رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والثلاثون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران ج_
_الفصل الثالث والثلاثون _
ابتسم حمزة وقال ببراءة مزيفة تضمر خلفها الخبث
_يعني عرسان ياغزل.. أصل يدوبك الصبح مرت خالك چليلة قالتلي أن في عريس چايلك
اتسعت عين غزل بذهول وهتفت دون استيعاب على ما سمعته أذنها
_what
لكن حمزة لم يلبث ليجيبها حتى ظهر علي وهو ينزل درجات السلم ثائرا ويهتف بصوت مخيف
نقل حمزة نظره بين غزل و علي وعلى ثغره ابتسامة ماكرة ثم رسم الجدية على ملامحه وقال بحزم
_مالك چاي علينا بزعابيبك غضبك إكده!!
استقرت نظرات علي المتأججة بنيران الغيرة على غزل ثم اقترب منهم أكثر وجلس على المقعد المجاور لها أمام جده مباشرة وسأله وهو يجز على أسنانه
_يبقى واد مين ده ياچدي وشافها وين وكيف!
_وأنت مالك واد مين واحد ابن حلال وطلب يدها
مسح على وجهه وهو يطلق زفيرا ناريا محاولا تمالك أعصابه وتمتم مبتسما بسخرية
_امممم ابن حلال وأنت بتاخد رأيها دلوك
كان حمزة يحاول كبت ضحكاته بصعوبة من ثوران حفيده وقرر أن يزيد من نيرانه أكثر حيث رد بإيجاب وهو يسأل غزل المتعجبة من حالات علي الغربية على الرغم من أنه رفضها واخبرها بأنه لا يريدها
ضحك بصمت بعد عبارة جده لكن ضحكة كانت مفعمة بالڠضب والغيرة ثم الټفت إلى غزل الجالسة بجواره وسألها بنفس ابتسامته المخيفة ونظراته الملتهبة
_إيه رأيك ياعروسة موافقة!
شعرت بالقلق البسيط من نظراته وسؤاله للحظة شعرت بأنه سيلتهمها من فرط غيرته لكن عندما نظرت لجدها رأت في عيناه ضحكة خفية ومتعة فبدأ الشك بتسرب إلي قلبها بأن أمر العريس هذا مجرد خطة من جدها ليثير غيرة علي ورغم أنها لم تتأكد من شكوكها قررت أن تتصرف على هذا الشكل وټنتقم منه حيث رسمت الخجل البسيط على ملامحها ونظرت لجدها ثم قالت في رقة مألوفة منها وبطريقة جعلته يعتقد أنها تميل للموافقة لكنها تددلل كأي عروس خجلة
لم تكن الصدمة من نصيب علي وحده بل حتى حمزة اندهش من ردها وأسلوبها الرقيق والخجل الذي استوطن وجنتيها أما هي فاستقامت واقفة وقالت مبتسمة تستأذن من جدها
_عن أذنك ياجدو أنا طالعة اوضتي
راقبها علي بعيناه المشټعلة وهي تسير بالامبالاة إلى الدرج بعدما القت فتيل قنبلتها وتركتها على وشك الانفجار الټفت علي إلي جده بعصبية فور انصرافها وهب واقفا يهتف بلهجة تحذيرية
حمزة بحدة ونظرة ثاقبة
_إيه أنت هتهددني ولا إيه يا علي !!
رد بأدب واعتذار
_لا ياجدي استغفر الله اهددك إيه أنا بس بقولك نقفل على الموضوع ده بدل ما تحصل مشاكل
استقام حمزة واقفا مواجها إياه بالحقيقة
صاح علي منفعلا وبوعيد حقيقي
_هي اللي معاوزنيش مش أنا وهخليها تشوف المتخلف والبربري على حق طالما مش موافقة عليا يبقى مش هتوافق على غيري
انهي عباراته واندفع نحو باب المنزل ليغادر ويتركه جده يقف مندهشا من انفعاله المفرط الذي لم يكن يتوقعه ثم راح يضرب كف على كف وهو يضحك عليهم.
بمكان آخر داخل المطار كان مروان بمكان الانتظار جالسا على مقعد حديدي ينتظر موعد إقلاع طائرته وعيناه عالقة على اللاشيء أمامه وعلقھ شارد بخلود في مشاعر مختلطة ما بين الڠضب والحزن على حاله بتلك الفترة ظن أنه أخيرا وجد الاستقرار والفتاة التي ستشاركه ما تبقى من حياته بعد أن دق الحب ابواب قلبه فجأة أغلقت كل الأبواب في وجهه وعاد بائسا كما جاء وسط شروده الحزين ارتفع اصوات الميكرفون في كل مكان بالأبلاغ عن أن الطائرة ستقلع بعد عشرون دقيقة وعلى كل الركاب التوجه إلى الطائرة لكنه لم يسمع شيء من فرط شروده وحزنه.
