السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والثلاثون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

ياحبيبتي لو عاوزة تشوفي الغيرة اللي على حق ابقي وافقي على العريس ده
ثم مسك خصلات شعرها من الأطراف ورفعها لانفه يشم رائحتها المسكرة وبعدها نزل بهم لفمه يقبلهم وهو يبتسم لها بطريقة عجزت عن فهمها أهي حب منه أم تحذير وڠضب لكنها لم تهتم بتفسير الابتسامة بقدر ما تحاول فهم ما يفعله وسط صډمتها منه ثم وجدته يبعدها برفق عن الباب ليفتحه ويرحل ويتركها في ذهولها مما حدث للتو وراحت تردد خلفه بعدم استيعاب
_حبيبتي!!!! 
ثم امسكت بخصلات شعرها التي قبلها ونظرت لهم پصدمة حتى ضحكت بعدم تصديق لكن سرعان ما تحولت الضحكة الساخرة تدريجيا لخجلة ممتزجة بمشاعر جديدة تستحوذ عليها وعينان تلمع بوميض العشق.

بصباح اليوم التالي في مدينة مرسى مطروح.........
أغلقت فريال الحقائب بعدما وضعت كل ملابسهم ثم صاحت منادية على أولادها
_معاذ.. عمار خلصتوا
ردوا عليها بصوت واحد من داخل الغرفة الداخلية هاتفين
_ايوة خلصنا
فريال بعجلة شديدة
_طيب يلا عشان نتحرك ونلحق نوصل قبل فرح خالكم وأنا هشوف ابوكم راح وين وأتاخر ليه
خرجوا من غرفتهم الصغيرة وجلسوا على الأريكة أمام والدتهم يتابعوها وهي تتحرك بخفة في كل شبر في الغرفة من فرط استعجالها تحاول لململة كل شيء لهم وتتأكد أنها لم تنسى شيء ثم امسكت بالهاتف وأجرت اتصال بزوجها فلم يجيبها فتأففت پغضب ونفاذ صبر وجلست على الفراش منتظرة وصوله بتلك الأثناء استحوذ عليها نفس الشعور بالتقيأ التي يتردد عليها باليوم مرتين تقريبا فاستقامت واقفة وهرولت إلى الحمام لتتقيأ وتفرغ ما في معدتها وبعدما توقفت رفعت رأسها ونظرت في المرآة بتفكير عندما بدأ شكها في الأمر يتحول لتأكيد قررت أن تقطع الشك باليقين وخرجت من الحمام واتجهت إلى حقيبة يدها الصغيرة ودست يدها فيها تلتقط اختبار الحمل الذي اشترته بالأمس بعدما شكت بأمرها ودخلت الحمام مجددا لكي تقوم بعمل الاختبار وبعد مرور ما يقارب العشر دقائق داخل الحمام خرجت وهي على ثغرها ابتسامة عريضة وتحدق في الاختبار بيدها الذي يعطي نتيجة شرطتين تؤكد وجود حمل لاحظ الأولاد سعادة امهم وتحديقها في ذلك الشيء الغريب في يدها فاقتربوا منها وجلسوا بجوارها ليسألها معاذ
_إيه اللي في يدك ده ياما!
رفعت رأسها ونظرت لها وهي تضحك بفرحة غامرة وتحمد ربها فضيقوا عيناها باستغراب أكثر وهذه المرة كان السؤال من نصيب عمار الذي سألها بفضول شديد
_ليه فرحانة إكده قوليلنا
أجابتم فريال بحنو بعدما اخذت نفسا عميق
_تمام هقولكم بس اياكم حد فيكم يچيب سيرة لأبوكم دلوك
هزوا الاثنين رأسهم بالموافقة في وقت واحد بينما هي فقالت بعين لامعة
_قربب هيبقى عندكم أخ تاني
قفزوا هم الاثنين فرحا وهو ېصرخون لكن عمار عبس بمجرد تذكره لأخته الصغيرة وقال لأمه بحزن
_بس احنا عايزين أخت تاني زي حبيبة
اختفت بسمة فريال عندما ذكرها بابنتها الصغيرة التي فارقتهم وتلألأت العبرات في عيناها لمن سرعان ما ابتسمت وانحنت على رأس كل واحد منهم تقبلهم بحنو أمومي هامسة
_ان شاء الله ياحبيبي وكل اللي يچيبه ربنا حلو بس المهم محدش يقول لأبوكم حاچة 
رد معاذ بذكاء وهو يضحك
_هتعمليها مفاجأة ليه صح 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبادلهم الضحك لكنهم توقفوا عن الضحك فور سماعهم لصوت الباب ينفتح وعندما التفتوا وجدوا جلال وصل فاستقاموا واقفين وهرولوا إليه يرتموا عليه ويعانقوه بحرارة وكأنه كان غائب عنهم لشهور وليس لساعات غضن هو حاجبيه بتعجب ورفع نظره يحدق بزوجته السعيدة فابتسم عليهم وسأل
_خير في إيه مبسوطين إكده ليه.. ده أنا قولت هرچع الاقي أمكم متعصبة مني عشان اتأخرت!
طالعت فريال اولادها بنظرة حازمة فالتزموا الصمت وردت هي على جلال بوجه بشوش
_ولا حاچة كنا بنتكلم عن فرح بلال وهنعمل فيه إيه بس ده ميمنعش أني اتعصبت منك صح بسبب التأخير كنت وين ده كله! 
رد جلال رغم عدم اقتناعه بالسبب الذي بررت به فرحتهم الغريبة هذه
_الطريق كان زحمة لو خلصتوا يلا بينا 
دخلوا الأولاد لغرفتهم بسرعة لكي يرتدوا أحذيتهم بينما هو فاقترب من فريال التي تحدقه بابتسامة عجيبة ولديها حماس غريب ثم وقف أمامها مباشرة وهمس لها غامزا
_أنتي في حاچة مخبياها عليا ولا إيه يافريال! 
انطلقت منه ضاحكة قوية واجابته مغلوبة
_هو أنت مفيش حاچة بتستخبى عليك واصل
هز رأسه بالنفي في خفة وهو يبتسم بينما هي فمدت يدها تعبس في ملابسه بدلال وتقول
_هو الصراحة في بس مش هقدر اقولك دلوك
جلال باستغراب وعدم فهم
_مش هتقدري ليه 
تابعت بنفس نظرتها المتدللة وصوتها الناعم
_عشان هعملك مفاچأة ومتسألش أمتى أنا قولتلك أن في مفاچأة وملكش صالح عاد بالباقي
أجابها جلال مبتسما باستسلام
_ماشي يافريال مش هسأل لما نشوف إيه المفاچأة دي
مالت عليه وطبعت قبلة حارة بجانب ثغره جعلت عيناه تلمع بوميض العشق والرغبة ليميل هو أيضا عليها ويخطف قبلة سريعة قبل خروج الأولاد.

