رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والثلاثون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران ج_
_الفصل الرابع والثلاثون _
توقفت السيارة الأجرة أمام أحد البنايات الكبيرة والكلاسيكية ثم نزلت كل من غزل وخلود من السيارة بعدما قامت عزل بدفع أجرة السائق قبل نزولهم قادوا خطواتهم معا لداخل البناية يقصدون المصعد الكهربائي لكي يصل بها إلى الطابق التي يقطن به مروان وخلفهم مباشرة كانت سيارة علي توقفت رفع يده وراح يمسح على وجهه وهو يميل برأسه يمينا ويسارا ويغلق عيناه محاولا السيطرة على جموحه الذي قد تترتب عليه كوارث أن سمح له بالخروج أخذ نفسا عميقا وفتح باب السيارة ثم خرج وقاد خطواته باتجاه بوابة البناية التي كان يحرسها ويجلس بجوارها رجل شيخ على مقعد خشبي قديم وقف علي ونظر له ثم سأله بصوت رجولي حازم
رد عليه الرجل وهو يهز رأسه بالنفي
_لا البشمهندس مروان سافر من امبارح يا أستاذ.. هو حضرتك تبقاله إيه اصل مرته طلعت دلوك شقتهم
اتسعت عين علي بدهشة وتلون وجهه باللون الأحمر القاتم وهو يسأله ليتأكد مش شكوكه
_مرته مين أنت قصدك على الاتنين اللي طلعوا دلوك مع بعض!!
_أنت عرفت أنها مرته كيف ياحچ!!
اجاب الرجل بكل بساطة واستغراب
_كيف إيه ياولدي الخلق كلها عارفة وكل سكان العمارة عارفين أنها مرته
_يمكن مش موجود وخرج ياخلود تعالي ننزل ونسأل البواب اللي تحت
نظرت لها خلود وقالت بجدية وسخرية
_ننزل إيه هروح اسأله أقوله چوزي راح وين!
فغرت غزل شفتيها پصدمة وردت بعدم استيعاب
_نعم جوزك ده إيه.. انتي بتهزري طبعا صح!
_مروان كان مفهم سكان العمارة والناس اللي حواليه إني مراته عشان كلام الناس يعني ومحدش يأذيني في غيابه
كانت غزل تستمع إليها بذهول ثم ردت ضاحكة من فرط دهشتها
_يعني دلوقتي الناس فاهمة أن مروان كان متجوزك وأنتي مراته وعشان كدا البواب رحب بيكي وسابك تطلعي عادي من غير ما يسألك رايحة فين حتى خلود أنتي عارفة لو حد عرف الكلام ده هيحصل إيه!!!
_محدش هيعرف ياغزل وأصلا مكنش حقيقي يعني كان قدام الناس بس عشان الاحتياط
تأففت غزل بقوة في قلق ملحوظ ثم قالت لها بصوت صلب
_طبب بما أنه مش موجود يلا بينا نرجع وبعدين نبقى نحاول نوصله تاني وربنا يستر على اللي انتي قولتيه ده ومحدش يعرف
ضحكت خلود بسخرية وقالت مازحة
_مالك لونك اتخطف إكده ليه امال الشجاعة والثقة اللي كانوا امبارح وأنتي بتقولي أنا مبخفش من حد راحوا وين!!
ابتسمت غزل وقالت بثبات قوي امتزج بحزمها
_ومازالت مش خاېفة أنا خۏفت عليكي أنتي بس بعد اللي قولتيه ده ياريتك قولتيلي من الأول
_ كان هيفرق في إيه يعني!
غزل پخوف بسيط وهي تحاول تفادي الموضوع
_خلاص مش مهم سيبك وخلينا نرجع يلا عشان منتأخرش
هزت رأسها بالموافقة فنزلت غزل على الدرج أولا ولحقت بها خلود العابسة لأنها لم تتمكن من رؤيته والتحدث معه وعلى العكس كانت غزل قلقة واحست بارتكابها خطأ كبير بتشجيعها على القدوم إلى هنا وأخذت تدعو ربها أن يعودوا للمنزل بسلام دون أن يعرف أحد شيء.
عند وصولهم إلى بوابة البناية وقفوا وكانوا ينتظرون مرور أي سيارة أجرة لتأخذهم إلى المنزل لكن فجأة شعرت غزل بيد خلود وهي تتمسك بها بقوة وخوف وهي تنظر باتجاه المعاكس لها وعندما التفتت غزل لترى ما الذي تنظر إليه رأت علي يقف مستندا بظهره على السيارة عاقدا ذراعيه أمام صدره ويحدقهم شزرا بنظرات دبت الړعب في أوصال خلود قبلها...
توقفت سيارة عمران أمام منزل والده ابراهيم الصاوي ثم نظر لآسيا وقال لها بلهجة حازمة
_يلا انزلي وادخلي البيت
اطالت آسيا النظر في وجهه بشك ونظرات دقيقة تحاول فهم ما يحدث معه وسبب ذلك الڠضب المفاجئ الذي ظهر عليه دون سبب ثم سألته باهتمام
_عمران أنت كويس!
أجابها بهدوء وإيجاز
_كويس يا آسيا انتي شيفاني تعبان قصادك يعني!!
هتفت بجدية ونظرة ثاقبة ومترقبة لرده
_في حاجة حصلت ضايقتك
_لا مفيش حاچة
مالت عليه آسيا واردفت بإلحاح وعدم اقتناع بكلماته
_عمران متخبيش عليا واحكيلي إيه اللي حصل!
انزعج بشدة من الحاحها وصاحب بعصبية ولهجة صارمة
_ما قولتلك مفيش حاچة وبعدين عاد يلا انزلي عشان معايا مشوار مع بلال
عادت بجسدها للخلف بعيدا عنه وعلامات الضيق تلوح فوق تعابيرها بسبب صياحه وانفعاله عليها دون سبب وهي فقط كانت تحاول فهم ما الذي يزعجه علها تستطيع التخفيف عنه فتحت باب السيارة وهمت بالنزول وهي تحمل ابنها النائم بين ذراعيها لكنه أوقفها بصوت الرجولي الخشن وهو يعطيها تعليماته الصارمة
_هتخشي البيت متطلعيش منه غير على الفرح بليل لما أنا آجي أخدك.. مفهوم يا آسيا
قال عبارته الأخيرة بنظرات مترقبة وحادة منتظرا الرد بالانصياع لأوامره فقالت له على مضض وانزعاج ملحوظ
_حاضر يامعلم أي أوامر تاني
لوى فمه بخنق من أسلوب الاستهجان الذي ردت به عليه لكن يكفيه أنها فهمت تعليماته وستنفذها ثم مال على ابنه الصغير النائم بين ذراعين أمه وقبله من رأسه بحنو وبعدما ابتعد نزلت هي من السيارة واتجهت إلى المنزل وهي عابسة الوجه وغاضبة منه.
تقدمت غزل تجاه سيارة علي ولحقت بها خلود في خطوات متعثرة من فرط الړعب كان هو يحدقهم بنظرات تطلق شرارات ڼارية لو اصابت واحدة منهم لاحرقتهم في أرضهم اخذت غول نفسا عميقا بعدما وقفت أمام علي وهتفت له بصوت مضطرب
_ علي ممكن تهدي ومتتعصبش وتخليني افهمك الموضوع
رمقها بنظرة جعلت قلبها يرتجف من الخۏف وأدركت أن عقاپ فعلتهم سيكون اپشع مما توقعت ثم نظر لشقيقته بنفس النظرة وقال بصوت رجولي خاڤت محتقن
_اركبوا من غير ولا نفس
التفتت غزل لخلود التي تقف وعلامات الړعب تحتل ملامحها وعادت تنظر ل علي مجددا وكانت على وشك أن تكمل كلامها معه رغم عبارته لكن خلود أوقفتها وهي تجذبها معها للسيارة بصمت محدقه بها بنظرة تنصحها من خلالها أن لا تدفع حظها كثيرا معه وهو بهذه الحالة ففعلت واستقلت بالمقعد الخلفي بجوار خلود التي كانت ترتجف من الخلف فمالت عليها وهمست لها بقوة
_متخافيش مش هسمحله أنه يعملك حاجة
بعد دقائق طويلة من القيادة السريعة والمخيفة وصلوا إلى المنزل فنزلوا هم أولا وقادوا خطواتهم للداخل ولحق هو بهم وربما لحسن حظهم أن الجد لم يكن موجودا حيث صعدت خلود إلى الطابق الثاني حيث غرفتها مسرعة ووقفت غزل بوجه علي عند بداية الدرج تمنعه من اللحاق بشقيقته هاتفة له
_مش هسمحلك تطلع وراها وأنت بالحالة دي اسمعني الأول
صړخ بها بصوت جهوري نفض جسدها من الفزع
