا معاه بعد الفرح
ولحظات معدودة بعد تلك العبارات وكان أنهى اتصاله فابتعدت آسيا فورا وعادت مكانها وجلست على الفراش وهي تفكر بقلق ونبضات قلبها تسارعت بعدما سمعت اسم ذلك الرجل حاولت طرد التشاؤم من عقلها وان زوجها سيكون بخير وهدأت من روعها أما عمران فدخل ونظر لها بابتسامة دافئة وقال
_يلا بينا عشان منتأخرش
هزت رأسها له بالموافقة في ابتسامة باهتة من فرط التوتر ثم استقامت واقفة واتجهت لتحمل ابنها وتغادر معه للزفاف قبل وصول العروسين.
على الجانب الآخر أمام منزل مريم كان بشار يقف بالشارع مستندا بظهره على سيارته وهو مرتديا حلته السوداء ويتطلع للأعلى حيث نافذة غرفة مريم بالطابق الرابع.
أخذ نفسا عميقا ثم أخرج هاتفه وأجرى اتصال بها ف أتاه الرد منها بعد لحظات من الرنين وكان هو من يبدأ بالحديث فور ردها على اتصاله يهمس بصوت رجولي دافيء أصاب قلبها
_اتمنى تكون اميرتي چاهزة
طال صمتها دون أن تجيبه ولكن صوت أنفاسها المتسارعة كان يتحدث عن كل شيء يحدث داخلها الآن فابتسم لها وقال بنبرة تذهب العقل
_لو خلصتي أنا مستنيكي تحت
للمرة الثانية تلتزم الصمت ولا تجيبه ربما صمتها كان دليل على خجلها وترددها لآخر بأنها استسلمت له ووافقت على الذهاب معه واعطائه فرصة ثانية لكنها قلبها العاشق يقودها إليه لا إراديا ورغم ما فعله لا تستطيع حمل مشاعر الكره له في قلبها ويظل ذلك العضو النابض يلح وېصرخ عليها بأن تمنحه فرصة ولا تفرقه من محبوبه فلم يكن أمامها حلا سوى الخضوع لمشاعرها.
أما بشار فكان يضحك بصمت على سكوتها الذي فهمه جيدا وفسر سببه لينهي مكالمتهم بعبارته الأخيرة مازحا وهو يضحك
_متتأخريش عليا عاد احسن أنا مستنيكي بالبدلة ومش ضامن نفسي واحدة إكده ولا إكده تخطفني
خرج صوتها الغاضب أخيرا وهتفت بحدة
_لا والله هي من أولها كدا !!
قهقه عاليا وقال بحب
_اخيرا طلع صوتك متقلقيش عيني مش هتتحرك من على شباكك لغاية ما تنزليلي
مال ثغرها للجانب في ابتسامة جانبية مغلوبة ثم تنهدت الصعداء وأغلقت الاتصال دون أن تجيبه وراحت تقترب من المرآة لتنظر إلى مظهرها الأخيرة ونتأكد من أن كل شيء يبدو على أكمل وجه.
مر ما يقارب خمس عشر دقيقة وهو يقف ينتظرها بالأسفل وبين كل لحظة والأخرى يتفقد ساعة يده ولا يطيق الأنتظار أكثر حتى سمع صوت حذائها العالي وهو يضرب الأرض برقة فرفع رأسها إلى مدخل البناية ووجدها تسير باتجاهه وهي مرتدية الثوب قام بشرائه لها وكان بأحد درجات اللون الأخضر المميزة الملائمة عليها تماما وطويل لدرجة أنها ترفعه عن الأرض بيدها وهي تسير إليها خطفت عقله قبل نظره وهو يراقب سيرها باتجاهه ومظهرها الأنثوي الصارخ وعيناه كانت تخرج شرارات لامعة بلوعة الغرام.
وقفت أمامه على بعد خطوتين بالضبط و هي تتفادى النظر لوجهه وترسم على وجهها تعابير جامدة دون أي ابتسامة تزينها أما هو فكان لا يبالي بكل هذا يكفيه أنها وافقت على عرضه وإعطائه فرصة ثانية تمنعها بنظرة جعلت الډماء تصعد لوجنتيها والارتباك يستحوذ على جسدها بأكمله خصوصا عندما وجدته يفتح لها باب السيارة ويبسط ذراعه فاتحا كفه لها ويقول لها مبتسما بعشق
_اتفضلي ياست البنات كلهم
نقلت نظرها بين يده وبين باب السيارة بتردد ثم أخذت نفسا عميقا وقضت على أي حيرة أو شعور سيفسد عليها جمال هذه اللحظة ووضعت كفها بكفه فأغلق هو عليه باحتواء ورفعه لفمه يقبل ظاهره بحنو ثم ساعدها على الصعود بالسيارة والټفت هو فورا من الجانب الآخر ليستقل بمقعد القيادة وينظر لها ثم يقول بصوت دافيء
_شكرا
اخذت نفسا عميقا قبل أن تجيب بخفوت دون أن تنظر إليه
_على إيه!
تابع هو بنفس نبرته السابقة
_أنك وافقتي تديني فرصة تاني
نظرت له بتلك اللحظة في صلابة وقالت بجدية
_بس لسا مسامحتكش متنساش ده
أجابها بصوت يحمل الوعود الحقيقية المفعمة بمشاعر الحب الصادقة
_وأنا لساتني عند وعدي أني هعوضك وهنسيكي كل اللي فات ده وهنبدأ من أول وچديد ومش هتشوفي مني غير الحب وبس
تنهدت الصعداء برقة ثم نظرت له وقالت بابتسامة بسيطة وصوت ناعم
_اوكي يابشار ممكن بقى نتحرك
تهللت اساريره فور رؤيته لتلك الابتسامة التي مدته بمزيد من الأمل وقال له بفرحة وحماس
_ممكن ده إيه أنتي اؤمري بس وأنا انفذ
ثم اعتدل في جلسته أكثر وبدأ في تشغيل محرك السيارة والټفت لها برأسه وغمز لها بمداعبة هامسا بضحك
_نتحرك ياعيون بشار منتحركش ليه!
مالت برأسه للجانب بعيدا عنه لتخفي ابتسامتها الخجلة والمحبة لذلك الرجل الذي استحوذ على كيانها كله.
داخل منزل جلال بغرفتهم تحديدا.. كان الأولاد ينتظرون والديهم بالخارج بعدما أصبحوا جاهزين تماما ومستعدين للذهاب لزفاف خالهم بينما فريال تجلس جلال على الفراش شبه عنوة بعدما هتف بضجر
_كفاية عاد يا فريال إكده هنتأخر يلا خلينا نمشي
ضحكت بقوة ثم جلست بجواره وقالت له بهدوء تام
_أنت مستعچل إكده ليه اصبر هو انت مش عاوز تعرف المفاچأة اللي قولتلك عليها الصبح!
ارتخت عضلات جسده المتشنجة وهدأ وسكن ثم قال لها بفضول شديد مبتسما
_طيب.. هااا قولي إيه المفاچأة
أخذت نفسا طويلا ثم أخرجته زفيرا متمهلا وهي تنظر له بابتسامة عريضة وحماس شديد وغريب كأنها تخبره بخبر حملها الأول وليس الرابع أما هو فكان ما بين حيرته من أمرها وفضوله الذي ازداد أكثر لمعرفة مفاجأتها حتى سمعها أخيرا وهي تعطيه البشرى وتقول بفرحة غامرة
_أنا حامل
سيطرت عليها الدهشة لثواني ثم همس بعدم تصديق وبشائر ابتسامة تلوح فوق صفحة وجهه
_بتتكلمي چد يافريال!
اماءت برأسها عدة مرات متتالية ثم لمعت عيناها بعبرات السعادة والتأثر وهي تجيبه بصوت مبحوح
_ربنا عوضنا
حدقها مطولا بعينان لامعة بفرحة غامرة ثم ضمھا لصدره مقبلا رأسها بحنان ويردد دون توقف
_الحمدلله اللهم لك الحمد والشكر يارب
اقتحموا الأولاد الغرفة في هذه اللحظة وهتف معاذ بضيق وملل من كثر الانتظار
_احنا هنتأخر يلا بينا
لم تبتعد فريال عن حضڼ زوجها بل ابتسمت لأودها وفردت ذراعها تدعوهم للانضمام إليهم هاتفة بصوت خاڤت من أثر بكائها
_تعالوا أنا قولت لأبوكم المفاچأة
أسرعوا إلى حضڼ أبيهم فرحين ثم همس عمار لجلال بسعادة
_هتبقى عندما أخت تاني زي حبيبة يابوي
ابتسم جلال بدفء رغم الحزن الذي استحوذ عليه فور تذكره لابنته وقال بالإيجاب وهو يجيب على ابنه
_أن شاء الله ياولدي بعدين كل اللي يجيبه ربنا زين.. كفاية أنتوا وأمكم معايا وچاري ربنا ميحرمني منكم أبدا
ثم راح يوزع قبلاته على رأس أولاده وأخيرا انتقل لزوجته التي ابتعدت عنه واخذت تتمعن تلك اللوحة العائلية الجميلة...
داخل قاعة الزفاف بعد وصول العروسين والجميع سعداء ويرقصون معهم كانت آسيا تجلس وحدها هي وابنها حول طاولة متوسطة الحجم وكراسي الطاولة من حولها كلها فارغة تارة كانت تنظر للعروس وفستان زفافها الملوكي ومظهرها الجميل والرقيق مثلها وحتى بلال كان في قمة وسامته وتارة أخرى تثبت عيناها على زوجها تراقبه بقلق واهتمام خشية من أن يفعل شيء أو أحد يحاول إلحاق الأڈى به بعد مكالمته الهاتفية التي سمعتها بالمنزل قبل خروجهم.
ما هي إلا ثواني حتى رأته يلتفت تجاهه ويترك الجميع ويتجه نحوها نست كل شيء بتلك اللحظة واستقرت عيناها على هيئته الرجولية الشامخة ووسامته في تلك الملابس العصرية التي