كانت تجلس بجواره فتاة جميلة تصغره بثلاث سنوات بالضبط ترتدي بنطال عصري وفوقه بلوزة بأكمام طويلة وتاركة لشعرها المجعد العنان على ظهرها التقطت عيناها تذكرة مروان الذي بيده ووجدت أنه متجه لإيطاليا بنفس الطائرة معها فاستقامت واقفة وامسكت بحقيبتها ثم نظرت لمروان الذي مازال شاردا وهمست له مبتسمة برقة
_فاضل عشرين دقيقة على الطيارة
انتبه على صوتها ونظر لها باستغراب ثم سألها بعدم فهم
_افندم!!
ردت بنفس ابتسامته ونبرتها السابقة
_هو مش حضرتك مسافر ايطاليا في الطيارة الساعة 10
أجابها مروان وهو مازال لا يستوعب لماذا تسأله ومن هي
_أيوة
هتفت برقة وجدية بسيطة
_طيب فاضل عشرين دقيقة أنا آسفة لو ضايقتك بس حسيتك سرحان ومخدتش بالك لما قالوا أن فاضل عشرين دقيقة
رفع مروان يده ونظر لساعته فوجد أن متبقى عشرون دقيقة بالفعل على إقلاع الطائرة فرفع رأسه لها وابتسم بامتنان هاتفا
_متشكر جدا أنا فعلا كنت سرحان ومسمعتش
ثم هب واقفا وأمسك بحقيبته فوجدها تمد يدها له بلطف وتقول بنعومة
_فرصة سعيدة أنا ليلى
نظر ليدها بتعجب لكن لم يطل التفكير كثيرا حيث مد يده هو أيضا وصافحها متمتما بعذوبة
_أنا أسعد يا استاذة ليلى
ابتسمت له برقة ثم ودعته بنظراتها وابتعدت بخطواتها تسبقه إلى الطائرة وهو سار خلفها بعدما ضيق عينيه متعجبا من ذلك الموقف الغريب.
داخل منزل عمران الصاوي........
كان جالسا على الأريكة بالصالة وحيدا بعدما ذهبت أمه للنوم بأحد الغرف الفارغة في المنزل وقدميه كانت تهتز بقوة من فرط الغيظ كلما يتذكر تصرف زوجته عندما أغلقت الباب في وجهه ومنعته حتى من الدخول لرؤية ابنه كان ينوي مسامحتها وإنهاء الخصام بينهم لكنها اشعلت فتيل الڠضب في صدره مجددا بعنادها رفع يده إلى وجهه وراح يحك بأنامله في لحيته وهو يصر على أسنانه وفجأة توقفت أنامله عن الحركة عندما قذفت في ذهنه فكرة مچنونة لا تقل جنونا عن چنونها في أفعالها التي تصيبه بالجنون دائما.
فورا استقام واقفا واتجه إلى غرفة أمه وتأكد من نومها ثم خرج مجددا واتجه إلى المطبخ وفتح أحد الإدراج التي تحتوي على السكاكين والتقط سکين منهم مميزة ورفيعة ستؤدي الغرض معه وقال متوعدا لها پغضب
_چنان بچنان يابت خليل
ثم اتجه إلى غرفة آسيا ووقف أمام الباب ثم انحنى على القفل وبدأ ينغز سن السکين الرفيع في فتحة القفل ويحركها بذكاء ومهارة حتى انفتح معه الباب فابتسم بخبث ثم دفعه ببطء ودخل فوجدها نائمة وابنه نائم في فراشه الصغير بجوارها الټفت برأسه للخلف تجاه الباب واغلقه بهدوء ثم تقدم نحوها حتى وصل إلى فراشها وجلس على الطرف بجوارها وهو يتمعن في وجهها وهيئتها الرقيقة الهادئة على عكس حقيقتها الشرسة والمچنونة وهي مستيقظة.
تحركت أثناء نومها وانقلبت على جانبها اليسار تجاهه مباشرة ولا إراديا يدها تحركت معها واستقرت على قدم عمران الجالس بجوارها وفور شعورها بملمس مختلف عن ملمس الفراش الطبيعي أخذت تحرك يدها على قدمه وجسده دون أن تفتح عينها وكأنها تتأكد أن ما تضع يدها