_بعدي من وشي احسلك.. أنتي حسابك چاي معايا بعدين اصبري بس
لم تتنحى جانبا فدفعها هو برفق من أمامه وصعد الدرج ركضا يلحق بأخته ولحقت غزل به وهي تنادي عليه محاولة إيقافه بينما هو لم يتوقف إلا عندما وصل لغرفة خلود وجودها تقف بالمنتصف منتظرة إياه وتطرق رأسها أرضا فاندفع نحوها كالثور الهائج وصفعها على وجهها پعنف ثم جذبها من حجابها وهو ېصرخ بها
_أنا نبهت وقولت إيه ولا أنتي مش مكفيكي اللي عملتيه ودلوك عاوزاني اعمل اللي معملتهوش يومها واخلص عليكي خالص
هرولت غزل إليه بفزع وحاولت دفعه بعيدا عن خلود صاړخة به
_ أنت مچنون بتعمل إيه ابعد عنها
لم يكترث بغزل ولا تشبثها بذراعه وهي تحاول بقوتها الضعيفة دفعه بعيدا عنها وراح ېصفع خلود ثانية هاتفا بنفس صراخه
_إيه اللي موديكي عنده ياخلود
اڼهارت خلود باكية بين يديه وقالت له بضعف
_سمير قاله كل حاجة وأنا كنت عايزة اتكلم معاه وافهمه الحقيقة كنت هتكلم معاه بس والله يا علي
ضحك علي بقوة ساخرا ثم صاح بانفعال هادر
_هتتكلمي مع مين واحد سابك وسافر أول ما عرف وأنا كنت متأكد أنه هيعمل إكده وعشان إكده كنت ببعدك عنه لكن أنتي برضوا عملتي اللي في دماغك ومصممة تفضحينا وتخليني اقټلك بيدي
كان سيهم بصفعها للمرة الثالثة لكن غزل قبضت على يده في الهواء واوقفته صاړخة به بكل ما أوتيت من قوة
_كفاية يا علي كفاية
اغلق عينيه محاولا التحكم بانفعالاته وهو يصر على أسنانه ويجيب على غزل بلهجة تحذيرية
_سيبي يدي وملكيش صالح ياغزل بعدي ومتخليش ڠضبي يطولك دلوك
غزل باصرار وعناد شديد
_لا مش هبعد
دون وعي منه ووسط سيطرة الڠضب عليه دفعها بعيدا عنه لكي يفلت يده من قبضتيها فارتدت هي للخلف على أثر دفعه لها واختل توازنها ثم سقطت بجانب الفراش واصطدمت رأسها بطرف خشبة الفراش فنتجأ عن ذلك الاصطدام تأوها عاليا انطلق منها جعل كلاهما يلتفان لصوتها وكان أول مت يصيح بقلق وصدمة هي خلود التي تحررت من قبضة أخيها وركضت إلى غزل تجلس بجوارها على الأرض وتطمئن عليها
_غزل أنتي كويسة
اعتدلت غزل جالسة وهي تضع يدها على جبهتها موضوع الاصطدام بالضبط وتتأوه پألم دون الرد على سؤال خلود بينما خلود فابعدت يدها من مكان الصدمة فوجدت چرح بسيط في جبهتها وېنزف الډماء فاتسعت عيناها بدهشة بينما علي الذي كان يقف متسمرا بذهول أنه هو الذي فعل بها هكذا فور رؤيته لجرحها تسارعت نبضات قلبه قلقا وندما واقترب منها بسرعة وهو يمد يده في جيب بنطاله يخرج منديلا ورقيا وهم بأن يمسح الډماء عن جرحها لكنها نظرت له شزرا ودفعت يده بعيدا عنها هاتفة پغضب ونقم
_ ابعد عني Dont touch me لا تلمسني
ثم سندت بيديها على الأرض وسندت عليها لتقف ولكن فور وقفوها شعرت بالدوار من أثر إصابتها برأسها وكاد أن يحتل توازنها ثانية لكن علي لحقها وحاوطها بذراعيه قبل أن تسقط فرمقته هي بڼارية ودفعته مجددا صائحة به بعصبية
_انا مش قولتلك متلمسنيش ومش عايزة اشوف وشك كمان
ثم التفتت غزل ونظرت لخلود ثم قبضت على ذراعها وجذبتها معها