خارج أحد المراكز التجارية الكبيرة كان بشار يقف مستندا على سيارته عاقدا ذراعيه أمام صدره ويحدق في بوابة المركز منتظر خروج حبيبته وبعد خمس دقائق تقريبا خرجت وهي تحمل بين يديها أكياس ممتلئة بالأشياء التي اشترتها فتقدم هو إليها بخطواته الواثقة وعلى ثغره ابتسامة عريضة ليجدها ترمقه بذهول وهي متسمرة بأرضها وعندما وصل إليها انحنى عليها ليحمل عنها الأكياس هاتفا
_الچمال ده كله مينفعش يشيل أكياس وشيل أبدا
راقبته وهو يحمل عن يديها الأكياس بعدم استيعاب ثم ابتسمت على عبارته مغلوبة وقالت له بحزم
_أنت عرفت أنا فين أزاي!! 
رد عليها مازحا متجاهلا سؤالها
_ده بدل ما تقوليلي أنا آسفة عشان طلعت من غير ما اقولك ينفع تطلعي من غير علم خطيبك وچوزك المستقبلي
مسحت على وجهها بنفاذ صبر منه وهي تستغفر ربها وتقول محاولة التحكم بانفعالاتها
_ياربي هيشلني!
نظرت له فوجدته يضحك ببرود لتقول له مغتاظة تجيب هي على سؤالها
_نور اللي قالتلك صح 
لم يجيب وفضل الصمت بدل ما الإجابة على هذا السؤال أما هي فقالت متوعدة لشقيقتها
_ماشي أنا حسابي معاها في البيت
بشار بحنو ونظرة مغرمة
_طيب تعالي يلا عشان اوصلك البيت 
ردت بالرفض القاطع وهي تهم بأخذ الاكياس من يديه
_لا أنا هروح وحدي وهات الأكياس من فضلك
تبدلت تعابير وجهه للحدة ثم هتف وهو يبعد يديه عن محاولاتها لأخذ الأكياس
_مريم بلاش تضايقيني عاد أنا مش هاكلك يعني وبعدين أنا ليا ساعة مستنيكي تخلصي
تأففت بنفاذ صبر وقالت في جفاء
_وتستناني ليه أصلا!!! 
بشار بكل وضوح دون مراوغة في الحديث
_عشان وحشتيني وعاوز اشوفك 
أطلقت زفيرا بقلة حيلة عندما وجدته يشير لها بعيناه أن تتجه إلى السيارة ففعلت على مضض لتتخلص من الحاحها فهو لن يتركها تذهب وحدها.
فتحت باب المقعد المجاور له واستقلت فيه بينما هو فاستقل بجوارها في مقعده المخصص للقيادة ونظر لها بهيام مبتسما ثم يردف مازحا ومتعمدا إثارة چنونها
_كنتي بتشتري إيه عاد أكيد حچات تخص چهازك لشقتنا مش إكده
رفعت حاجبها مندهشة لكن سرعان ما حصل على رد شرس وعڼيف منها وهي تقول بغل
_آه فعلا كنت بشتري سكاكين عشان انتقم منك بيهم
قهقه بقوة واجابها وسط ضحكاته الرجولية الجميلة وهو يغمز لها بحب
_وماله هو أنا اطول اموت على يدك
اشاحت بوجهها بعيدا وهي تضحك بصمت مغلوبة على أمرها منه وتهمس
_لا حول ولا قوة إلا بالله

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات